خذ وخل : مسجات القطع المبرمج!

نشر في 25-06-2010
آخر تحديث 25-06-2010 | 00:01
 سليمان الفهد إن الحل لأزمة الكهرباء على طريقة الحكمة الصينية المثالية، لا تناسب المجتمع الريعي الذي ألف الاستهلاك، واعتاد الإسراف فيه، ومن هنا فهو لن يضيء شمعة أو سراج «كنديري» إذا غابت الطاقة الكهربائية، وحضر القطع المبرمج، وربما يعقبه القطع العشوائي، بل إنه سيلعن «سنسفيل» الظلام. * لو كنت وزيرا للكهرباء والماء، ومن ثم قرأت «المسجات» التي يبدعها المواطنون للسخرية المرة اللاذعة من واقع حال الكهرباء في البلاد لقدمت استقالتي فوراً، ولاعتكفت في بيتي لا أريم! ولا تسألني عن هذه «اللا أريم»، ذلك أن النكات المتواترة في «المسجات» اليومية، تشي بأن الشعب غاضب وساخط، ويريد حلا جذريا، يتجاوز الحلول الترقيعية التي اعتادت وزارة «القهرباء» الركون إليها طوال مسيرتها!

إن الحل لأزمة الكهرباء على طريقة الحكمة الصينية المثالية، لا تناسب المجتمع الريعي الذي ألف الاستهلاك، واعتاد الإسراف فيه، ومن هنا فهو لن يضيء شمعة أو سراج «كنديري» إذا غابت الطاقة الكهربائية، وحضر القطع المبرمج، وربما يعقبه القطع العشوائي، بل إنه سيلعن «سنسفيل» الظلام أو سيلعلع بملء فيه «قطيعة تقطع القطع المبرمج وإخواته»! أما لجوؤه إلى إضاءة الشموع فسيتم في ساحة الإرادة تعبيرا عن سخطه وعدم رضاه، ورغبته في عودة المياه إلى مجاريها، والكهرباء إلى أسلاكها، ومعالي الوزير إلى مكتبه لتحمل مسؤوليته، والاستعداد للاستجواب القادم برغبة شعبية عارمة، بعكس العديد من الاستجوابات السابقة!

* والحق أن الذي يحتاج إلى ترشيد هذه الأيام، ليس استهلاك الشعب والسكان للطاقة الكهربائية «بس»، بل ترشيد القطع المبرمج والعشوائي المفاجئ الذي يحدث كالقضاء العاجل، على حين غرة والعياذ بالله! فالترشيد- بداهة- يستوجب حضور الطاقة الكهربائية بصيغة دائمة، بمنأى عن القطع إياه، وبعيدا عن الحكمة الصينية السالفة الذكر!

إن الحرائق التي تشب في المحولات الكهربائية بصورة شبه يومية آية لاهبة تختزل أزمة الكهرباء ومحنتها، لكونها تعري سوءة سياسة «التخبيط» الدالة على عدم التخطيط والإهمال الذي لا نحمل وزره الوزير الحالي فحسب، بل الوزراء الذين سبقوه كافة! ولأن الاستجوابات لا تحدث بأثر رجعي، فإن الوزير الحالي سيتحمل الوزر كله مادام قبل التكليف الوزاري بتبعاته كلها، كما يعلم ولا شك!

وعوداً على بدء إلى «مسجات» المواطنين بشأن حال الكهرباء في البلاد، أنصح السيد الوزير مطالعتها والتأمل فيها بإمعان نظر، ولا أحسبه سيضحك مثلنا البتة، لأنه إن فعل ذلك فإن ضحكه سيكون بالضرورة ضحكا كالبكاء!

back to top