قارض قبيح قد يقدّم علاجاً للسرطان

يتمتّع الخلد الجرذي العاري بالحصانة ضد الإصابة بالسرطان وقد اكتشف الباحثون أخيراً السبب. فهذا القارض القبيح فريد من نواحٍ متعددة. أولاً، إنه الحيوان الثدي الوحيد الذي يتمتع بتفكير كتفكير الحيوانات التي تعيش في قفير، فهو يطيع الملكة وكأنه نملة أو نحلة. هذا إلى أنه لا يشعر بالألم، ولم يفهم الباحثون بعد طريقة تكيّفه بالكامل. لكن الأهم بالنسبة إلينا أنه الحيوان الوحيد الذي لا يصاب بالسرطان. تفسّر دراسة جديدة أجراها الباحثون في جامعة روشستر، نيويورك، أخيراً لماذا تتمتع هذا الحيوان الفظيع، أبشع مخلوقات الأرض، بمناعة ضد الإصابة بالسرطان.

بحسب الباحثين، لدى الخلد الجرذي جينة تطلب من الخلايا التوقّف عن التكاثر. وهذه الجينة التي تسمى P16 تشكّل حلقة دفاعية ثانية ضد الإصابة بالسرطان. معظم الثدييات، ومن بينها الإنسان، يملك جينة واحدة P27 تحمي الخلايا من الإصابة بالسرطان. وفي حين يعرف معظم أنواع السرطانات كيف يتحايل على جينة P27، فإن جينة P16 توقفه عند حدّه فوراً.

في الاختبار، نقل الباحثون السرطان إلى إحدى خلايا الخلد الجرذي. غير أنه بخلاف خلايا الفئران الأخرى التي تم التلاعب بها بالطريقة نفسها، لم تبدأ خلية الخلد الجرذي السرطانية بالتكاثر إلى حد كبير وهو أمر يرتبط بالإصابة بالسرطان.

لطالما عُرف الخلد الجرذي العاري بتمتّعه بأمد حياة طويل جداً. وكان يُعتقد أن السبب في ذلك قدرته على أن يبطئ إلى حد كبير عملية الأيض لديه خلال فترات الحرمان، لكن من شبه المؤكد أن مناعته ضد السرطان تساهم أيضاً في أمد حياته الطويل.

بعض الحقائق الأخرى عنه: شفتاه وراء أسنانه الأمامية، يتنفّس في معظم الأحيان من خلال جلده، ولا تحرقهالأحماض.