دكتوراه في العمل التطوعي

نشر في 07-02-2010
آخر تحديث 07-02-2010 | 00:00
 مظفّر عبدالله أول العمود: كثير منا لم يعد يعرف كيف يمكن أن يحتفل بالعيد الوطني... حتى مؤسسات الدولة وجهازها الإعلامي!

***

تعج الكويت بعشرات المؤسسات الأهلية غير الحكومية التي يرمز لها بمختصر (NGOs)، وهي تتداول ملايين الدنانير سنوياً لتسيير أعمالها في مجالات الخير والتثقيف والتدريب والمساعدات المباشرة، وتنقسم إلى فئات مختلفة كالجمعيات الأهلية، والتعاونية، والخيرية، واتحادات أصحاب الأعمال، والنقابات، وتشكل في مجموعها بيئة صحية لعمل مئات من الشباب في المجال التطوعي والمهني، وهي حالة كويتية مميزة بين دول المنطقة العربية بسبب الأجواء السياسية والاجتماعية المنفتحة.

وتؤكد إحصاءات وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في (موقعها الإلكتروني) وجود 79 جمعية نفع عام، و58 نقابة، و40 اتحادا لأصحاب أعمال، و63 جمعية تعاونية، وهذه الأخيرة تضم أكثر من 362061 مساهماً وتحتضن رأس مال بقيمة 38762575 ديناراً.

الخلاصة، أن البيئة التنظيمية والتشريعية للعمل التطوعي والمهني الأهلي في الكويت موجودة، لكن المفقود هو العنصر البشري المدرب لتحمل مسؤولية هذا القطاع كما يجب، وليست الانتقادات التي توجه إلى كثير من الجمعيات اليوم ببعيدة عن مسألة فشلنا في إيجاد قنوات تدريب للعنصر البشري لتغذية هذا المرفق الذي تخطى حدود نشاطات الدولة في المجتمعات الغربية.

العمل التطوعي في الكويت بحاجة إلى اهتمام، وأول المطالب في هذا الاتجاه هو اعتماد برامج الماجستير والدكتوراه في جامعة الكويت والجامعات الخاصة لتعليم أصول العمل التطوعي والخيري وفقاً للمقاييس المهنية والعلمية، استناداً إلى الخبرات العالمية في إدارة الأوقاف، وجمع التبرعات، وإعادة توزيعها واستثمارها لمصلحة المجتمع، وفي ظني أن تفعيل هذا الجانب سيكون عاملاً لنزع صفة التسييس وإضفاء الجوانب العلمية على العمل التطوعي برمته، كما أن إضافة مقررات دراسية اختيارية لطلبة الجامعة والتعليم التطبيقي يعد نوعاً من ترويج الاهتمام بمسألة التطوع في المجتمع.

ويمكن- من ناحية تنظيمية- الاستفادة من التجربة البريطانية في إدارة العمل الخيري، حيث تتبع هيئة خيرية هناك البرلمان مباشرة بحسب قانون صادر في عام 2006، وتقدر حجم أمواله المتداولة بـ41 مليار جنيه إسترليني تديرها 200 ألف جمعية مسجلة حتى نهاية 2007، وهي تنفتح على معظم مشاكل واحتياجات سكان بريطانيا.

تأطير العمل التطوعي والتعاوني والنقابي في الكويت وفق الجوانب العلمية والمهنية والتخصصية سيجعل من هذا المرفق فعالاً في خدمة احتياجات الناس وحل مشاكلهم، ويجعل تداول أموال الخير في أجواء أكثر شفافية تبعد الشكوك التي تحوم حوله بين الحين والآخر، ويعمل على تأسيس جيل من الشباب القادر على فهم الغاية من وجود الجمعيات الأهلية التي باتت شبه غائبة عن عشرات المشاكل المستجدة على المجتمع الكويتي.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top