أين الإنجاز في مترو دبي؟

نشر في 18-09-2009
آخر تحديث 18-09-2009 | 00:00
 فالح ماجد المطيري مع افتتاح مشروع مترو دبي قبل أيام، امتلأت زوايا صحفنا اليومية بالكثير من المقالات لبعض الزملاء يشيدون بهذا الإنجاز التنموي الكبير لإمارة دبي مقروناً بالتحسر و"التحلطم الكويتي" المعتاد على وضعنا، علماً أن هذا الإنجاز ليس بجديد على دبي، بل إن الأيام القادمة حبلى بالمزيد من الإنجازات في الإمارة، وستشهد صحفنا المزيد من "التحلطم" والأسى على حال التنمية المتردي لدينا.

مترو دبي ليس المشروع الوحيد في الإمارة الذي يستحق الإعجاب، بل إن المشروع التنموي الشامل الذي تم تأسيسه منذ بداية الثمانينيات وفق خطة استراتيجية تعرف من أين تبدأ وإلى أين ستصل، هو ما يستحق الإعجاب والدراسة للاقتداء به.

قلت إلى أين ستصل؟ ولم أقل إلى أين ستنتهي؟ لأن نقطة الوصول إلى نهاية كل مرحلة تعبر عن بداية مرحلة جديدة من مفاصل مشروعها التنموي، وقد وصف كثيرون هذا المشروع في بداياته "بالمغامرة" وكثرت الرهانات على فشله، وربطه البعض بالحرب العراقية الإيرانية، وأن نهايته مرتبطة بنهايتها حيث ستعود موانئ إيران والعراق إلى حالتهما الطبيعية، وستذبل وردة دبي في حرارة رمالها الصحراوية، إلا أن الإمارة أثبتت أن التخطيط الاستراتيجي المدروس يختلف بكثير عن تحليلات العاجزين أو أمنيات الكسالى، وظهرت نتائجه بكل وضوح بتعامل الإمارة مع الأزمة الاقتصادية العالمية بكل مرونة، ولم تجلس الفعاليات الاقتصادية لديهم علي أعتاب الحكومة تطالب بقانون "استقرار اقتصادي".

كتابات العديد من الزملاء وأحاديث الدواوين في أمسياتنا الرمضانية حول مترو دبي، انحصرت بين جلد الذات الذي يعشقه البعض، أو إلقاء اللوم على الحكومة أو المجلس أو كليهما بسبب تخلفنا التنموي عن محيطينا الإقليمي، رغم الإمكانات المالية الكبيرة التي نملكها مقارنة بالآخرين، ووجدها بعض من في قلوبهم مرض فرصة لتأكيد أن مجلس الأمة هو السبب في تعطيل التنمية، فتقدم دبي من وجهة نظرهم سببه بسيط جداً، وهو أنه لا يوجد فيها مجلس أمة منتخب! ويغيب عن عقول هؤلاء أن الشيخ محمد بن راشد لم يقد إمارته إلى التقدم، بالتفرد بالرأي، بل إن المختصين في دائرة دبي الاقتصادية هم مَن يحدد نوعية المشاريع التي تدرج في خطة الإمارة بعد أن تدرس من جوانبها كافة، بينما نحن، وبفضل الحكومات الست لسمو الرئيس، مازالت الدولة بلا خطة ولا برنامج عمل، ومجلس الوزراء الذي يهيمن على مصالح الدولة لم نرَ من هيمنته إلا مشاريع التنفيع والعمولات التي يتراجع عنها بأسرع مما قدمها، أما الخطة التنموية التي طال انتظارها فهي مجرد تصريحات صحفية للشيخ أحمد الفهد بين فترة وأخرى لكي لا ننسى أنه مازال وزيراً في الحكومة.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top