خذ وخل: المد الاحمر والخط الاخضر!


نشر في 25-10-2009
آخر تحديث 25-10-2009 | 00:01
 سليمان الفهد • لعلي لا أغالي إذا زعمت بأن مشكلة التلوث البيئي الخطيرة التي يكابدها المواطنون القاطنون في ضاحية «علي صباح السالم» تشي بوجود تلوث في التخطيط، وفي وجدان المتنفذين ملاك المصانع الذين لم يأبهوا ويلتزموا بشروط الأمن والسلامة البيئية، رغم أنف المجلس الأعلى للبيئة، والهيئة العامة للبيئة، والبنك الصناعي، فضلا عن لجنتي البيئة في كل من مجلس الأمة، والمجلس البلدي!

ومن هنا تجد أن الهيئات الأهلية المعنية بالبيئة هي التي تفضح الممارسات المعادية للبيئة الضارة بها، وقد اعتدنا على أن الهيئات الحكومية المذكورة آنفا، لا تحرك ساكنا ولا تقوم بأي فعل إلا بعد وقوع البلية وانتشارها وتجذرها، إلى حد وصولها إلى درجة المعضلة الشائكة من عيار «حيص بيص» الذي تجابهه الحكومة بالحيرة والتردد وعدم الحسم كما هو الحال الخطير لأم الهموم، المعروفة سابقاً بأم الهيمان المنكوبة!

ولعلنا نلاحظ عند زيارتنا إلى الدول العربية الشقيقة المجاورة، فضلا عن البعيدة عنا، تمركز المصانع في أماكن بعيدة عن المناطق السكنية، وإن وجدت داخلها أو مجاورة لها، فإنها تلتزم بشدة وصرامة بشروط الأمن والسلامة بتجلياتها كافة. وهذا يفسر سبب عدم شكوى السكان من مضارها، وعدم تبرم الزائر العابر من الغازات السامة والروائح الكريهة الضارة بالأرض وما عليها! ولمَ نروح بعيدا؟ فعند التفكير بإنشاء منطقة للصناعات البترولية اختارت الحكومة التي كانت رشيدة بحق، منطقة الشعيبة فضاءً آمنا ليحضن منطقة الشعيبة الصناعية، وكان الحري بها أن تكون المصانع التي أنشئت بعدها على هذا النحو الآمن، الذي لا يخلط حابل المنطقة السكنية بنابل المصانع والورش وأمثالهما!

وهذا الخلط العبثي المأساوي يتبدى في أم الهيمان بصورة مفجعة خطيرة تستوجب حسما عاجلا بشأن إزالة المصانع أو إيجاد سكن بديل لعشرات الآلاف من قاطني المنطقة المنكوبة! وفي محاضرة للناشط البيئي الدكتور حمد المطر ألقاها في رابطة الاجتماعيين الاثنين الماضي، بعنوان «بيئتنا في خطر» حذر من المخاطر التي تحيق ببيئة الكويت، وبكل من يقيم عليها، ودعا إلى إخلاء منطقة أم الهيمان من السكان لتجنيبهم الكوارث الصحية المحتملة في قادم الأيام، والحق أن بيئة البلاد تستأهل احتشاداً وطنياً عاماً يتوسل إنقاذها من تبعات العربدة الإجرامية التي حدثت لها من قبل الغزاة المحتلين، كما يخبرها الجميع، فضلا عن العدوان الذي يستهدفها من قبل بعض أهل الدار الذين لا يحفلون سوى بمصالحهم الذاتية، ولا يخشون محاسبة ولا عقابا لكونهم من المتنفذين ذوي الحيثية والعزوة والسطوة الذين يعيثون في البلاد فسادا وإفسادا، وآن الأوان لردعهم وإيقافهم عند حدهم.

إن الأحمر تشابه علينا! أعني المد الأحمر ما غيره! ففي حين تقلل الهيئة العامة للبيئة من شأن حضوره في بحر ثان، وتزعم أنه ظاهرة موسمية طبيعية، نجد أن جماعة الخط الأخضر المعنية بحماية البيئة، تخالفها فيما ذهبت إليه، مؤكدة أن المد الأحمر الظاهر هذه الأيام في جون الكويت ضار بالبيئة!

بصراحة نحن بحاجة ماسة إلى مكافحة المد الأسود الذي يلوث البيئة الاجتماعية والسياسية في البلاد! حسبك دليلا على حضور المد الأسود ملاحظة التعسف في استخدام أداة الاستجواب!

back to top