شتان بين الفهد والمواطن علي!
ما إن يتعلق الأمر بكيان دولة وتطلّع للحكم ونية للقيادة حتى تختلف الرؤى والأطروحات، فنجد من يرى في نظرة الحاكم ضرورة الوقوف أمام أبناء وطنه وشعبه موقف المحايد العادل المنصف فلا يفرق بين هذا وذاك، ولا ينصر زيد على عبيد لشيء ما في نفسه، بل يتعامل مع الجميع بمسطرة واحدة قوامها الحق والعدل والمساواة، طبقا للدستور والقانون.والكيّس الفطن، من نجده لا يتطرق لضرب كرامة الناس أو جرحها، بينما نجد هناك من ينظر إلى الأمور من سم الإبرة وبمنظار ضيق لا يتجاوز السنتيمترات، ولعل مقالات الشيخ علي الجابر أو المواطن علي الجابر كما يحب أن نسميه، مع الأسف كان فيها تعدٍّ على كرامة الناس، ومنها ما قاله في مقاله الذي يرد فيه على المحامي نواف ساري حول ازدواجية الجنسية.الشيخ علي الجابر قال في مقاله إن أبناء الرابعة التي أنتمي أنا إليها هم من مزدوجي الجنسية إلا من رحم ربي!! ما يعني أن قلة قليلة من مواطني الدائرة الرابعة هم أبناء الكويت بالانتماء والولاء كما يقول الشيخ علي في مقاله، فهل هذا أمر مقبول أو حتى معقول؟ ومن أبناء الدائرة الرابعة يا شيخ علي؟ أليس معظمهم من أخوالك؟! وكيف تقول ذلك وأنت من تطلق على نفسك المواطن لأننا سواسية وفق الدستور.ياشيخ علي نحن نعتب عليك لأنك تنتمي إلى أسرة مسؤولة عن الحفاظ على كيان الدولة وفق الدستور، بل قد تصبح أنت حاكم الكويت يوما ما، فإن كانت هذه نظرتك إلى أبناء شعبك، تشكك في ولائهم وتهدم النسيج الاجتماعي وتضرب الروح الوطنية فكيف تتقدم الكويت وتنمو في ظل هذه النظرة؟على الجانب الآخر نجد الشيخ أحمد الفهد يقول في تصريحه «أي تصريح أو تلميح للتشكيك بالولاء الوطني لأي من فئات شعبنا المخلص هو أمر مرفوض جملة وتفصيلا»، وعلى الرغم من أننا نختلف مع الشيخ أحمد الفهد في أمور كثيرة فإن الفهد رجل دولة من الطراز الأول يعرف متى وكيف وأين يصرح؟ وبماذا؟ ونحن لن نقارن بين الفهد وغيره لأن المسألة موهبة وقدرات، وتصريح الفهد يبين أن الرجل (شيخ حكم) يقف على مسافة واحدة بين كل أبناء الشعب. أحمد الفهد لم يخض في موضوع ازدواجية الجنسية بالرغم من أنه عضو في الحكومة، بل هو أبرز أعضائها، ولذكائه وفطنته ولأنه يعلم مدى حساسية هذا الأمر لم يخض فيه، وهو يعلم أن هناك دستورا وقانونا سيأخذ طريقه نحو التطبيق، وينتصر القضاء العادل للحق، فلم يدخل في متاهات وحوارات لأنه يسعى إلى أن يكون من رجالات المرحلة المقبلة، وهذا لن يتحقق إلا بمحبة كل فئات الشعب.ياحضرة المواطن علي: البدو يقولون «الكلمة مثل الفشقة»، وتصريحك الأخير الذي تحاول فيه إصلاح ما أفسده مقالك لن يداوي الجرح الذي تسببت به بهذه البساطة خصوصا مع «خوالك»، وفي النهاية نقول لك ياشيخ، الإعلام لايصنع رجالات الدولة، بل هي الأفعال والأقوال أيضا، والتعامل مع السياسة والتطلع للحكم ليس ككتابة الشعر والأغاني. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة