شكراً بلير... Thanks Blair


نشر في 16-10-2009
آخر تحديث 16-10-2009 | 00:00
 أ. د. فيصل الشريفي Dear Mr. Blair, many thanks for your concerns toward our education system in Kuwait.

This article is written to review and evaluate your vision regarding Kuwait>s education system for the year 2030.

Sincere appreciation for your courage and professionalism toward your diagnosis to the status of education.

السيد بلير لن أخوض في تاريخك السياسي مع أنه يستحق ذلك، ولكنني سأتناول رؤيتك للكويت عام 2030 أي بعد عقدين من الآن من خلال تقييمك للتعليم، وهو حقاً وثيقة ينبغي الاستفادة منها وأخذها على محمل الجد.

جاء في التقرير حصول الكويت على المرتبة الأخيرة في الامتحانات الدولية رغم تصدرها القائمة العالمية في الإنفاق على التعليم، وهذا بحد ذاته دليل على التخبط وعدم مطابقة الأهداف على أرض الواقع وكأننا في كوكب آخر.

السيد بلير كان أكثر جرأة منا أو أكثر دراية بنظامنا الاجتماعي، حيث شخّص الواسطة كسبب رئيسي وراء فشل التعليم، كذلك حمَّل المسؤولية إلى عدم القدرة على تقويم أداء المدرس.

أما ركائز التعليم التي ذكرها التقرير وهي: نظام تعليم عالي الجودة «وين يا حسرة»، ومدرسون أكفاء، وحرية اختيار المدارس... كل هذا غير مطبق لأسباب تتعلق بالفوضى السياسية، فالتدخل المستمر في الأمور الفنية كالمناهج وتطويعها لأجندات خاصة ولمصالح حزبية هو شعار الجودة عندنا، كما أن اختيار المتميزين من المدرسين ومكافأتهم ملغى لأن الواسطة فوق كل شيء، أما حرية اختيار المدارس فهي لا تتم إلا للعقاب سواء للطالب أو المدرس.

السيد بلير لقد كنت لطيفا في سردك لأجندة الإصلاح من خلال خمس توصيات اختصرتها في تعزيز مهنة التدريس، ورفع مستوى مواءمة الأداء وتكييفه عند الطلبة، ورفع مستوى الأداء للمدرس، وتطوير ومواءمة التعليم الجامعي والمهني، وأخيرا توسيع نطاق العروض التعليمية وتدويل النظام.

التوصية الأولى، تصطدم مع روتين لوائح ديوان الخدمة المدنية وأروقة وزارة التربية حيث القيود تلو القيود، فضلاً عن تقييم أداء يعتمد على كراسة المعلم، وكثرة الألوان، وجودة الخط، بالإضافة إلى تحضير مميز أثناء الزيارات الميدانية لمفتشي الوزارة.

التوصية الثانية، يمكن تبنيها والبدء بتنفيذها ولا تحتاج إلا إلى قرار كونها تمس رفع كفاءة الطالب حيث لن ينتبه الساسة عندنا، خصوصاً أنها تعتمد على المراقبة والموضعية واستخدام الحاسوب، فضلاً عن كون التوصية ترتبط بعضوية شرفية من لدن حضرة صاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد حفظهما الله.

رفع كفاءة المدرس واقع مرير يعيشه أولياء الأمور قبل الطلبة، فضعف الأداء التدريسي ظاهرة عالمية، إلا أنها في الكويت فرض عين... فلو نظرت يا سيد بلير إلى إعلانات الصحف لطلبت إلغاء التوصية أو فتح «سجن طلحة» من جديد لتجارة أخطر من تجارة المخدرات، وهي تجارة الدروس الخصوصية وما أدراك ما هي.

التوصية الرابعة، من نصيب التعليم الجامعي والمهني، وهي بحق رائعة مرحلياً وكخطوة تحضيرية للارتقاء بالتعليم العالي، كما تضمنت تحسين جودة وكفاءة كليات الهيئة العامة للعلوم التطبيقية وتوحيدها، وهي توصية مباشرة لإنشاء الجامعة التطبيقية، والتي ستعود بالنفع على المخرجات الوظيفية والبحثية.

ختام التوصيات كانت من نصيب القطاع الخاص بالتعاون مع اللاعبين الكبار، ومن نوعية الجامعات ذات الجودة العالمية مشروطة بتوأمة حقيقية وبنفس المعايير المطبقة لديهم.

أخيراً سيد بلير كنت واقعياً ومهنياً في دق ناقوس الخطر، وعسى التوصية، إن أتت من الغريب، أن يؤخذ بها كون الحساسية عندنا مفرطة من القريب.

ودمتم سالمين. 

back to top