الخطيب: الوحدة الوطنية هي الالتفاف حول الدستور والنظام الأساسي
رابطة «العلوم الإدارية» نظمت مهرجاناً خطابياً بمناسبة عيدي الاستقلال والتحرير
أعلن محاضرو مهرجان "هنا الكويت" أهمية تدريس وغرس حب الوطن لدى أجيال الكويت منذ الصغر، مؤكدين أن النعرات الطائفية لا تزال تنهش البلاد.
أكد د. أحمد الخطيب أن ثقته بالشباب لا تزال كبيرة، وخصوصا طلبة الجامعة، منوها بالمعرض الطلابي المقام في كلية العلوم الإدارية في الجامعة، لافتاً إلى أن الإبداع الطلابي الذي لاحظه في الجامعة "دليل على أن ثقته بشباب الكويت باقية في محلها، وأن مستقبل الأجيال بخير".وتساءل الخطيب في المهرجان الخطابي "هنا الكويت" الذي تقيمه رابطة طلبة كلية العلوم الإدارية بمناسبة الاحتفال بعيدي الاستقلال والتحرير "ماذا نريد بالوحدة الوطنية؟"، مؤكدا أن الوحدة الوطنية هي الالتفاف حول الدستور والنظام الأساسي الدستوري.وقال الخطيب إن المعنى الحقيقي للوحدة الوطنية هو تعاضد وتكتاتف شبان وشابات الكويت، موضحا أن الوضع الذي تعيشه البلاد مأساوي ويحتاج إلى جهد مضن وغير سهل حتى نحصل على الوحدة الوطنية التي نريدها، "وأول ما يجب البدء به التعليم، وخصوصا تعليم الشباب الذين نعول عليهم الكثير"، مشددا على ضرورة تعليم الأجيال وأن نغرس فيهم حب الوطن والمواطنة.واستهجن الخطيب إجابة أي شخص عند سؤاله من أنت بنسبه أو عائلته أو قبيلته، "بينما لا تجد من يقول أنا كويتي، لذلك يجب تعليم الأجيال أهمية انتمائهم للوطن وهو فوق كل شيء، ويجب تعليمهم ماذا تعني الكويت"، معربا عن أسفه على حال الإعلام الرسمي في الكويت، مؤكدا أنه يساعد على هدم الوحدة الوطنية بين النسيج الاجتماعي.الواسطة تقتل "الوحدة"من جانبه، قال النائب علي الراشد "إن الواسطة تقتل الوحدة الوطنية فينا"، لافتا إلى أن "البلد يسير حسب الواسطة"، محملا المسؤولية لكل من يسعى للواسطة على حساب الكفاءات واختيار الشخص غير المناسب.وأوضح الراشد أن الوحدة الوطنية ليست أغنية نغنيها، مشددا على أهمية تربية النفس وتهذيبها وتعليمها حب الوطن قبل أن نربي أبناءنا، وعلى ضرورة محاربة التفرقة والشقاق بالممارسة الوطنية الصحيحة، "فما آلت إليه الأوضاع ما هو إلا أمر يحز بالنفس، ويعد تعديا على حقوق الآخرين وتعديا على الوحدة الوطنية".أسمر وأشقروبدوره، أسف النائب صالح الملا على الأوضاع التي تعيشها البلاد من نعرات طائفية في الآونة الأخيرة، مؤكدا أن النفس الطائفي غريب وسيسيء للجميع وله سلبيات كبيرة ستنعكس على المجتمع، "ونحن كسياسيين ساهمنا في إثارة هذه النعرات". واستهجن الملا الاحتفال بالأعياد الوطنية بالغناء فقط، ونسيانها بعد عودتنا من أي احتفال، والرجوع إلى النظر إلى بعضنا الآخر بنظرة التمييز، فنبدأ بالقول "هذا قصير وهذا طويل وهذا أسمر وهذا أشقر"، مؤكدا أن المهرجانات الخطابية الطلابية السابقة كانت راقية، ولم نكن نطعن في السابق في زملائنا الذين نتنافس معهم في الانتخابات الطلابية، مطالبا القوى الطلابية في الجامعة بالابتعاد عن الطعن في زملائهم.وشدد الملا على أن يبدأ المواطن إذا ما أراد أن يخدم بلده بتعليم نفسه، فـ"يجب أن نبدأ في تدريس منهج التربية الوطنية والدستور منذ الصغر"، مستنكرا رفض وزارة الإعلام دعم أحد المشاريع الطلابية الوطنية وعدم بثها في التلفزيون، بينما قامت جهات أخرى ومؤسسات إعلامية بنشرها ودعمها، متسائلا "أين ذهبت مهرجانات وزارة التربية التي كنا ننتظرها في السابق؟".نموذج مصغرأما النائبة د. سلوى الجسار فقالت "نحن اليوم نعيش في الجامعة نموذجا مصغرا لشعار هنا الكويت، حيث ان الجامعة تمثل تجسيدا للوحدة الوطنية ولكن ما قد يحدث هنا أو هناك ما هو إلا حالات فردية يرغب أصحابها في الكسب الشخصي، ولا ترقى إلى الدلالة عما يوجد في المجتمع، مطمئنة الجميع بأن البلد بخير رغم ان ما حدث من ممارسات فردية من الممكن ان يكون قد أصاب وحدتنا بالوهن العارض".واضافت "ان المواطنة عندما تهتز عند طالب الجامعة، اعتقد ان هذا مرفوض والامل معقود على الطلبة، واتمنى ان تكون ايامنا كلها وطنية وليس فقط فبراير".وذكر النائب السابق احمد المليفي ان "الوحدة الوطنية والكويت تبدء وتنتهي عند الانسان ولا يمكن ان يكون هنالك عطاء وتنمية من دون انسان، والشباب الكويتي في عيون الدول الاخرى شيء آخر، فعند الغزو العراقي ظهرت احدى الصحافيات الأجنبيات وقالت انها استغربت حال ابناء الشعب الكويتي فقد كان قبل الغزو مترفا ولا يهمه الا ركوب السيارات و"الكشخة" وعند الغزو الكل اصبح يسعى إلى تحرير البلد، فهذا التحول الذي حدث من جيل تحول إلى الابداع وهذا ما نقوله نحن ان الامل موجود ودائما قيادة الامام تكون من خلال كوكبة وانتم يا شباب الكويت الكوكبة التي ستقود الكويت في المستقبل".ماذا فعلنا لهذا البلد؟وأكد عميد كلية العلوم الإدارية د. راشد العجمي ان كلية العلوم الإدارية غير الكليات الأخرى بجامعة الكويت واكبر دليل على ذلك هذا الاحتفال، الذي تنظمه رابطة طلبة كلية العلوم الإدارية، فلكل دول العالم أيام وطنية تحتفل بها ونحن اليوم نحتفل بيوم التحرير ويوم الاستقلال وهذا أقل واجب نقوم به ونتمنى أن تكون أيامنا دائما أفراحا.وقال العجمي "دائما نتمنى أن نرجع إلى الماضي الجميل ولكن الخير والأمل والتفاؤل بأبناء هذا البلد الحبيب والكل متفق ومقر على حب هذا الوطن ولكن ماذا فعلنا لهذا البلد؟ يجب علينا ان نعكس هذا الشيء من خلال التطبيق وهذا البلد به الكثير ويجب ان نسعى لدفع عجلة التنمية نحو التقدم".وكانت هناك مشاركة من الفنانين في المهرجان، حيث قال الفنان عبدالرحمن العقل "ان الكويت جميلة ولا يوجد أي شخص لا يحب هذا البلد وحتى الضيوف يحبون هذا البلد الحبيب واذكر أيام الغزو العراقي الغاشم والتحاقنا بالمجندين، اصدر الامير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله أمرا بأنه لا يجب على أي مبدع في الكويت المشاركة مع القوات المسلحة وذلك لانهم مبدعون ويجب الحفاظ عليهم وهذا الامر هو اكبر دليل على حب الوطن الحبيب، كما ان اعمال المنتجين الذين يشوهون صورة الكويت ما هم الا غير كويتيين وحاقدون على الكويت والمنتجون المحبون للكويت يقومون بأعمال لا تكسبهم الا القليل من المال".وقال الفنان طارق العلي "ان بعض اعضاء مجلس الامة يدخل إلى المجلس وهو يعرف ماذا يفعل والبعض الاخر لا يعرف ما يقوم به داخل المجلس، ونحن كفنانين دورنا هو نقل الصورة عند السياسيين، كما اننا نحمد الله على أن تضارب المصالح الشخصية لم يصل إلى المسرح، كما انني ضد كتابة أي نائب لمقالات في الصحف المحلية، ومن عنده رأي فليقله تحت قبة البرلمان".