نجم الخليج ... منافسة شديدة والغلبة للموهبة الأقوى
انطلق برنامج {نجم الخليج} على قناة دبي في موسمه الثالث مساء الأحد الماضي، وهو يتيح للمواهب العربية الشابة، بين 18 و25 عاماً، فرصة التعبير عن قدراتها الفنية للوصول إلى النجومية والشهرة في عالم الغناء باللهجة الخليجية، إلا أن المفارقة هذه السنة أن القيّمين على البرنامج ارتأوا الإطلالة من بيروت وتحديداً من على مسرح {ستار أكاديمي} وليس من دبي، كما جرت العادة سابقاً. أما الجديد الذي يطغى على هذه الدورة فيتجلّى في اختيار مشتركين من الدول العربية كافة، وليس من الخليج فحسب. كيف سيتميّز {نجم الخليج} عن باقي برامج الهواة التي تغصّ بها الشاشات العربية والتي باتت متشابهة إلى حدّ كبير؟ ما الجديد الذي سيقدّمه البرنامج هذه السنة إلى جانب تخريج مواهب غنائية لا تتعدى شهرتها بضعة أشهر، لتقف بعد ذلك أمام مستقبل مجهول في عالم الغناء؟ هل سيحظى المشتركون غير الخليجيين بزخم التصويت نفسه الذي سيناله زملاؤهم الخليجيون أم أن مشاركتهم ستكون لمجرّد التغيير في شكل البرنامج ومضمونه ليكونوا أول المغادرين، كون هذا الأخير يحقق أكبر نسبة مشاهدة في دول الخليج العربي ومن الطبيعي أن يعطي الجمهور الخليجي الأولية للطلاب الخليجيين بنسبة 50 %؟
آراءللإجابة عن هذه الأسئلة كلها، التقت {الجريدة} الملحن الكويتي عبد القادر هدود، المشرف الموسيقي والمسؤول عن الجولة التي نظِّمت في أنحاء الدول العربية لاختيار المتسابقين، بالإضافة إلى كونه المشرف الرئيس والمرجع الفني والموسيقي للأصوات المشاركة في {نجم الخليج} على مدى الأسابيع المقبلة، كذلك التقت مدير قناة {دبي} عبد اللطيف القرقاوي ولجنة التحكيم.أكّد هدود أن اختيار المشتركين تمّ من بين آلاف تقدموا إلى مباراة اختبار الأصوات، لكن الحظ الأوفر كان في النهاية من نصيب من يتمتّع بالموهبة الأكبر والصوت الأجمل والحضور المميز. أوضح هدود أنه سيعمل على تطوير أصوات الطلاب وتحسين آدائهم وتلقينهم كيفية السيطرة على أعصابهم أثناء وقوفهم على المسرح وفي تعاطيهم مع الآخرين. وأضاف: {كلما أعطى الفنان المجال الفني كلما كان هذا الأخير كريماً معه، لذلك لا بدّ من الاجتهاد ولا مكان للكسل}. عن سبب اختيار طلاب عير خليجيين هذه السنة وإمكان استمراريتهم في البرنامج قال هدود: {مع ثورة وسائل الإعلام وفي عصر الإنترنت انفتحت البلدان العربية على بعضها من المحيط إلى الخليج، ودخلت الأغنية الخليجية كل بيت عربي، حتى أن الفنانين العرب غير الخليجيين يؤدون في غالبيتهم اللهجة الخليجية، لذلك ارتأينا منح فرصة لمن يتقن الأغنية الخليجية لإظهار موهبته وتدريبه على أدائها بالشكل الصحيح والمميز، أما التصويت فسيكون بحسب الكفاءة لا البلد}. لا يجوز القول إن الساحة الفنية مليئة بالأصوات، برأي هدود، وما من ضرورة لهكذا برامج، لأن من يتمتع بالموهبة سيفرض نفسه بالتأكيد وسيحقق طموحاته الفنية، ليست القضية بالعدد بل بالنوعية.تجهيزاتمن جهته، أوضح عبد اللطيف القرقاوي أن المسرح الخاص بالبرنامج جهِّز بأحدث التقنيات العالمية في مجال {الغرافيكس}، وأن فريق البرنامج من تقنيين وفنيين وفنانين بذل جهداً كبيراً لإخراجه بالصورة التي ظهر فيها.وأشار إلى أن البرنامج سيستضيف في حلقاته المقبلة أشهر نجوم الغناء الخليجي الذين سيقدمون أغنيات وألحاناً أحبها الجمهور في العالم العربي. عن سبب اختيار بيروت لبثّ البرنامج قال القرقاوي: {لبنان بلد مضياف ويتمتع بالخبرة في إدارة هذه النوعية من البرامج، وبتقنيات إعلامية وتسويقية مهمة}. أما في ما يتعلق بعدم وجود أي مشترك لبناني ضمن الطلاب فقال: {لم نقصد استبعاد أي دولة عربية لكن تم اختيار الأكثر تميزاً، للأسف لم يكن بين المقبولين للبرنامج أي مشترك لبناني}. وعن المبلغ الذي تقاضاه الفنان حسين الجسمي للحلول ضيفاً على الحلقة الأولى قال القرقاوي: {يتقاضى الفنانون مبالغ مالية لظهورهم في هكذا برامج والمبلغ الذي تقاضاه الجسمي كان مقبولاً}.لجنة التحكيمبدورها كان للجنة التحكيم أكثر من رأي في ما يتعلق بالطلاب وبالبرنامج: الفنان عبدلله رويشد: أشارك في البرنامج للمرة الثالثة ويعود ذلك إلى محبتي الكبيرة لتلفزيون {دبي} والقيمين عليه ولأن البرنامج يتمتع بمستوى راقٍ وبمواهب فنية حقيقية. سعدت بمشاركة طلاب من دول عربية خليجية وغير خليجية لأن اللهجة الخليجية أصبحت محببة ومعروفة في العالم العربي أجمع. أتمنى التوفيق للجميع ولا بد لصاحب الكفاءة والصوت الأفضل من الوصول إلى النهائيات.الفنانة ديانا حداد: يشرفني أن أكون في لجنة تحكيم {نجم الخليج} وأظن أن اختياري جاء نتيجة تميّزي بأداء اللون الخليجي على غرار الألوان الأخرى مع أنني فنانة غير خليجية. سيكون من الصعب الحكم على الطلاب، لأنهم يتمتعون، على ما يبدو، بمستويات متقاربة، إنما على الخاسر أن يتقبل نجاح زميله بروح رياضية. فايز السعيد: أنا سعيد بمشاركتي في البرنامج خصوصا أنه يتمتع بمستوى عالٍ ويتميّز الطلاب بمواهب حقيقية. سأعطي رأيي في أدائهم بشكل صريح حتى لو كان قاسياً، في النهاية علينا اختيار الأفضل وعلى كل شخص تحمّل مسؤولياته.{بلاي باك}لا يمكن الحكم على أداء الطلاب منذ ظهورهم الأول على الشاشة خصوصاً أنهم قدّموا أغنياتهم على طريقة الـplayback لأسباب نجهلها. المشتركون هم:} مودي جمال (مصر)، بدر العوضي وصالح العبد الله (الكويت)، عبد الله الفهد ويزيد خالد (السعودية)، غسان بن إبراهيم وهدى بتبت وآمال الغربي (تونس)، ورود الخفاف وغيث السومري (العراق)، ريم حسن وحسام طه (سوريا)، هشام الأميري (الإمارات)، محمد رحمة (البحرين). من جهة أخرى سيكون مشاهدو قناة {دبي} على موعد يومي مع المشاركين ضمن برنامج {يوميات نجم الخليج} الذي يبث بمعدل خمس حلقات أسبوعياً، لمتابعة التدريبات اليومية التي يخضع لها هؤلاء بإشراف مدربين متخصصين، والتي ستقدم بطريقة مختلفة بما يتماشى مع خصوصية المجتمعات الخليجية والعربية.يلتحق المتسابقون بصفوف تدريبية تبدأ من التاسعة صباحاً وتستمرّ حتى الخامسة بعد الظهر وتشمل المسرح والغناء والموسيقى والإعلام، ما يتيح لهم الإلمام بالنواحي الفنية كافة، إلى جانب زيارة الإعلاميين والصحافيين من البلدان العربية المختلفة وصفوف خاصة بالتدريب الصباحي بمعدل مرتين أسبوعياً.