كل أبونا جماعة!!


نشر في 25-01-2010
آخر تحديث 25-01-2010 | 00:00
 عبدالله المسفر جاء تصريح وزيرنا، أقصد وزير خارجية بلدنا الكويت الشيخ محمد الصباح حول بناء منازل لائقة للمزارعين العراقيين على الحدود، وبناء مستشفى كويتي في البصرة في محله تماما، ووفر علينا الشيخ محمد الكثير من عناء البحث عن كيفية صرف الأموال الوفيرة التي تتوافر لنا، والتي لا نعرف أين نصرفها وعلى من؟!

فنحن وبعد سنوات من العمل والعناء والإخلاص في العمل قد وصلنا إلى مرحلة الترف الآن، وأصبح المواطن البسيط معقداً من كثرة الخدمات التي تقدم له، فإذا ما نظرنا إلى المجال الصحي الذي كنا نتحدث عن رداءته في عهود سابقة فإنه أصبح الآن في غاية النظام والجودة، ويكفينا تلك الأزرار الموجودة في منازلنا التي ثبتتها لنا الحكومة في المنازل لطلب ما نريد، فما إن يشعر المواطن البسيط بأن لديه إنفلونزا حتى يهرع إلى الزر الخاص بالصحة فيضغط عليه، وما هي إلا لحظات حتى يجد أمامة ممرضتين شقراوين ذاتي سيقان طويلة وقوام ممشوق ووجه أجمل من وجه «بريتني سبيرز» وعيون أجمل من عيون «نرمين الفقي» وأنف ولا أنف «جودي فوستر»، وتجدهما تحملان الورد الجوري الأحمر، وتقولان لك «شبيك لبيك» على طريقة الجني في مصباح علاء الدين، وما هي إلا لحظات أخرى إلا وتجد الطبيب قد وصل، وقام لك بالفحوصات كاملة، وأعطاك الدواء المناسب من أجود أنواع الأدوية.

أما بالنسبة للتعليم فما على المواطن إلا أن يضغط الزر المناسب بالمرحلة الدراسية بابنه فيجد كتيبة من الإداريين والمدرسين قد حضروا إلى منزله ليسجلوا للطالب في المدرسة، وينظموا له كل مشواره الدراسي من الابتدائي حتى يتخرج في الجامعة، بل إن الحكومة توفر له سائقاً لتوصيل الولد إلى المدرسة وخادمة لتنظم له شؤون حياته... ألم أقل لكم إننا وصلنا إلى مرحلة عظيمة من الحياة الرغيدة وحياة الترف، والبركة في الحكومة حبيبتي. أما بالنسبة للإسكان فأنا لا أريد الحديث عن المرحلة التي وصلنا إليها حتى لا تحسدنا الدول الأخرى، فالولد وهو في بطن أمه تقوم الحكومة بإعداد منزل الزوجية له، وهو ما عليه إلا أن يزور المنزل بين حين وآخر ليشرف على الديكور ويختار السيراميك، وما إن يعقد العزم على الزواج حتى يكون البيت قد تم فرشه بالكامل، ويقضي الشاب أول وأهم ليلة في عمره في بيت الزوجية الذي أعدته له والدته الحكومة. ما شاء الله عليك يا شيخ محمد لقد وفرت علينا عناء نسبة الزكاة التي لم نعد نعرف أين ننفقها وعلى من؟! وتبرعت لنا بهذا المجهود الضخم وأصدرت تصريحا ببناء منازل للمزارعين العراقيين على الحدود ومستشفى في البصرة، ياشيخ محمد ألا تعيش معنا هنا في الكويت في عام 2010، حيث تكدس طوابير المواطنين على أبواب عيادات الأطباء في المستشفيات؟ لمَ لا تكلف نفسك عناء النزول إلى مستشفى الفروانية في أي ليلة الساعة العاشرة مساء لتشاهد بأم عينك أين وصل طابور المرضى؟ ياشيخ محمد: المواطن ينتظر شهراً وشهرين حتى يأتي دوره لعمل أشعة الرنين أو الأشعات الأخرى التي تكون مهمة، والمفروض أن تجرى بشكل عاجل، وإذا ما نظرت إلى الإسكان فستجد عدداً غير قليل من المواطنين توفي ولم يحصل على حق الرعاية السكنية، والتعليم لدينا فاشل والجامعة هزيلة وقديمة تم إنشاؤها في عصر والدك أميرنا الراحل صباح السالم أسكنه الله فسيح جناته، ياشيخ محمد «أنت وين واحنا وين»، انظر إلى شعبك بعين الاعتبار، ناهيك عن تصريح السلطات العراقية بأنه لا صحة بتنازل المزارعين عن أراضيهم مقابل منح مالية وعينية، فكيف هو موقفنا وهم يصرحون بذلك؟

ياشيخ محمد لا نقول لك سوى أبيات الشيخ صباح السالم رحمه الله والتي قال فيها:

«أنا وربعي كل أبونا جماعة.

الدين واحد والهدف خدمة الشعب.

لاضاق صدر الشعب ما استر بساعة.

أضيق من ضيقه واستر لا حب».

خارج نطاق الموضوع:

لن نطالب الحكومة فأمرها منتهٍ، ورأينا فيها، مثل كثيرين غيرنا، واضح، ولكننا نطالب النواب وإن كنا نخشى أن يصبح رأينا فيهم كرأينا في الحكومة، نطالب النواب بألا يكونوا كالسلطة، أقصد السلطة بمكوناتها من طماطم وخيار وخس وجزر وبقدونس وربما شبنت، ونطالبهم بأن يتصدوا لمحاولات وزارة الإعلام في تكميم الأفواه، وعدم السماح لها باستحداث قوانين تحد من حرية الإعلام عموما والصحافة خصوصا، وكما قال الأخ الأكبر محمد الصقر «إذا كان لدى الحكومة قانون مطبوعات وقانون للمرئي والمسموع لم يطبق فهل يجوز أن تصدر قانونا جديدا دون أن تعلم ما هي تبعات القانون الموجود بالفعل؟! فليطبقوا أولا القانون الموجود ومن ثم يفكروا في قانون جديد». 

back to top