ميدفيديف «يرمم» التحالف الروسي مع سورية
حاول الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف أمس خلال زيارته التاريخية لسورية، ترميم التحالف السابق الذي كان يجمع دمشق إلى موسكو خلال حقبة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي.ووقَّع ميدفيديف، وهو أول رئيس روسي يزور دمشق، اتفاقيتين مع نظيره السوري بشار الأسد تتناولان التعاون في مجالي الخدمات الجوية وتقنية المعلومات والاتصالات، لتضافا إلى 3 اتفاقيات للتعاون في مجالات السياحة والبيئة والتعاون العلمي التقني وقِّعت أمس الأول على مستوى الوفود.
كما تعهَّد الرئيسان في بيان أصدراه بعد لقائهما في دمشق بـ"تطوير التعاون الاستثماري بين بلديهما واهتمامهما المتزايد بالمشاريع في مجال البنية التحتية ولاسيما في مجالي النفط والغاز، بالإضافة إلى إنشاء محطات لتوليد الطاقة الكهربائية سواء التقليدية أو محطات الطاقة النووية"، وأشارا إلى "أهمية تطوير التعاون العسكري والعسكري الفني التقليدي في ما بين سورية وروسيا".وفي وقت لاحق، قال وزير الطاقة الروسي سيرغي شماتكو، الذي كان يرافق ميدفيديف، إن بلاده قد تساعد في بناء محطة للطاقة النووية في سورية، في خطوة قد تغضب الغرب بسبب مزاعم لم تحسم بأن دمشق حاولت سراً بناء منشأة يمكن أن تستخدم في صنع أسلحة نووية.على الصعيد السياسي، دعا ميدفيديف الولايات المتحدة إلى الاضطلاع بدور "أكثر فاعلية" في عملية السلام بالشرق الأوسط، محذراً من انفجار في المنطقة، ومشيراً إلى أن "عملية السلام في الشرق الأوسط تدهورت"، وأنه "حان الوقت للقيام بشيء". وإذ أشار إلى أنه "لا إرادة كافية" من جانب مختلف الأطراف لإيجاد حل للنزاع، شدد الرئيس الروسي على أن "السلام يتطلب انسحاباً إسرائيلياً من الأراضي العربية المحتلة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة يمكن أن تتعايش في شكل سلمي مع إسرائيل، والانسحاب من هضبة الجولان السورية، والأراضي اللبنانية المحتلة".من ناحيته، أكد الأسد أن "التسويات على الحقوق غير موجودة وقد تكون موجودة بشأن العلاقات أو الترتيبات الأمنية مع إسرائيل"، واتهم إسرائيل بـ"تقويض عملية السلام عبر طرد الفلسطينيين خارج القدس، وفرض حصار على قطاع غزة ومهاجمة الأماكن المقدسة لدى المسلمين".وعرض ميدفيديف مجدداً استضافة مؤتمر سلام للشرق الأوسط في العاصمة الروسية موسكو، ووجه دعوة رسمية إلى نظيره السوري لزيارة روسيا "في الوقت الذي يحدِّده".وعن الملف النووي الإيراني أكد ميدفيديف "حق كل الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وضرورة التمسك بمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية في المنطقة"، ودعا القيادية الإيرانية إلى اتخاذ "موقف بنَّاء لتجاوز كل العراقيل المترتبة على برنامجها النووي الحالي".وقبل مغادرته إلى تركيا، التقى ميدفيديف رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، ودعا إلى الإفراج عن الجندي الإسرائيلي المحتجز في غزة جلعاد شاليط، حسب ما أفادت متحدثة روسية أمس الثلاثاء بعيد وصول الرئيس الروسي إلى تركيا.(دمشق ـ أ ف ب، أ ب، كونا، رويترز، د ب أ)