Keep Dancing أكثر من مجرّد فيلم... إنه أسلوب حياة
في أواخر أربعينات القرن الماضي وخلال الخمسينات، لم يظهر على الساحة أي فريق رقص أكثر حماسةً من مارج تشامبيون وزوجها الثاني غاور تشامبيون.رقصت مارج الصغيرة الحجم وغاور الطويل القامة والنحيف على منصات الملاهي الليلية والمسارح وشاركا في سلسلات تلفزيونية وأفلام موسيقية عدة من إنتاج MGM بما في ذلك Show Boat وLovely to Look At. لم يكن الراقصان المتألقان فنانين بارعين ورائعين فحسب بل تطوّرت بينهما علاقة بسبب رقصاتهما الروتينية المحترفة.
تطلّق الثنائي في عام 1973، وتوفي غاور تشامبيون، الذي أصبح مخرجاً مسرحياً حائزاً جائزة ومصمم رقص، في عام 1980. لا تزال مارج تشامبيون المفعمة بالحيوية ترقص على رغم بلوغها التسعين. تشارك ومصمم الرقص الحائز جائزة توني دونالد سادلر في وثائقي مقبل بعنوان Keep Dancing. العنوان، على حد قولها، «تعبير بديل يُقصد به إبقاء شغفك حياً». نما لدى مارج حب الرقص والتمثيل خلال سن المراهقة، حين شاركت كنموذج رقص لبياض الثلج في Snow White and the Seven Dwarfs من إنتاج «وولت ديزني» في عام 1937، فيلم الرسوم المتحركة الذي حقق نجاحاً كبيراً. يُذكَر أن الفيلم الكلاسيكي، الذي يضم أغنيات محبوبة مثلWhistle While You Work وSome Day My Prince Will Come، أُطلق على قرص Blu-ray في نسخة محدّثة، تتبعها نسخة أخرى مجددة على قرص DVD في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. كان والد مارج، إرنست بيلتشر، نجم باليه شغّل كلية سيليستي للرقص في لوس أنجليس وأخرج مشاهد رقص للأفلام. تتذكّر مارج مسترخيةً في إحدى غرف الملابس في أحد استوديوهات الرقص في هوليوود خلال زيارة أخيرة إلى منزلها في ماساتشوسيتس: «عمل والدي مع تشارلي شابلن وماك سينيت. كان مسؤولاً عن عروض الافتتاحية في مسرح هوليوود باول». بدأت مارج حياتها المهنية في مسرح باول في الحادية عشرة من عمرها في أحد عروض الباليه، بعنوان Carnival in Venice. وبعد سنتين، كانت من بين ثلاث فتيات لفتن اهتمام أحد مكتشفي المواهب في شركة «ديزني»، وطُلب منها إجراء تجربة أداء في استوديو وولت ديزني القديم. تتذكّر مارج مجدداً: «طُلب مني مناداته العمل وولت، لأنني كنت صغيرة جداً لأدعوه وولت فحسب». وبدءاً من سن الرابعة عشرة، أدتّ مارج مشاهد بدور بياض الثلج أمام مصمّمي الرسوم المتحركة. تضيف: «كان ذلك مرة، أو اثنتين أو ثلاث شهرياً على الأرجح. صوّرني القيّمون على فيلم بقياس 16 مم، وكنت أستطيع القيام بما يكفي من المشاهد في يوم عمل لإبقائهم منغشلين لأسبوعين». تقول إن تجسيد دور بياض الثلج كان بسيطاً. تستحضر مارج ذكرياتها مجدداً: «حين كانت بياض الثلج تركض عبر الغابة وترتجف خوفاً، كانت حبال تتدلى من حبال الغسيل رحت أدفعها جانباً. ولمشهد الصلاة على السرير، وضعوا لي سريراً خشبياً ضيّقاً كي أتمكن من الركوع بجانبه. كانت العملية في غاية البدائية، والأضواء حارة جداً لأنهم كانوا يريدون أن يكون التباين في الضوء قوياً قدر الإمكان». نموذجكان مصمّمو الرسوم المتحرّكة يتتّبعون لقطاتها عبر تقنية الروتوسكوب: «لم يستخدموا إطارات لقطاتي كافة، لكنهم لم يستطيعوا الحصول على أي من حركاتي أو حركات عيني من دونها». بعد ذلك، كانت مارج النموذج الذي اقتبست منه حركات الجنية الزرقاء في فيلم «بينوكيو» في عام 1950 وفرس النهر الراقص في Fantasia. حتّى أنها تزوّجت أحد معدّي الرسوم المتحركة في «ديزني»، آرت بابيت، حين كانت على بعد شهر فقط من عيد ميلادها الـ 18. تعقّب: «تزوجت منه لفترة وجيزة. حين توجّهت إلى نيويورك مع عرض «المجانين الثلاثة» The Three Stooges في فودفيل عام 1939، قال لي عودي إلى لوس أنجليس وانجبي الأطفال. لكنني لم أدرس 15 عاماً لهذا الهدف». كان تأثير فيلم Snow White «رائعاً» على حياتها «فضلاً عن أنه أتاح لي فرصة أن أصبح جزءاً من تاريخ الرسوم المتحركة. بعد أن حصلت على تدريب مكثّف ما إن بلغت الـ 18 عاماً، أردت أن أتدرب فعلياً على المسرح». وقامت بذلك فعلاً. تقول: «تجلّى ذلك كله في طريقة رقصي... لما تمكنت من أداء مشاهد الرقص الرئيسة لو لم أدرس التمثيل». تعرّفت إلى غاور تشامبيون منذ أن كانا في أول سنة في الثانوية في لوس أنجليس. قبل الحرب، كان يشكّل وراقصة أخرى تدعى جيان تايلور فريق رقص ناجحاً. لكن حين عاد من الخدمة في الحرب العالمية الثانية، تزوجت تايلور فبدأ يتنامى اهتمامه في تصميم الرقص والإخراج. دُعي تشامبيون للعودة إلى هوليوود، حيث أمضى سنة كئيبة بموجب عقد مع شركة MGM. بدأ الاثنان يتواعدان حين عاد إلى نيويورك في عام 1946، وكانت مارج تقدم عرضها على مسرح برودواي، في المسرحية الموسيقية لديوك إيلينغتون Beggar’s Holiday. آنذاك، كانت جميع الفنادق الفاخرة في نيويورك تحجز فرق رقص لملاهيها الليلية. فاقترح شريكها في مسرحية Beggar’s Holiday، بول غودكن، أن يشكّلا فريق رقص كي يجنيا أموالاً إضافية. تقول مارج: «حين أخبرت غاور بذلك، قال لي: حسناً، إن كنت سترقصين مع أحدهم، فيجب أن يكون هذا الشخص هو أنا. عندئذ باشرنا بالتمارين في اليوم التالي».