إبراهيم الأبيض يفتح الملف... الرقابة تكيل بمكيالين في تصنيف الأفلام للكبار فقط

نشر في 09-06-2009 | 00:00
آخر تحديث 09-06-2009 | 00:00
اشتعلت حرب صناع السينما في العام الفائت على لافتة «للكبار فقط» التي أصرّت الرقابة على تضمينها ملصقات عدد من الأفلام، رغم عدم إحتوائه، بحسب الصناع، على مشاهد مثيرة أو عنيفة، أبرزها «الغابة»، «ليلة البيبي دول» و{الريس عمر حرب».

مع بداية الموسم الراهن أطلق الصنّاع أفلاماً تحتوي على مشاهد أكثر قسوة من الأفلام سابقة الذكر، تحديداً «دكان شحاتة» و{إبراهيم الأبيض»، لكن الرقابة لم تلتفت إليها، ما يجعلنا نتساءل عن المعايير التي تُصنّف على أساسها الأفلام «للكبار فقط»، فهل تتعلّق المسألة بالمشاهد الجريئة فحسب، وليس بمشاهد العنف التي تتصادم مع ثوابت دينية.

ترجع هذه الحالة من الارتباك إلى إصرار الرقابة على تصنيف «سهر الليالي»، «بحب السيما»، و{مواطن و{مخبر وحرامي» مثلاً ضمن «للكبار فقط» رغم غياب أي مبرر منطقي. فهل تكيل الرقابة بمكيالين؟

في مداخلة هاتفية على الهواء مباشرة في أحد البرامج التلفزيونية أّكد المنتج عماد الدين أديب رئيس مجلس إدارة «غودنيوز» المنتجة لـ{إبراهيم الأبيض» أنه يرفض أن يشاهد الأطفال فيلمه، وطلب من الجمهور ألا يصطحبهم إلى السينما، لأن الرقابة كان الأجدر بها وضع لافتة «للكبار فقط «على الفيلم، وأن ضميره المهني هو الذي دفعه إلى البوح بهذه النصيحة خوفاً على تأثر الأطفال بمشاهد العنف الكثيرة.

وفيما يرى منتج الفيلم أن الرقابة أخطأت عندما تجاهلت تصنيف العمل «للكبار فقط»، يعذرها مخرج الفيلم مروان حامد لعدم وضعها اللافتة على الـ{أفيش» لأن الفيلم لا يصلح للأطفال دون العشر سنوات، فالرقابة على المصنفات الفنية في معظم دول العالم حلّت هذه المشكلة بتشكيل عدد من التصنيفات تصلح لجميع الأعمار، فلا توجد لافتة للكبار وأخرى للصغار، بل لافتة لكل فئة عمرية، وهذا ما نحتاجه في مصر.

ويُكمل حامد: «الأطفال دون العشر سنوات يخفقون في التمييز بين السينما والواقع، لذا لا ننصح أهلهم باصطحابهم إلى دور العرض، خصوصاً أنهم يزعجون الجمهور ببكائهم المستمر وكثرة حركتهم.

معايير مختلفة

يؤيّد الناقد طارق الشناوي فكرة عشوائية الرقابة قائلاً: «لا تتوافر معايير ثابتة للحكم على الأفلام، بدليل أن الرقابة سمحت بعرض الـ{إفيهات» غير السويّة في «اتش دبور» لمجرد أنها باللغة الإنكليزية، فيما أصرت على حذف مشاهد ليست بمثيرة أو خارجة عن الذوق العام من أفلام أخرى».

هذه «العشوائية» يرجعها طارق إلى انشغال الرقيب علي أبو شادي بأعمال أخرى عدّة وعدم تفرّغه للرقابة.

ويتابع الشناوي: «في إقرار أديب بأن «إبراهيم الأبيض» لا يصلح للأطفال، رغم أنه صاحب مصلحة مباشرة في حصول الفيلم على إيرادات عالية، إشارة واضحة إلى وجود خلل ما في جهاز الرقابة».

أما عن أسس وضع اللافتة فيؤكد الشناوي أن «الرقابة تركّز على ناحيتي الجنس والسياسة فحسب وكل ما قد يؤدي إلى فتنة طائفية، أما دون ذلك من مشاهد فمتاحة ومباحة حتى لو كانت عنيفة، تؤذي الأطفال وتزعج الكبار».

من جهته، عبّر الناقد رامي عبد الرازق عن غضبه من تلك العشوائية التي تتعامل بها الرقابة مع الأفلام موضحاً: «لفت نظري وضع اللافتة على «الغابة» لاحتوائه على مشهدين من العنف بينما «إبراهيم الأبيض» تضمن دماء كثيرة، ورغم ذلك لم يُدرج ضمن التصنيف نفسه».

ويتساءل عبد الرازق، هل اتخذت الرقابة ذلك القرار لأن «الغابة» من إنتاج أحمد عاطف، فيما «إبراهيم الأبيض» من إنتاج «غودنيوز»؟ لا سيما أنها لن تقوى على الاقتراب من فيلم الشركة ثانية بعد تصنيفها {ليلة البيبي دول» للكبار فقط، ما يشير إلى أن الرقابة تتعامل مع المنتجين بمكيالين، فمثلاً «كباريه» احتوى على مشاهد ترشّحه بجدارة للحصول على اللافتة لأن أحداثه تدور في مكان موبوء، لكن الرقابة لا تقوى على وضع هذه اللافتة على فيلم من إنتاج أحمد السبكي.

واللافت أن دور العرض لا تلتزم بهذه التصنيفات، فهي لا تمنع الأطفال من مشاهدة أفلام تتصدر أفيشاتها جملة «للكبار فقط»، وتلك مسؤولية الرقابة التي لا بد أن تشرف على دور العرض وتتأكد من التزامها بتنفيذ التعليمات.

back to top