طهران «تصطاد» زعيم «جند الله»

بعد مطاردة استمرت سنوات، تمكَّنت طهران أمس، من اعتقال زعيم جماعة "جند الله" السُّنية المتمردة عبدالملك ريغي، الذي تتهمه بتدبير عدد كبير من الهجمات الدامية في البلاد "بدعم من باكستان والولايات المتحدة".

وصرّح وزير الاستخبارات الإيراني محمد مصلحي لوسائل الإعلام أمس، بأن الرجل الأول الذي تطارده إيران منذ سنوات اعتُقل بعد اعتراض طائرة كانت تقلّه من دبي إلى قرغيزستان.

ورأى مصلحي أن كون ريغي كان قادماً من دبي "يشكل فضيحة" لهذه الإمارة، و"يكشف أن النظام الصهيوني يسعى، مستخدماً الولايات المتحدة وأوروبا، إلى تحويل المنطقة إلى ملاذ للإرهابيين".

وأكد الوزير أن توقيف ريغي جاء نتيجة "عملية استخبارات استمرت خمسة أشهر"، وقامت بها إيران "من دون أي مساعدة من دول أخرى".

وأفاد مصلحي بأن ريغي كان مسافراً بجواز سفر أفغاني "منحته له الولايات المتحدة"، وأنه كان "في قاعدة أميركية قبل اعتقاله"، موضحاً أن زعيم "جند الله" التقى "مسؤولين عسكريين في الحلف الأطلسي في أبريل 2008".

إلى ذلك، قال عضو مجلس الشورى الإيراني محمد دهقان إن "ريغي أُوقف بينما كان مسافراً على متن رحلة متجهة من باكستان إلى دولة عربية". وأضاف أن "الطائرة تلقت فوق مياه الخليج أمراً بالهبوط في إيران وأُوقف ريغي بعد تفتيش الطائرة".

كذلك، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمنباراست أن ريغي "مدعوم من الولايات المتحدة ويقيم علاقات معها"، مضيفاً: "انه أمر شائن للدول التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان".

في المقابل، أكد مسؤول أميركي كبير لم يُكشَف عن اسمه أن الاتهامات الإيرانية لبلاده بدعم زعيم "جند الله"، "كاذبة تماماً".

من جهة أخرى، رحّبت وزارة الخارجية البريطانية باعتقال ريغي.

وصرّح المتحدث باسم الوزارة باري مارستون بأن "ريغي إرهابي مسؤول عن هجمات إرهابية خسيسة أودت بحياة العديد من الأبرياء الإيرانيين".

وأضاف أن "المملكة المتحدة ندّدت دائماً بهذه الممارسات، وتعتبر اعتقال ريغي من قبل السلطات الإيرانية ضربة قوية ضد الإرهاب وسيحظى بترحيبها بلا تحفّظ".

(طهران ــ أ ف ب، يو بي آي، رويترز)