مهرجان سينما الطفل في القاهرة... هل انتهت الأمنيات بتحقيق فيلم للطفل العربيّ؟

نشر في 16-03-2010 | 00:00
آخر تحديث 16-03-2010 | 00:00
مع انتهاء فاعليات {مهرجان سينما الطفل} في القاهرة، تبرز جملة أسئلة: هل انتهت معه الأمنيات برؤية سينما للطفل، وهل سيظلّ الإنتاج العربي عاجزاً (قهراً، عمداً، سهواً) عن إنتاج فيلم يعبّر عن ثقافة الطفل ويطرح الحلول لمشاكله، وما دور مؤسسات الثقافة التي يرى البعض أنها مؤهلة لتفعيل هذا القطاع؟

يؤكد د. فوزي فهمي، رئيس {مهرجان سينما الطفل}، أن مهمة المهرجان الترويج لهذه السينما لا إنتاجها، إضافة إلى جمع المعنيين بسينما الطفل سواء الكتّاب أو المنتجين أو المخرجين لمناقشة القضايا المتعلقة بها.

تكمن المشكلة الرئيسة، بحسب أستاذة الإعلام د. اعتماد خلف، في عدم حماسة الكتّاب والمخرجين والمنتجين والقيمين على السينما عموماً لإنتاج فيلم للطفل، يكون مصدراً للربح وعلى قدر من التنافسية مع أفلام الكبار، وخشيتهم من الفشل المادي.

تضيف خلف: {لا بد من أن تأخذ وزارات الثقافة في الدول العربية على عاتقها مهمة تشجيع إنتاج فيلم جيد للطفل يحقق ربحاً مادياً يرضي منتجيه، فنحن لا تنقصنا الكوادر والخبراء الذين لديهم رؤية فنية وعلمية لاحتياجات الطفل النفسية وكيفية التأثير فيه}.

لا ترى خلف مشكلة في أن تشكّل الأفلام الأجنبية بديلاً مناسباً، {أو على أقل تقدير تفي بالغرض وتسدّ عجزنا عن إنتاج ما يمتع أطفالنا ويسهم في تثقيفهم وتربيتهم نفسياً ووجدانياً، خصوصاً أن تلك الأفلام تعالج غالباً قيماً عامة لا تخصّ طفلاً من دون آخر، لا سيما الأفلام التعليمية والاجتماعية}.

خطورة

في المقابل، يعتبر أستاذ سينما الطفل ورئيس قسم الإعلام في معهد الدراسات العليا للطفولة د. محمود إسماعيل، ، أن من الخطر الاعتماد على الأفلام المستوردة التي تعبّر عن ثقافات تختلف عن ثقافة الأطفال العرب وتناقش قضايا غريبة عن عاداتنا وتقاليدنا.

يعزو اسماعيل غياب الإنتاج العربي الخاص بسينما الطفل إلى تعدد اللهجات العربية والغرق في المحلية وسهولة الحصول على أفلام مستوردة بأسعار منخفضة مقارنة بإنتاجها، إضافة إلى النقص في التدريب على التعامل مع الطفل عموماً، مشيراً إلى أن الاهتمام بالطفل وبمتطلباته يحتاج إلى جهد كبير ليس في ميدان سينما الطفل فحسب إنما في المجالات كافة.

يعول د. محمود على التظاهرات السينمائية والثقافية للتنسيق بين جهات الإنتاج المختلفة بهدف تنفيذ أول فيلم سينمائي عربي للطفل، {شرط أن يكتب بلغة عربية مبسّطة ويسوّق بشكل جيد في الدول العربية ويشرف عليه اختصاصيون في إنتاج الفيلم وإخراجه، ما يساهم في إنجاح التجربة وتشجيع المنتجين على الإقدام عليها}.

إرادة غائبة

أما الناقد محمود قاسم فيلاحظ أن الإمكانات متاحة وما ينقصنا هو التصميم على أن نكون حاضرين في عالم سينما الطفل وهذا ليس متوافراً للأسف.

يضيف قاسم: {من يدعي أن الإمكانات المادية هي العائق الوحيد أمام إحياء سينما للطفل، تغيب عنه التجارب العالمية التي نجحت بإمكانات بسيطة، ذلك لوجود رؤية واضحة وصادقة حول أهمية تثقيف الطفل عبر آليات منها سينما خاصة به، ترصد أحلامه وهمومه ومشاكله وكل ما يتعلق بشؤونه، لكن للأسف لا تلقى هذه الأمور كافة اهتماماً من المؤسسات المسؤولة عن الطفولة في بلداننا العربية وهنا جوهر المشكلة}.

back to top