«الصحة» و«مكافحة السرطان» تطالبان بعقوبات صارمة ضد المدخنين في الأماكن العامة

نشر في 21-01-2010 | 00:01
آخر تحديث 21-01-2010 | 00:01
الدوسري: اتخذنا عقوبات إدارية ضد مخالفي القرار في «العلاقات العامة» بالوزارة
في كل دول العالم المتحضر يمنع التدخين ليس في الأماكن الحكومية فقط، بل في كل الأماكن العامة المغلقة أيضاً، وذلك حفاظا على سلامة البشر، أما في الكويت فقد وصل الاستهتار إلى درجة التدخين في أجنحة المستشفيات.

في الأثر المشهور "إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن"، وفي الكويت الكثير من القوانين، التي لو طبقت لاقتربنا كثيرا من المدينة الفاضلة، لكنها وللأسف ظلت حبرا على ورق! ومنها قرار منع التدخين في أغلب الاماكن العامة.

تذهب الى المستشفى تلسعك رائحة "السيجارة" وانت تتجول بين الاجنحة باحثا عن مريضك الذي تريد زيارته، وعند باب غرفة صاحبك تجد نفس الرائحة، وتفاجأ لدى دخولك بالأخ المريض ينفخ من فمه غيوما سوداء هي خلاصة ما دخل جوفه من التبغ! وتركض خارج الغرفة بحثا عن الطبيب لكي تخبره بما يحدث... وإذا بالرائحة نفسها تصدر من غرفة صاحب الرداء الابيض، وتظل الرائحة ملازمة وانت عند المسؤول الاداري، عندما تأتيه شاكيا المرضى والمراجعين... والطاقم الطبي!

تدخل مجمع العدل في اي محافظة او حتى في مقره الرئيسي فترى الدخان الرمادي الذي يكون أبيض في اوله، يسيطر على الاجواء في القصر، وتضيع عيناك ما بين سجائر المراجعين او الموظفين او... إلخ.

تراجع المدرسة لمتابعة اداء ابنك، فيعرض عليك المدير او مساعده سيجارة... لزوم الضيافة، ولأنه وهو المعلم يعرف ان هذا خطأ، فهو يضع المنفضة داخل درج المكتب! وطبعا إذا كان هذا تصرف المسؤول فمن الطبيعي ان تكون غرف المدرسين اوكارا للتدخين.

تودع مسافرا أو تستقبل غائبا من المطار، تحتاج إلى جهاز واق تضعه على فمك وانفك لتواجه به كمية الغازات الناتجة عن احتراق السجائر، في الممرات وفي السوق، وبين طاولات المطاعم، ومقابل الغرفة المخصصة للمدخنين... الفارغة دائما إلا من عامل التنظيف يسلي وقته بمسح زجاجها الخارجي.

"الجريدة" التقت احد المسؤولين في الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان الذي أكد ان "الجمعية لم تقصر وسعت ولا تزال الى تنبيه الناس إلى مخاطر التدخين الايجابي منه والسلبي"، وأضاف: "نظمنا الكثير من الدورات والمؤتمرات في الاماكن العامة، آخرها كان في استقبال قصر العدل، لشرح مساوئ التدخين وحض المدخنين على مراجعة عيادات الجمعية"، قائلا: "كنا نطلب من الجميع أن يتركوا التدخين في الاماكن العامة كبداية لتركه نهائيا"، واستدرك: "حتى في المدارس، كنا حريصين على الوجود يوميا في القطاع التعليمي، لشرح أضرار السجائر للمراهقين والشباب، ولكن كنا كمن ينفخ في قربة مثقوبة، يخرج من ننصحهم الى الحياة العامة ويجدون الكل يدخن، وفي مكاتبهم التي يستقبلون فيها المراجعين، بينما في الممر المؤدي الى مكاتبهم لوحات منع التدخين تزين الجدران".

وتابع المسؤول: "قدم الاستاذ انور بورحمة مشروعا قد يساهم في التخفيف من التدخين، ومجمله التشديد في منع ممارسة هذه الآفة الضارة في الاماكن الحكومية والعامة"، مشيرا الى ان هذا المشروع "لا يزال قابعا في أدراج المسؤولين في مجلس الوزراء".

من جانبه، أكد مدير العلاقات العامة والاعلام في وزارة الصحة فيصل الدوسري لـ "الجريدة" أن الوزارة جادة في تطبيق قرار الدكتور هلال الساير، مشيرا الى تعرض بعض العاملين في ادارته لعقوبات ادارية تراوحت ما بين الانذار والخصم لعدم تطبيقهم قرار المنع، مطالبا كل المسؤولين بتطبيق القرار على انفسهم وموظفيهم، لافتا الى ان قرار منع التدخين في الاماكن العامة كان موجودا منذ عهد المغفور له بإذن الله الشيخ جابر الاحمد، "والمطلوب هو تفعيل القرار". وأضاف: "يجب تشديد العقوبات على المخالفين لتكون رادعا لمن أراد ان يحذو حذوهم في التدخين في الاماكن العامة"، ما يسبب الضرر لمجموعة كبيرة لا تحب التبغ الا ان ذنبها الوحيد انها وجدت في المكان والوقت الذي كان فيه من لا يخاف من سلطة ولا يستحي من الناس.

back to top