إسماعيل يس... حكاية رجل حزين (24) مغامرات

نشر في 18-09-2009 | 00:00
آخر تحديث 18-09-2009 | 00:00
اتفق الشريكان إسماعيل ياسين وأبو السعود الإبياري على تنفيذ الفكرة، وساعدتهما الظروف والمناخ الثقافي والاجتماعي، فياسين نجم في أوج تألقه وعلى الساحة المسرحية لا يوجد مسرح يجذب الجماهير التي كان اتجاهها الرئيس آنذاك نحو السينما.

كانت الفرقة المصرية الحديثة تعمل على مسرح الأزبكية (القومي) وتقدم أعمالاً معادة ليوسف وهبي ومسرحيات عزيز أباظة الشعرية، فيما ضمّت فرقة المسرح التي نشأت عام 1952، بعد قيام الثورة، بين صفوفها شباب المسرح خريجي معهد التمثيل العالي ولم تقدم في موسم 1953 سوى ثلاث مسرحيات من إخراج عبد المنعم مدبولي وأخرى من إخراج كامل يوسف، أما «مسرح الريحاني» فكان يجتر نجاح مسرحيات سبق أن قدمها مؤسسه وتفتقد «روح» صانعها برحيل نجيب الريحاني عام 1949 عندما كان يصور آخر أفلامه «غزل البنات»!

نشأت الفرقة كشراكة فنية بين أبو السعود الإبياري واسماعيل ياسين، رأسمالها عشرة آلاف جنيه. وبعد إعلان الشركة بدأ البحث عن المسرح، وكان ذلك دور ياسين إضافة إلى اختيار أعضاء الفرقة، فيما بدأ أبو السعود ينهي كتابة أول مسرحية.

ونشرت الصحف الخبر: «إسماعيل يس وأبو السعود الإبياري يؤلفان فرقة مسرحية». وجاء الخبر بالتفاصيل التي تؤكد تعاقد ياسين والإبياري على تشكيل فرقة مسرحية تبدأ عملها في الموسم المقبل بتقديم روايات كوميدية من تأليف الإيباري وبطولة ياسين، وأن الفرقة الجديدة سيكون اسمها «فرقة إسماعيل يس المسرحية»، وستتعاقد مع كبار الفنانين، ومن المنتظر أن ينضم إليها كمال الشناوي ومن المسرح الحر توفيق الدقن وشكري سرحان، ومن المخرجين السيد بدير، محمد توفيق، عبد المنعم مدبولي، ونور الدمرداش في أولى محاولاته الإخراجية.

طلب ياسين تحديد موعد لمقابلة الصاغ صلاح سالم وزير الإرشاد القومي للتفاهم معه على تدبير مسرح للفرقة الجديدة، وتخصيص «مسرح حديقة الأزبكية» للفرقة!

يُلاحظ في صياغة الخبر قوة اسم ياسين، فهو سيطلب من وزير الإرشاد القومي أن تتخلى فرقة الحكومة عن مسرح الأزبكية الذي تعمل عليه، وطلب تحديد موعد مع الوزير للتفاهم على ذلك.

جاء حلّ مشكلة الفرقة الوليدة بتدخل من وجيه أباظة، أحد الضباط الأحرار، الذي أقنع صاحب «سينما ميامي» الصيفية في وسط القاهرة بتأجيرها للفرقة لإعداد المكان ليصبح دار عرض مسرحياً.

الفرقة الوحيدة

في هذا الجو المتفائل ارتفع الستار في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1954 عن أول عمل مسرحي تقدمه الفرقة الجديدة باسم «حبيبي كوكو»، لتبدأ موسمها الأول حيث قدمت ست مسرحيات بمعدل مسرحية كل شهرين تقريباً.

ولقيت عروض الفرقة نجاحاً يفوق التوقعات، واستطاعت خلال أشهر من عملها استقطاب نجوم مسرح الريحاني، للعمل في فرقة إسماعيل ياسين بعد أن أغراهم برواتب أكبر.

بعد افتتاح الفرقة بما لا يزيد على ثلاثة أشهر، انضم إليها الفنان حسن فايق، الذي كان يتقاضى آنذاك 50 جنيهاً مصرياً في فرقة الريحاني كراتب شهري، تخصم منه الإجازات والأيام التي لا يعمل فيها، فاتفق معه الإبياري على راتب قدره 250 جنيهاً شهرياً، أي خمسة أضعاف ما كان يأخذه من فرقة الريحاني، وأكد له أنه سيأخذ المبلغ بانتظام طوال موسم الفرقة المسرحي، حتى لو لم يكن له دور في الرواية التي تعرض على المسرح، ولن تُحسم منه أيام العطلة والإجازات.

كذلك فعل الإبياري وياسين مع استيفان روستي، وعبد الفتاح القصري ومحمد كمال المصري أو «شرفنطح» وغيرهم من نجوم فرقة الريحاني، ما أوقع مدير الأخيرة الكاتب بديع خيري في مشاكل كثيرة، واضطر أن يدعو الإبياري بوصفه مدير فرقة ياسين إلى اجتماع، يقرران فيه إيقاف التسابق نحو التعاقد مع الممثلين بهذا الشكل، فقد بدأ الممثلون كلهم يطالبون برفع أجورهم بشكل غير معقول.

وقع الإثنان اتفاق تعاهد بألا يخطف أحدهما الفنانين الذين يعملون لدى الآخر، وعدم زيادة أجر فنان عن حد مقرر، لأن هذا يؤدي إلى زيادة أجور الفنانين الآخرين بشكل مبالغ فيه. هكذا بدأ تحديد ضوابط العمل لمنع المنافسة التي كانت تلتهم غالبية الإيرادات.

آنذاك عمل كثير من الممثلين الكبار والمشهورين مع فرقة ياسين، وكانت من بينهم سميحة أيوب والفنان محمود المليجي والممثلة والراقصة لولا صدقي والراقصة تحية كاريوكا، التي أخذت هذا المسرح في ما بعد وأنشأت عليه فرقتها.

كذلك عمل في الفرقة محمد شوقي وحسن مصطفى وزوزو نبيل وسناء جميل وعايدة كامل وزينات صدقي وزوزو شكيب، وعشرات من نجوم السينما والمسرح.

ظلت الفرقة تعمل على مسرح ميامي في القاهرة طوال فترة الشتاء، وحين يأتي الصيف كان ياسين يسافر إلى الإسكندرية لافتتاح «مسرح إسماعيل ياسين» هناك وكان الإبياري يقدم مسرحية جديدة شهرياً، ما أدى إلى إقبال جماهيري شديد، وكانت إيرادات الفرقة جيدة دائماً وتعطي أجور الممثلين وتترك هامش ربح جيداً لياسين وأبو السعود أو لشركتهما الفنية!

واكب نجاح ياسين المسرحي نجاحه السينمائي، والعكس صحيح، فحين أحبه الناس في السينما أحبوا أن يشاهدوه شخصياً على المسرح، ما أدى إلى زيادة الإقبال على أفلامه.

الفنان الأشهر

عبر أعماله المسرحية، أعاد ياسين إلى المونولوج حيويته وجدد فيه، ليصبح أحد أهم رواده، إذ غير في مواضيعه، وجعله يعيش في أذهان الناس ومخيلتهم فترة طويلة، خصوصاً بعد توقف معظم من قدموه، ليبقى ياسين وحيداً على الساحة، الأكثر صيتاً، والأشد بريقاً. وأصبح غناؤه المونولوج مقصوراً على الأفلام.

كان يكتب المونولوج لياسين في أفلامه أشهر زجالي مصر وكتاب الأغنيات والشعراء، من بينهم: محمد عبد المنعم «أبو بثينة»، محمد أنور نافع، عبد العزيز سلام، محمود فهمي إبراهيم، مصطفى السيد، السيد زيادة، أحمد عبد الله، جليل البنداري، فتحي قورة، عبد الفتاح شلبي، أبو السعود الإبياري، وابن الليل.

وكان يلحنها أشهر الملحنين، بدءاً بالموسيقار محمد عبد الوهاب، ومروراً بفريد الأطرش، محمد فوزي، محمود الشريف، أحمد صدقي، عزت الجاهلي، محمد البكار، عبد العزيز محمود، محمد أمين، علي فراج، فريد غصن، أحمد صبرة، محمد الكحلاوي، منير مراد، وانتهاءً بياسين الذي جازف ولحن مونولوغات لنفسه أحياناً.

كان ياسين يعتمد على موهبته كثيراً، بشخصيته الساحرة... قوة حضوره، حركات جسمه السريعة، طريقة نطقه ومطه للكلمات، ومعرفته أين يقف ومتى يبدأ، فكان يربط بينه والجمهور خيط سحري، لا سيما أنه يعرف متى «يفجّر» النكتة وكيف يؤديها.

تراجع سينمائي

خلال تلك الفترة قدمت الفرقة 51 مسرحية، بين القاهرة والإسكندرية، كلها من تأليف الإبياري، وتناوب على إخراجها كل من السيد بدير الذي كان له النصيب الأكبر ومحمد توفيق ونور الدمرداش. وتواصل نجاحه في المسرح والسينما إذ قدّم في الموسم المسرحي (نوفمبر 1954 - نوفمبر 1955) خمس مسرحيات جديدة يقابلها في السينما ستة أفلام، وقرر تحديد عدد الأفلام التي سيظهر فيها سنوياً كي لا يتعارض عمله السينمائي مع عمله المسرحي الجديد. وفي عام 1955 هبط خط مساهماته في السينما إلى ستة أفلام، وفي عام 1956 العدد نفسه، لكنه في الوقت نفسه قدّم ست مسرحيات جديدة في عام واحد، واستمرت الفرقة في تقديم عروضها طوال العام، شتاء في القاهرة، وصيفاً في الإسكندرية.

كان ياسين يخطو في السينما من نجاح إلى آخر، وبدا التنوع كبيراً في أعماله السينمائية، وحاول بعض المخرجين دفعه إلى تقليد نجيب الريحاني، خصوصاً في الأفلام المقتبسة عن مسرحيات الأخير، مثل فيلم «الدنيا لما تضحك، الستات ما يعرفوش يكدبوا، كدبة أبريل، صاحبة العصمة»، لكن ياسين رفض ذلك تماماً، ليس تقليلاً من شأن الريحاني، بل لأنه هو أيضاً يملك الأسلوب والمدرسة، وقدم الأفلام بطريقته الخاصة ولم يحاول، على رغم الإغراءات، تقديم مزيد منها!

فجأة تكاثرت على ياسين أدوار المرأة في عدد كبير من الأفلام، فقدم «الست نواعم، الآنسة حنفي، ليلة الدخلة، مملكة النساء، إسماعيل يس في مستشفى المجانين، دهب، مغامرات إسماعيل يس، فاعل خير»، وقد نجح نجاحاً مذهلاً في أداء هذه الشخصية بملامحها وحركاتها وتنوع دور المرأة فيها، وأدى ذلك من دون ابتذال أو خروج عن حدود اللياقة والأدب، لكن لما زاد الأمر على الحد واقترب من أن يصبح ظاهرة جديدة، إذ وجد المنتجين والمخرجين يقبلون عليه مجدداً بعقود أفلام يقدم فيها دور المرأة، اضطر ياسين إلى التوقف عن أداء هذا الدور، بل إن الرقابة على المصنفات الفنية نفسها في مايو (أيار) عام 1958 أنذرت منتجي أفلام ياسين بأنها سترفض أي قصة يظهر فيها الأخير في دور امرأة.

كذلك قدّم ياسين الكوميديا السوداء التي يختلط فيها الحزن بالضحك والجد بالهزل مثل «إسماعيل يس في جنينة الحيوان» الذي قدمه في عام 1957، فلم يتقبل الجمهور بسهولة صورته الجديدة فقد وقف بناؤه الجسدي وشكله العام وصورته حائلاً أمام تقبل الناس دور العاشق والقاتل الذي يفكر في تدبير جريمة.

سكرة النجاح

لعل سوء حظ ياسين يكمن في أنه كان طيب القلب، ولم يكن يهمه ما يقدمه بل «أسكره النجاح» الذي حظي به، وحتى الأصدقاء من الكتاب والمخرجين، لم يجدوا فيه سوى «الدجاجة» التي تبيض ذهباً فحاول كل منهم استغلالها للحصول على أكبر «مكاسب» بغض النظر عن تأثير ذلك على ياسين كفنان وإنسان.

تعرض ياسين إلى «التعليب» كماركة مسجلة فلم يكن مطلوباً منه أكثر من «الشوية بتوعه وخلاص»، حتى من خلال الإذاعة في مسلسل رمضاني، إذ لم يحاول أحدهم استغلال قدراته الفنية على رغم أن إمكاناته كانت كبيرة، فيكفي أنه قدم في «دهب» و{اسماعيل يس في الطيران» مثلاً مشاهد تمثيلية لا تعتمد على الكلام، بل على الأداء الحركي التمثيلي وقدرة الممثل على إيصال ما يريده إلى الجمهور. ولم يكن الأداء «البانتوميم» معروفاً آنذاك.

كذلك قدّم ياسين دور «الشبيه»، واستطاع أن يحتفظ لكل شخصية بمقوماتها وتفردها في أفلام «المليونير، الست نواعم، إسماعيل يس في الطيران».

كان ياسين ليعطي أكثر لو وجد من يجيد توظيفه في أفلام ذات مضامين وقيم إنسانية، ولعل أفلام مثل «إنسان غلبان، الآنسة حنفي، المفتش العام» أكبر دليل على ذلك، فأداؤه فيها أشار إلى أصالة موهبته وقدرته على الدخول في إهاب الدور وتقمصه.

هبوط المنحى

شهد عام 1958 ارتفاعاً جديداً لمشاركات ياسين السينمائية، من ستة أفلام إلى تسعة أفلام سنوياً، وتكرر العدد نفسه في العام التالي 1959، وزاد الإقبال عليه مجدداً، حتى أصبح يتنقل بين ستة استوديوهات أو سبعة مواقع عمل يومياً، لأنه كان يمثل في أكثر من ستة أفلام شهرياً، وكان مخرجو هذه الأفلام يعقدون اجتماعات يومية لتنظيم مواعيد العمل، وقفز أجر ياسين من خمسمئة إلى خمسة آلاف جنيه، عن الفيلم (أغلى الأجور آنذاك)، وبات عدد من النجوم والمنتجين يرفض تصوير فيلم ما إلا إذا شارك ياسين فيه، وكان من بين هؤلاء أنور وجدي الذي شاركه في أفلامه كافة، والموسيقار فريد الأطرش الذي شاركه بطولات معظم أفلامه التي أنتجها.

في حقبة الستينات بدأ منحنى مسار ياسين الفني بالهبوط، وكانت البداية في السينما، فبعد تقديمه في عام 1959 تسعة أفلام، تراجع في عام 1960 إلى ستة أفلام، وفي هذا العام ضرب ياسين مثالاً للحب والوفاء والتضحية، عندما أراد صديقه الفنان عبد السلام النابلسي تقديم أول بطولة مطلقة له عبر فيلم من إنتاجه، كتبه أبو السعود الإبياري وأخرجه فطين عبد الوهاب، وهنا قبل ياسين المشاركة في الفيلم الذي لم يحقق النجاح المرجو منه بالدور الثاني.

ثم فجأة حدث الهبوط الحاد في العام التالي (1961) وقدّم ياسين فيلمين، والرقم نفسه في العام الذي يليه، ثم مجرد فيلم عام 1963!

فرق تلفزيونية

في عام 1964 لم تُعرض أي أفلام لياسين، ثم عاد في عام 1965 ليقدم فيلماً واحداً! وانعكس الأمر على المسرح، فلم يقدم فيه في موسم 61/62 سوى مسرحيتين... بعد أن كان يقدم أكثر من ست مسرحيات موسمياً... ماذا حدث؟

أدّت أسباب عدة شخصية واجتماعية وسياسية إلى هذه النهاية، ففي عام 1960 ظهر التلفزيون في حياتنا وأصبح متعة كبيرة وأصبح الحلم حقيقة، واستأثرت البرامج بعيون الناس وساعات فراغهم.

لكن الكارثة الحقيقية التي أصابت الفرق المسرحية غير الحكومية، سواء تلك التي تقدم عروضاً غير منتظمة كـ{جمعية أنصار التمثيل» أو عروضاً منتظمة مثل «إسماعيل يس» و{الريحاني»، والتي كانت تعتمد في الوقت نفسه على تغطية تكاليفها من شباك التذاكر... هذه الكارثة - القنبلة كانت في إنشاء التلفزيون فرقه المسرحية المختلفة.

أنشئت هذه الفرق أساساً لتغذية التلفزيون بعروض تشغل ساعات الإرسال الطويلة ومنح فرص عمل لشباب المسرح والفنيين. وصاحبت إنشاءها دعاية ضخمة وظهور جيل جديد من نجوم الكوميديا الدارسين، فضلاً عن الأسعار الزهيدة لأثمان تذاكر الدخول إلى مسرح التلفزيون (باعتباره مسرح الدولة) مقارنة بفرقة إسماعيل أو الفرق الخاصة، إضافة إلى سرعة تغيير الروايات أسبوعياً ما ساعد في تألق عدد كبير من نجوم التلفزيون، وظهور جيل جديد من نجوم الكوميديا من بينهم محمد عوض، أبو بكر عزت، فؤاد المهندس، وشويكار، ناهيك عن الاستعانة بنجوم فرقة «ساعة لقلبك» الإذاعية مثل فؤاد المهندس، خيرية أحمد، محمد أحمد المصري، أبو لمعة، فؤاد راتب، الخواجة بيجو، محمد يوسف «المعلم شكل»، الدكتور شديد، الكاتب يوسف عوف، والمخرج والممثل عبد المنعم مدبولي.

وزادت جرعة الثقافة المسرحية والسينمائية بظهور المجلات المتخصصة والفرق المسرحية الجديدة التي بلغت 10 فرق.

أدت النشاطات المسرحية وظهور جيل جديد من الكتاب والمخرجين والفنانين إلى توجه الجماهير إلى الجديد لما لمسوه فيه من تنوع أساليبه في الأداء وفنون العرض المسرحي، وأدت هذه الظروف، إضافة إلى تأميم الشركات والبنوك، إلى ارتفاع الأسعار وزيادة أجور الفنانين وتكاليف إعداد الأعمال الفنية سواء في السينما أو المسرح.

لم يصدق ياسين ما يحدث... بعد 18 فيلماً سنوياً، يصل الأمر إلى فيلم فقط، أو ربما يمر العام من دون أن يقف أمام كاميرات السينما؟ الواقع نفسه ينطبق على المسرح، فقد انصرف عنه الجمهور، ولم يعد ياسين يقدم سوى مسرحية سنوياً!

شعر ياسين أن خطراً ما يحدق به، ولا بد من معرفة الأسباب.

back to top