«فوبيا تسونامي» تسود المحيط الهادئ بعد زلزال تشيلي
• 8.8 درجات تحدث رعباً... وعدد القتلى نحو 120
• الجيش الأميركي يراقب الوضع عن كثب
• الجيش الأميركي يراقب الوضع عن كثب
سادت حالة من الهلع الشديد معظم الدول الواقعة على المحيط الهادئ لاسيما الجزر الصغيرة أمس، إذ تخوّفت جميع مراكز الإنذار في المنطقة من حدوث موجات مدّ عاتية (تسونامي فيها)، وذلك بعد أن ضرب زلزال بقوة 8.8 درجات على مقياس ريختر سواحل تشيلي.
بينما لاتزال صور مآسي الزلزال الذي ضرب جزيرة هايتي ماثلة في الأذهان، وقع زلزال ضخم بقوة 8.8 درجات على مقياس ريختر، في الساعات الأولى من صباح أمس، قبالة ساحل جنوب وسط تشيلي، فهزّ المباني في العاصمة سانتياغو، الواقعة على بعد 320 كيلومتراً من مركز الزلزال. وأعلن مركز الإنذار بحدوث تسونامي في المحيط الهادئ أن موجة تسونامي بعلو 2.34 متر اجتاحت مدينة تالكاهوانو الساحلية التشيلية إثر الزلزال. وأعلن وزير الداخلية التشيلي إدموندو بيريز للصحافيين، ان السلطات "تواصل تقييم الوضع بغية تحديد حجم الأضرار التي لحقت بالمساكن والبنى التحتية".وكانت الرئيسة التشيلية ميشال باشليه أعلنت حصيلة مؤقتة تشير إلى مقتل 78 شخصاً على الأقل. وأضافت: "إنه رقم مؤقت. سيكون لدينا رقم أدق بعد تلقي معلومات تباعاً".وفي وقت لاحق، أعلن الرئيس التشيلي المنتخب سيباستيان بينيرا، الذي يتسلم مهامه في مارس المقبل، ان 122 شخصا على الاقل قتلوا في الزلزال. وقال بينيرا إن هذه الهزة الأرضية هي "الأكبر التي نواجهها منذ 30 عاماً وكانت ضربة قاسية لتشيلي". وأضاف أن الكارثة لن تؤثر في "أهداف وبرامج حكومته". وكانت تشيلي عانت في السابق كوارث مماثلة، ففي 22 مايو من عام 1960، ضرب زلزال بلغت قوته 9.5 درجات جنوب البلاد أعقبته موجات تسونامي أسفرت عن مقتل 1716 شخصاً على الأقل.أما أقوى الزلازل التي ضربت العالم في الماضي القريب، فقد وقع في 26 ديسمبر 2004 قبالة سواحل جزيرة سومطرة الإندونيسية، وبلغت قوته 9 درجات، وتسبب في موجات تسونامي أسفرت عن مقتل 226 ألف شخص في اثنتي عشرة دولة، بينهم 165.700 شخص في إندونيسيا و35.400 في سريلانكا. إخلاء جزئي وأعلنت الرئيسة التشيلية أيضاً إخلاءً جزئياً، لجزيرة الفصح في جنوب المحيط الهادئ على مسافة 3500 كلم إلى غرب السواحل التشيلية، بسبب خطر تسبُّب الزلزال بارتفاع هائل للأمواج.وبدأت البحرية التشيلية على الفور، عمليات في قطاعات عدة من الجزيرة البركانية التي تعد نحو خمسة آلاف نسمة.كما توجهت سفينتان ومروحيتان وطائرة إلى أرخبيل خوان فرنانديز بعد أن غمرت موجة عملاقة، لكن بدون حصول تسونامي، النصف المنخفض من جزيرة روبنسون كروزويه كما أوضحت باشليه. إلا أن الرئيسة التشيلية كانت تجهل في الوقت الحاضر، ما إذا كان هناك ضحايا في هذه الجزيرة الواقعة على بعد نحو 700 كلم من السوحل والتي تعد حوالي 650 نسمة.كذلك، أعلن التلفزيون التشيلي أن مطار البلاد الدولي في العاصمة سانتياغو سيظل مغلقاً مدة أربع وعشرين ساعة على الأقل من جراء الأضرار التي لحقت به بسبب الزلزال.ونقلت تقارير تلفزيونية عن مسؤولي المطار قولهم إن كل الرحلات الجوية من سانتياغو وإليها أُلغيت.إلى ذلك، أعلن مسؤول أميركي في الأرصاد الجوية أن موجات مد بحري (تسونامي) كانت تجتاح مجمل منطقة المحيط الهادئ إثر الزلزال، متوقعا ان تكون نهاية الظاهرة في اليابان. وأضاف "سيتوقف عند بلوغ القارة على الجانب الآخر من المحيط الهادئ في آسيا. لقد عمّت أمواج المد البحري مجمل المحيط".الجيش الأميركي من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنه لم تردها أنباء أن الزلزال القوي الذي ضرب شيلي قد كان له تأثير على الجيش الأميركي في المنطقة. وأضافت الوزارة أيضاً أنها لم تتلق طلبات بالمساعدة أو لتقديم أي إغاثة بعد.وصرّحت السرجنت سانتيتا ميتشيل من مكتب الشؤون العامة في القيادة الأميركية الجنوبية أن القيادة تراقب الوضع عن كثب. وفي حالات الكوارث الطبيعية عادة ما تقبل الدولة المنكوبة عرض مساعدة تقدمه وزارة الدفاع الأميركية. وتشرف القيادة الجنوبية الأميركية، ومقرّها ميامي، على الوجود العسكري الأميركي في أميركا الجنوبية. تحذيرات من التسونامي وعلى أثر زلزال التشيلي، حذّر قسم الأرصاد الأسترالي من حصول تسونامي عاتٍ قد يضرب مناطق نورث ساوث وايلز و كوينزلاند وجزيرتي لورد هويي ونورفولك في أستراليا.كذلك، حذرت كاليفورنيا مدنها الساحلية ودعتها للاستعداد لموجات تسونامي محتملة. وصدر التحذير من تسونامي ليشمل ساحل كاليفورنيا ومنطقة ساحل ألاسكا من كودياك حتى جزر أتو.(سانتياغو ــ أ ف ب، يو بي آي، رويترز)