لماذا التصعيد؟

نشر في 28-08-2009
آخر تحديث 28-08-2009 | 00:00
 أ. د. فيصل الشريفي يحجم البعض عن الحياة السياسية، لاسيما في الفترة التي يظن الكثير أن تغيير المعادلة غير ممكن، إلا إذا حدث توازن داخل قبة عبدالله السالم، حيث ستكون له ارتدادات إيجابية نحو استقرار سياسي يتيح المجال للمشاريع التنموية بأن تأخذ دورها في التنفيذ.

الثقة التي تحدث بها قطب برلماني عن أن عمر المجلس لن يكون أفضل من غيره على الرغم من إشادته بالدستور الكويتي، وأن الخلل يكمن في نفوس البعض،تأكدت في هذه الأيام وبدأنا نستشعر القلق عن شيء يطبخ على طريقة الشيف الأسطورة ظاهرها معروف وباطنها مستتر.

الإطاحة بالحكومة أو بالمجلس لا يمكن أن يتم تحت مبرر الإصلاح، فالمثالية أمر بعيد المنال حتى على أعتى الديمقراطيات في العالم، فوجود وزير أو اثنين ومثلهم أو ضعفهم من النواب لا يرتقي أداؤهم إلى الطموح أمر يجب ألا يضخم، بل يجب أن يوضع في حجمه.

عاشق التصريحات ولفت الانتباه يتخيل أنه نجم، لكنه غير مدرك أن من أراد له الظهور هو منتج بارع يجيد استخدام الأدوار وترتيب التوقيت، فعندما نطالب الحكومة بأن تبين أولوياتها، وعندما ننتقدها لعدم قدرتها على التنفيذ، فإن علينا أن نترك لها وقتا دون ابتزاز أو تصعيد أيا كان نوعه لتمكينها من استعادة الثقة وترتيب أهدافها، كما أنها طالبت السادة النواب، ولأكثر من مرة، بإعطائها الفرصة، لكن دون اكتراث.

وللموضوعية فإن أعضاء المجلس قد زادت عليهم رقابة الشارع والإعلام، حيث وضعوا أمام خيار التصعيد والمواجهة ضد الحكومة، فتصرفاتهم كانت مرصودة ومتصدرة عناوين الصحف وبالألوان أحيانا، وهذا الضغط قد أصاب بعضهم بحالة عدم التوازن وتيه سيناء.

التصعيد المستمر نحو بعض الوزراء أو كلهم لتحقيق المكاسب أمر يمكن فهمه، لأن المرونة التي أبداها بعض الوزراء طمّعت النواب في هذا النمط من التعامل، فأحلى وأجمل سؤال كان من النائب حسين القلاف عن عدد المعاملات التي حولت إلى الوزراء، وأيضا عدد المعاملات التي تم تنفيذها، وإن أجابوه فسأحمل النتائج على البرامج الإحصائية لتصنيف النواب الحكوميين من غيرهم على غرار كم المعاملات المنجزة. أما التصعيد نحو سمو رئيس مجلس الوزراء فلا يمكن تصنيفه في بند المكاسب والمعاملات مهما كان عددها أو حجمها، لأن الشيف لا يرضى إلا بالوليمة كاملة غير مكترث بكم القرابين التي تقدم، لأن مصلحته تأتي أولا وقبل كل شيء.

سؤال للأعضاء: أين أنتم من مشاريع القوانين التي تحقق العدل والاستقرار والتنمية؟ وأين أنتم من كل شيء؟

ودمتم سالمين.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top