نظرية التطور

نشر في 05-05-2010
آخر تحديث 05-05-2010 | 00:01
إنسان منطقة الخليج العربي تطور ومازال في رحلته إلى التطور؛ أما التطور في الشكل فلايزال أقرب إلى الشكل الإفريقي، ولا أعتقد أنه سيصل في تطوره في المستقبل المنظور- من دون عمليات تجميل- وفي شكله إلى ما وصل إليه الإنسان في الدول الإسكندنافية.
 بدر سلطان العيسى هل تصدق أن لاعب الكرة "بيكهام" بشكله الذي دوّخ البنات كان قرداً يسرح في أدغال إفريقيا قبل أربعين ألف سنة وأن زوجته "فيكتوريا" هي الأخرى كانت قردة تسرح معه؟!

نظرية علم تطور الإنسان تقول إنه جاء من إفريقيا ومن خط الاستواء بالذات، حيث الأشجار الكثيفة المتقاربة من بعضها تحجب أشعة الشمس الحارقة تحميه من الحيوانات المفترسة التي كانت تنتظر لحظة نزوله من الشجر لكي تفترسه، فاليد الطويلة التي تصل في بعض أصناف البشر إلى ثلاثة أرباع طول الجسم كانت تساعده للقفز بين شجرة وأخرى، هو وابن عمه "القرد"، للبحث عن الغذاء وعن الجنس الآخر.

عندما سئم الإنسان فترة بقائه فوق الأشجار قبل زمان مضى، وسئم التنقل والقفز بين الأغصان، واشتدت منافسة القرود له انتقل إلى منطقة أخرى في طريق رحلته إلى الشمال منطقة غابات السافانا حيث الأعشاب أعلى من قامة البشر، إلا أن الأخطار التي تتهدده أقل من تلك الموجودة في الغابات، واضطر الإنسان- أو جدنا القرد- إلى السير على قدمين بدلاً من السير على أربع أقدام لكي يستطيع رؤية الأخطار، ولكي يرى الحيوانات التي تتصيده والمتخفية بين الأعشاب... إنسان السافانا وإن كان يختلف عن القرود، فإنه تطور في تفكيره ومقدرته على تحاشي الحيوانات المفترسة.

واستمرت رحلة الجنس البشري متجهة إلى الشمال وابتعاداً عن خط الاستواء، فكلما ابتعد الإنسان الأول واتجه إلى الشمال تطورت صفاته وملامحه فبدل الشفاه الغليظة والشعر "الأكرت" المجعد والبشرة السوداء والعيون الغائرة تحولت كل هذه الصفات في طريق سير الإنسان نحو الشمال وفي تطوره حتى وصل فيها إلى أوروبا أو إلى الشمال، فالشعر "الأكرت" المجعد حل محله الشعر الذهبي المسترسل، والشفاه الغليظة حلّ محلها الشفاه الرفيعة، إلا أن ذلك لم يمنع بعض السيدات من نفخ شفاههن باستعمال "البوتوكس"، والعيون الغائرة تحولت إلى عيون زرقاء جميلة، واللون الأسود حلّ محله اللون الأبيض وأصبح الشاعر يتغنى بلون البشرة البيضاء، فبعد أن كان شعراء الجاهلية يتغزلون باللون الأسود الذي يشبه المسك أصبحوا يتغنون بلون البشرة البيضاء حسب رأي "المغني" أحمد آدم في أغنيته التي يرددها "البنت بيضا بيضا".

استمرت البشرية في الانتقال من منطقة إلى أخرى مبتعدة عن خط الاستواء حتى وصلت إلى سيبيريا، إلا أن بعض السلالات لم تفقد كثيراً من صفاتها الإفريقية، ووصلت مرحلة من التطور الذهني والجسدي وتوقفت عندها- كما ذكرت قناة "بي بي سي" التلفزيونية- في مقابلة مع مجموعة من البشر يسكنون ديار بكر مازالت تمشي على أربع.

ولقد استطاع العلم عن طريق دراسة الخريطة الجينية "جينوم" أو"DNA" تتبع سير الإنسان وتنقله في التطور وتنقل حيواناته معه من الماعز والغنم، واستطاعت الدراسة الوصول إلى أن رحلة الإنسان وتنقله من الجنوب إلى الشمال أخذت من الوقت ما يقارب أربعين ألف سنة.

الملفت للنظر، وكما يقال لكل قاعدة شواذ، أنه مازال في إفريقيا من يعيش بين الأدغال، ولم يصل مرحلة السير في شوارع السويد والنرويج، أو الأكل في مطاعم روما.

مسيرة تطور بعض الأجناس وصلت إلى حدود وتوقفت، فبقيت وقنعت بالمكان الذي تحتله، وتوقفت عندها كل مظاهر التطور والتغيير في الشكل والمحتوى، فإنسان منطقة الخليج العربي تطور ومازال في رحلته إلى التطور؛ أما التطور في الشكل فمازال أقرب إلى الشكل الإفريقي، ولا أعتقد أنه سيصل في تطوره في المستقبل المنظور- من دون عمليات تجميل- وفي شكله إلى ما وصل إليه الإنسان في الدول الإسكندنافية، وأنا أكاد أجزم أنه لو سار سلفا كير نحو الشمال لفترة خمسين ألف سنة فإنه سيتحول في شكله وينافس شكل الممثل السينمائي جورج كلوني أو في لون بشرته.

back to top