«الأحرار» يجتمع لتحديد هوية الائتلاف الحاكم في بريطانيا
بعد مرور ستة أيام على الانتخابات البرلمانية البريطانية، دخلت المشاورات لتشكيل حكومة ائتلافية مرحلة حاسمة أمس، بعد أن أعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون مساء أمس الأول، عزمه على التنحي لتيسير تشكيل ائتلاف ينتمي إلى يسار الوسط. وعقد نواب "الديمقراطيين الأحرار" وكبار مسؤولي الحزب، اجتماعاً مشتركاً أمس، لبحث تشكيل ائتلاف مع أحد الحزبين التقليديين في الحياة السياسية البريطانية، "العمال" الحاكم أو "المحافظين" المعارض.ووفقاً لقواعد "الأحرار" يجب أن يحصل زعيم الحزب نيك كليغ على تأييد 75 في المئة من نواب الحزب في البرلمان وأعضاء لجنته التنفيذية لأي اتفاق لكي يتم التصديق عليه. ويؤدي عدم الحصول على ذلك التأييد إلى عقد مؤتمر خاص للحزب، وهو ما قد يستغرق أسبوعاً على الأقل. وإذا لم يقر المؤتمر الاقتراحات بأغلبية الثلثين يُجرى استفتاء لجميع أعضاء الحزب عن طريق البريد.
واستكمل وفد التفاوض لدى "الديمقراطيين الأحرار" محادثاته مع "المحافظين"، لبحث التوصل إلى اتفاق بعد أن اجتمع مع مسؤولين من "العمال" في وقت سابق من الأمس، لم يتم التوصّل خلاله إلى أي نتيجة. ونفى متحدث باسم رئيس الوزراء أن تكون المحادثات بين "العمال" و"الأحرار" انهارت بدرجة لا يمكن عندها إصلاحها.وأضاف: "يسعدنا أن نواصل المحادثات".وكانت التصريحات التي أدلى بها براون عرقلت جهود حزب "المحافظين" المنتمي إلى تيار يمين الوسط، من أجل التوصل إلى اتفاق على تشكيل حكومة مع "الديمقراطيين" الأحرار بعد أول انتخابات غير حاسمة في بريطانيا منذ عام 1974.وصرّح كليغ بأن المحادثات دخلت "مرحلة حاسمة وأخيرة. وأنا أستعجل مثلي مثل الآخرين تسوية الأمر". من ناحيته، اعتبر زعيم "المحافظين" ديفيد كاميرون أن هذا "وقت القرار" بالنسبة للديمقراطيين الأحرار. وأضاف: "لقد قدمنا اقتراحاً متكاملاً، منفتحاً جداً ومنطقياً جداً، إلى الديمقراطيين الأحرار لتشكيل حكومة مستقرة. وآمل أن يتخذوا القرار الملائم الذي سيعطي لهذا البلد حكومة قوية ومستقرة يحتاج إليها بشكل ملحّ".من جهة أخرى، ومع بدء المحادثات الرسمية بين حزبيّ "العمال" و"الديمقراطيين الأحرار" في البرلمان، أعلن مصدر عمالي: "من الواضح أننا عدنا إلى اللعبة".ورد "المحافظون" على إعلان براون التنحي بعرض مكان للديمقراطيين الأحرار في حكومة ائتلافية، وإجراء استفتاء على إصلاح محدود في النظام الانتخابي، لا يلبي مطالبهم.وكان كليغ قد أعلن خلال الحملة الانتخابية أنه لا يرغب في العمل مع براون، لذا فإن تنحي رئيس الوزراء قد يسهل الوصول إلى اتفاق مع حزب العمال.ويجد كليغ (43 عاماً) نفسه في موقف صعب، فهناك الكثير من الأمور المشتركة بين حزبه وحزب العمال في ما يتعلق بالسياسات، لكن الحزبين لن يتمكنا وحدهما من تحقيق أغلبية وسيكونان في حاجة إلى كسب تأييد أحزاب أصغر.وسيتيح تحالف الديمقراطيين الأحرار مع المحافظين تشكيلاً أكثر استقراراً في ظل وجود أغلبية قوية بالبرلمان، لكن سيكون من الأصعب الاتفاق على حلول سياسية وسط.وبريطانيا لا تألف المفاوضات على تشكيل ائتلاف، لكن المحادثات لا يمكن أن تمتد إلى أسابيع كما هو الحال في بعض الدول الأوروبية المجاورة. فمن المقرر أن يستأنف البرلمان جلساته في 18 مايو، وأن تقدم الحكومة الجديدة برنامجها في 25 من الجاري.(لندن ــ أ ف ب، يو بي آي، رويترز)