إسرائيل تؤكد «حتمية» الحرب... و«حزب الله» يؤكد مضيه في تعزيز قدراته

نشر في 24-01-2010 | 00:01
آخر تحديث 24-01-2010 | 00:01
No Image Caption
سليمان: لبنان أمام استحقاقات إصلاحية ويجب الإسراع في إقرار «استعادة الجنسية»
خيّم تصاعد التهديدات الإسرائيلية والأنباء الواردة عن استعداد عسكري مكثّف على طرفي الحدود في جنوب لبنان على المشهد السياسي في بيروت، بالتزامن مع تصاعد الانقسام والتباين في وجهات النظر بين حلفاء الصف الواحد بشأن الملفات الداخلية الشائكة، وفي مقدمها الانتخابات البلدية وخفض سن الاقتراع إلى 18 عاماً.

بينما تزداد الملفات الداخلية سخونة وتثير كباشاً سياسياً يتخطى صورة التحالفات بين مختلف الأفرقاء، عشية جلسة خفض سن الاقتراع إلى 18 عاماً المقررة غداً، وجلسة مجلس الوزراء بعد غد للنظر في إصلاحات وزير الداخلية زياد بارود بشأن قانون الانتخاب البلدي والاختياري، توالت التحذيرات من إمكان تجدد المواجهات على الحدود الجنوبية للبنان، على وقع سلسلة الردود التي استتبعت مواقف وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير لناحية إشارته، بشكل غير مباشر، الى إمكان تعمد "حزب الله" فتح مواجهة مع إسرائيل في حال تدهور الوضع مع إيران بشأن ملفها النووي.

وبالتزامن مع اتهام "حزب الله" الوزير كوشنير بتشجيعه "إسرائيل على الامعان في اعتداءاتها على لبنان"، ومحاولته "تغطية انتهاكاتها المتكررة للسيادة اللبنانية"، فضلاً عن إدانة الخارجية الإيرانية لمضمون هذا الموقف ووصفه بـ"المتواطئ"، برز موقف إسرائيلي لافت على لسان الوزير الإسرائيلي من دون حقيبة يوسي بيلد الذي أعلن أن "اندلاع حرب بين إسرائيل وحزب الله أمر حتمي"، مشدداً على "أننا نسير باتجاه مواجهة في الشمال، ولا أعرف متى ستندلع مثلما لم نعرف متى ستندلع حرب لبنان الثانية".

مواجهة جديدة

ولفت بيلد، الذي تولى سابقاً قيادة الجبهة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، إلى أن "طريقة أدائنا وأداء حزب الله اليوم هي طريق للدخول في مواجهة أخرى"، معتبراً أن "لبنان الدولة الوحيدة في العالم التي لديها تنظيم عسكري مستقل وأصبح سياسياً، وهذا التنظيم هو جزء من الحكم ومدعوم من سورية وإيران، وهو ليس خاضعاً للسلطة القانونية المنتخبة مؤخراً لكنه جزء من الحكومة".

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن محللين إشارتهم إلى أن "حزب الله لجأ إلى إعادة نشر صواريخه بعيدة المدى في شمال لبنان وسهل البقاع، في خطوة تهدد بتوسيع مجال أي نزاع مستقبلي بين الحزب وإسرائيل ليصبح حرباً بين بلدين". وأشارت الصحيفة إلى أن "إعادة تسليح حزب الله ونشر صواريخه تؤشر إلى أن الاشتباك المقبل مع إسرائيل لن يتركز على الحدود وإنما سيمتد إلى داخل لبنان، ويشكل تحدياً للجيش والحكومة اللبنانية".

في رد على التهديدات الإسرائيلية المتواصلة، شدد مسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق على أن هذه التهديدات "تضع كل المنطقة على طريق الخطر والعدوان، وتعكس ارتفاع مستوى الهلع والرعب الذي يجتاح الإسرائيليين مع اقتراب الذكرى السنوية لاغتيال القائد الحاج عماد مغنية". وأشار إلى أن "هذه التهديدات لم تُخف المقاومة وإنّما أدّت إلى نتائج عكسية"، مؤكداً "أن الطريق الأقصر والأضمن لإبعاد أي عدوان إسرائيلي محتمل على لبنان هو في تعزيز قدرات المقاومة".

سليمان: محطات إصلاحية

وفي إطار ورشة الإصلاحات الداخلية، أكد رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان أن "لبنان أمام استحقاقات ومحطات انتخابية وسياسية وإدارية وإصلاحية، تبدأ بقانون الانتخاب مروراً بتخفيض سنّ الاقتراع إلى 18 عاماً، وبحقّ المغتربين في الانتخاب، وصولاً إلى التعيينات الإدارية"، داعياً إلى "وجوب الإسراع في إقرار قانون استعادة الجنسية للتمكّن من اتخاذ الاجراءات التي تفتح الطريق أمام انضمامهم إلى المغتربين وممارسة حقهم في الاقتراع في عام 2013".

وعلى خلفية السجال بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون بشأن خفض سن الاقتراع وتشكيل هيئة إلغاء الطائفية السياسية، رأى عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب زياد أسود أن "الاستمرار في طرح مواضيع لا تحظى بالإجماع أمر غير منطقي، ولا يجوز أن نطرح فكرة ونستمر في طرحها ونعرف سلفاً أنها لا تحظى بالإجماع، وكأننا نريد لهذه الفكرة ألا تنجح، أو أن تكون وفق مبدأ "عنزة ولو طارت".

back to top