العراقيون اقترعوا بكثافة على وقع الاعتداءات الدموية
وسط منافسة سياسية شديدة واعتداءات دموية في مناطق متفرقة، خرج العراقيون إلى صناديق الاقتراع أمس، للإدلاء بأصواتهم، في ثاني انتخابات تشهدها البلاد منذ سقوط النظام السابق عام 2003، والتي يُنظَر إليها كمحطة مفصلية ستحدد المشهد السياسي برمته في المرحلة المقبلة.فعلى وقع هجمات ضربت بغداد ومدناً أخرى، وحصدت عشرات القتلى والجرحى، توجَّه العراقيون ممن هم فوق 18 سنة، إلى مراكز الاقتراع لاختيار 325 نائباً من بين 6172 مرشحاً يتوزعون على 86 كياناً سياسياً.
وبينما لم تظهر أرقام واضحة عن نسبة الإقبال، شهدت مراكز الاقتراع التي فتحت أبوابها من السابعة والنصف صباحاً حتى الخامسة عصراً، إقبالاً كثيفاً منذ ساعات الظهيرة، في ما يوحي بأن نسبة الاقتراع قد تتجاوز نسبة انتخابات عام 2005، التي بلغت أكثر من 70 في المئة. ويبلغ عدد الناخبين العراقيين داخل البلاد نحو 19 مليوناً.وفي حين دعا رئيس الوزراء نوري المالكي، الذي يتزعم "ائتلاف دولة القانون"، "الخاسرين" إلى تقبل النتيجة، أعلن رئيس "القائمة العراقية" رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي أنه سينسحب من العملية السياسية إذا ثبت حصول تزوير كبير في الانتخابات، داعياً البرلمان الجديد إلى التحقيق في مسار العملية الانتخابية.وبدأ فرز الأصوات مباشرة بعد إقفال صناديق الاقتراع، بينما بدأت النتائج الأولية تُعلَن من قِبل الائتلافات، علماً أن النتائج الرسمية لن تُعلَن قبل أيام. وأعلن رئيس "القائمة العراقية" في محافظة نينوى أسامة النجيفي مباشرة بعد ساعة من إغلاق صناديق الاقتراع، أن قائمته حققت فوزاً ساحقاً في المحافظة.وهنّأ الرئيس الأميركي باراك أوباما العراقيين الذين تدفقوا على مراكز الاقتراع على الرغم من "أعمال العنف" التي هدفت إلى إبعادهم عن المشاركة.وقال أوباما، إن "الأميركيين ينعون الأرواح التي فُقِدت، ويجلّون شجاعة ومرونة العراقيين الذين تحدّوا التهديدات ومضوا قدماً بديمقراطية بلادهم".وأشاد الرئيس الأميركي بالمالكي وقوات الأمن العراقية التي تمكّنت من منع وقوع هجمات على نطاق أوسع.(بغداد - أ ف ب، أ ب، يو بي آي)