صنعاء ترفض عرضاً «حوثياً» لوقف إطلاق النار
تضارب بين القوات اليمنية والمتمردين بشأن سير المعارك
رفضت الحكومة اليمنية أمس عرضاً لوقف إطلاق النار قدمه الحوثيون في وقت متأخر من ليل الاثنين ـ الثلاثاء، في وقت تواصلت المعارك في محافظتي صعدة وعمران شمال البلاد على الحدود مع السعودية، وسط تضارب للأنباء بين مصادر الجيش ومصادر المتمردين بشأن سير المعارك. وكان المكتب الإعلامي لزعيم المتمردين عبدالملك الحوثي أصدر بياناً ليل أمس الأول، جاء فيه: "نقدم مبادرة لإيقاف الحرب ونعلنها على أن يتم فتح الطرقات ورفع المظاهر المسلحة وعودة الأمور إلى ما كانت عليه. ونضع هذه المبادرة من جانبنا طور التنفيذ منذ إعلانها".
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) عن مسؤول في اللجنة الأمنية العليا قوله، إن "ما أعلنته العناصر المتمردة أخيرا بشأن ما أسمته مبادرة لوقف إطلاق النار لم تأتِ فيها بأي جديد"، وأضاف: "هناك نقاط ست سبق أن أعلنتها اللجنة الأمنية العليا وعلى تلك العناصر الالتزام بها دون أية انتقائية وإثبات حسن نيتها في الجنوح للسلم".وطالب المسؤول في تصريحاته للوكالة "الحوثيين" بـ"إعادة فتح الطرق وإزالة الألغام والانسحاب من مبانٍ إدارية والنزول من المخابئ الجبلية وتسليم المعدات المسروقة والإفراج عن الرهائن وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية بأي شكل من الأشكال".ونفى مصدر عسكري ما أعلنه المتمردون الحوثيون عن سقوط "اللواء 105" في أيديهم واحتلال مواقعه والاستيلاء على أسلحته وذخيرته، معتبراً أن هذه "المزاعم ليست إلا تغطية على هزائم عناصر التمرد في أكثر من منطقة وموقع في محافظة صعدة وحرف سفيان". وأوضح المصدر أن وحدات القوات المسلحة والأمن "تواصل مطاردة فلول عناصر التمرد والإرهاب في منطقة محضة"، مبيناً أنه تم تطهير مزارع الحسيني والكبرى العنقرة التي كانت تتمترس فيها عناصر التخريب والإرهاب وتكبدت تلك العناصر التخريبية خسائر كبيرة". وكان الحوثيون عرضوا في تقرير تلفزيوني بث في عدد من الفضائيات تسجيلاً يظهر جنوداً يمنيين أسرى، وهم يعرفون بأنفسهم والألوية التي ينتمون إليها والضباط المسؤولين عنهم، واعترفوا بأنه تم أسرهم في الأول من شهر رمضان في موقع صيفان ومديرية سفيان في محافظة عمران.إلى ذلك، يحاول آلاف من سكان صعدة الذين تمكنوا من الهرب من الحرب، اللجوء إلى السعودية التي تعمل على إعادتهم خوفاً من تدفق اللاجئين.وفي السياق، قال مسؤول الاتصال والإعلام في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) نسيم الرحمن، إن مخيم المزرق للمهجرين يضم حوالي 1500 شخص موزعين على 280 خيمة. وأوضح أن أربع منظمات من الأمم المتحدة تعمل على تقديم الخدمات إلى هؤلاء النازحين وهي مفوضية اللاجئين والـ"يونيسيف" وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى منظمات محلية. وذكر أن "اليونيسيف سخرت كل طاقتها البشرية والموارد المالية والتقنية للتخفيف من محنة أكثر من 150 ألفاً من المشردين والنازحين داخليا"، موضحا أن "محنة النزوح تتضاعف مع استمرار الحرب بين القوات الحكومية والحوثيين".إلى ذلك، أحبطت قوات الأمن السعودية أمس، عملية تهريب أسلحة من اليمن في مدينة جازان الواقعة أقصى الجنوب الغربي للمملكة العربية السعودية.(صنعاء ـ أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)