عمرو موسى لـ الجريدة.: تدخلات إيران خطيرة وعليها أن تحدد ماذا تريد من العرب
شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى على أهمية فتح حوار جاد بين الدول العربية وإيران يحدد ما تريده طهران من العرب والمنطقة، واصفاً ما يتردد عن التدخلات الإيرانية في العراق وفلسطين ولبنان واليمن بأنه خطير.وقال موسى في حوار أجرته معه "الجريدة" على هامش مشاركته في الاجتماعات التأسيسية للمجلس العربي للشؤون الإقليمية والدولية مساء أمس الأول: "تدخلات إيران يجب ألّا تتم، وهذا وضع خطير جداً، ونحن فعلنا الكثير، وطالبنا الدول العربية وإيران بفتح باب الحوار، مع العلم بأن هناك مقاومة من قبل بعض الدول العربية لعدم فتح هذا الباب، لكن من مصلحتنا أن نبدأ في حوار عربي جماعي مع طهران للتباحث حول القضايا الخلافية وتبادل وجهات النظر بشأنها والدفع نحو حلها أو على الأقل الوصول الى توافق يرضي جميع الأطراف ولا يضر بمصالح أي منها، ونسألهم ماذا تريد إيران وأين خطوط التماس والحدود ومجالات التعاون بيننا؟"، مؤكداً أنه "من دون هذا الحوار الجاد لا يمكن أن تستمر الأمور هكذا مع طهران".
وماذا عن الخلاف العراقي ـ السوري المتصاعد في الآونة الأخيرة؟ أجاب موسى بأن هناك اجتماعاً لمجلس الوزراء العرب بعد أسبوع وسيكون ملف دمشق وبغداد مطروقاً إن لم يكن مطروحاً "وسنبحث خلال الاجتماع كيفية تنقية العلاقات بين البلدين الشقيقين، مع العلم بأن الاتصالات والمساعي جارية للملمة الموضوع والحيلولة دون اتساع الأزمة".وهل ثمة تطورات على صعيد القضية الفلسطينية؟ ردّ موسى: "لم نصل الى محطة محددة بعد، ولا تزال السياسة الإسرائيلية تتلاعب بالموقف وتحاول إخراج نفسها من الضغوط الأميركية والأوروبية والعربية، ويجب أن نبدأ من خلال وقف الاستيطان، لأن الوضع في الأراضي المحتلة وضع تغيير جغرافي، وإذا لم يكن هناك وقف حقيقي للاستيطان فلا داعي للتفاوض، لأنه يعطي غطاء شرعياً وهدية لإسرائيل لتلعب كما تشاء، لأننا نتكلم فقط وهذا ما وقعنا فيه منذ عشرين عاماً".وأضاف: "أعتقد أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس متخذ لهذا القرار، وإذا حصل تفاوض والاستيطان مستمر فستكون نهاية غير محترمة للقضية وللموقف العربي. وهنا أود تعريف معنى وقف الاستيطان بأنه وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية ومجمل الأراضي الفلسطينية، كما يجب أن يصاحب ذلك إزالة المستوطنات السابقة، إذ إن هناك مستوطنات تعتبرها إسرائيل نفسها أنها مخترقة للقوانين، كما يجب أن يتم ذلك تحت رقابة دولية، ويجب ألّا نأخذ ذلك بكلام ووعود، ومن يصدق ذلك يكون ساذجاً، فلا بد من توثيق ذلك وكتابته".