«الفن والحياة» تحدِّد إيجابيات التشكيل ووظائفه

نشر في 17-01-2010 | 00:01
آخر تحديث 17-01-2010 | 00:01
No Image Caption
«فن الإحاطة» مثال يُحتذى في الحضارة الإسلامية
نظّم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محاضرة بعنوان "الفن والحياة"، تمحورت حول ماهية الفن ووظائفه الاجتماعية، حاضر فيها الدكتور محمد المهدي والدكتور عبدالله الحداد، وأدارها الفنان علي نعمان.

جاءت محاضرة "الفن والحياة" ضمن إطار أنشطة مهرجان القرين الثقافي السادس عشر، إذ استهل مدير الجلسة علي نعمان حديثه متطرقا إلى أهمية دور الفن في الحياة، مشيرا إلى ضرورة دعم المؤسسات الثقافية للفن والفنانين.

وانقسمت الجلسة الى قسمَين: الاول تحدث فيه الدكتور محمد المهدي عن تاريخ الفن وأثره على حياة الإنسان، راصداً تطور المدارس الفنية التشكيلية، بينما قدم الدكتور عبدالله الحداد ملخصا لوظائف الفن التشكيلي في الحياة، كما اشار الى إيجابيات التشكيل في تقويم سلوك الفرد.

من جانبه، أكد د. محمد المهدي تباين النظرة للفن بين الثقافتين الغربية والشرقية، مبيناً أن هذا الاختلاف ينبع من الإرث الثقافي لكلا الفريقين، بقوله "تؤمن الثقافة الغربية بفكرة تقديس الفن، بينما ترى الحضارة الشرقية ان الفن جزء من الحياة، رافضة تأطيره في مكان او بيئة معينة، لكن بعد مرور الوقت تبنت الثقافة الغربية هذه النظرة".

كما تحدث عن الحضارة الاسلامية قائلاً "قدمت الحضارة الإسلامية مثالاً يُحتذى به بخصوص فن الاحاطة الذي يمزج بين فنون متنوعة كالخط العربي والزخرفة الاسلامية ضمن قالب هندسي يُستخدم في المساجد، وبذلك تكون هذه الفنون قد أحاطت بالانسان في مجتمعه وحياته اليومية".

وأكد المهدي ان للزخرفة دورا كبيرا في تطور الفنون بقوله "الغربيون استفادوا كثيرا من المدرسة الشرقية التي انطلقت من فرنسا وساهمت هذه المدرسة في تغيير بعض المفاهيم لديهم، اما المدرسة التعبيرية فقد اعطت الفرصة للفنان ليكون له حضوره في اللوحة، وهذه هي المدرسة التي اعتبرت ان الفن هو الحياة وتبعتها بعد ذلك المدرسة التجريدية التي انتشرت في العالم ثم التكعيبية التي لم تلبث ان اختفت".

وأسف المهدي لانتشار خطأ بين الناس، إذ يرددون مقولة "الفنون الجميلة" لأنه لا يوجد فن غير جميل.

الفن مهارة

بدوره، قال الدكتور عبدالله الحداد إن الفن مهارة لا حرفة فحسب ينسج تفاصيلها الفنان ويتذوقها المتلقي، كما ان الفن روحاني والفرد عندما ينظر إلى اللوحة أو أي قطعة فنية يشعر بجمالها متلمساً دقة العمل، فيستذكر هذا المتلقي قدرة الله عز وجل في تكوينات متباينة من خلقه.

ويضيف الحداد "ولد الفن من رحم العمل ولم ينفصل عنه في يوم من الايام، فالفن مهارة وقدرة وهبتهما الطبيعة للإنسان فعوضته عن فقده قدرات أخرى".

كما استطرد الحداد في الحديث عن وسائل العمل في عصور ما قبل التاريخ بقوله "كانت هذه الوسائل بدائية جدا، لكنها كانت تعمل على تأمين الحاجات الضرورية المباشرة للحياة، وقد خرج الإنسان من هذه الدائرة الى الابداع في عمله، مستفيداً من الفن ليكون انسانيا اكثر، اي له علاقة بإحساس الفنان وانعكاساته على العمل الفني".

وفي حديث عن التطورات التي طرأت على التاريخ الإنساني يقول "تحوّل تاريخ الإنسان من تاريخ بيولوجي الى تاريخ اجتماعي، متمثلا بأشكال ثقافية وفنية".

وأضاف "للفن وظائف متنوعة في المجتمع فهو وسيلة للترويح عن النفس من وطأة العمل اليومي، كما أن للفن وظيفة عملية تتمثل في الحفاظ على الآثار التاريخية، إذ ان له اثرا كبيرا من الناحية القومية من خلال الخطب الحماسية والأناشيد القوية، بالإضافة إلى أن للفن وظيفة دينية ايضا، إذ يستخدم في مناسبات دينية مختلفة.

back to top