الإعاقة السمعية: 7 آلاف أصم في الكويت يطالبون بحقوقهم الضائعة عدد من منتسبي الجمعية يُنظِّمون اعتصاماً أمام مجلس الأمة للمطالبة بإشهار جمعيتهم
ينظم أعضاء ومنتسبو الجمعية الكويتية للإعاقة السمعية (جمعية تحت التأسيس)، بعد غد الثلاثاء اعتصاماً أمام مجلس الأمة للمطالبة بالإسراع والاستعجال في إشهار جمعيتهم.يعتزم عدد من أعضاء ومنتسبي الجمعية الكويتية للإعاقة السمعية (تحت التأسيس) الاعتصام بعد غد الثلاثاء، قبيل انطلاق جلسة مجلس الأمة التي ستناقش قانون المعاقين، وسيطالب المعتصمون خلال وقفتهم الاحتجاجية، بالإسراع والتعجيل في إشهار جمعيتهم، والنظر إلى معاناتهم.
وطالب عدد من أعضاء الجمعية، رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ ناصر المحمد، بإشهار الجمعية الكويتية للإعاقة السمعية، مؤكدين أن حقوقهم في الكويت «ضائعة»، ولا توجد جهة تدعمهم، متسائلين عن سبب تأخير البت في إشهار جمعيتهم، على الرغم من مرور أكثر من ثلاث سنوات، وهم يتلقون وعوداً بإشهارها، ولكن دون جدوى.ومن جانبها، قالت رئيسة اللجنة النسائية في الجمعية آمال العبدالله، إن جميع دول الخليج وبعض الدول العربية الأخرى مثل مصر ولبنان بها جميعة تمثل فئة الصم، إلا أن الجهات المسؤولة في الكويت لم تشهر جمعيتنا حتى الآن، متسائلة عن سبب ذلك، مضيفة، أين الصم من اهتمام مؤسسات الدولة ومن الخدمات التي تقدمها؟. وقالت إن المرضى من هذه الفئة في الدول الأوروبية محاطون بجميع أنواع الرعاية الصحية اللازمة، إذ يلزم المستشفى طبيباً بزيارتهم ومراجعتهم كل أسبوع لتقديم الخدمات العلاجية لهم، لكن هذا الشيء مفقود في الكويت، حتى أننا عند الذهاب إلى المستشفى فإننا لا نحصل على الاهتمام الكافي.وقالت العبدالله لـ«الجريدة» إن فئة الصم في الكويت لا تحصل على حقوقها مثل باقي دول الخليج أو الدول الغربية، مؤكدة أن البعض يتحدث عن سبب مطالبتنا بإشهار جمعية على الرغم من وجود نادي الصم، مشيرة إلى أن هناك فرقا واضحا وكبيرا بين نادي الصم وجمعية الصم، فالأول يتبع الهيئة العامة للشباب والرياضة وهدفه رياضي فقط، بينما الجمعية تتبع وزارة الشؤون وهدفها اجتماعي وتربوي وثقافي وديني وتوعوي.وأضافت أن هذه الفئة تعاني مشاكل جمة، داعية إلى النظر إلى معاناتهم.قناة خاصة بالصمومن جانبها، دعت عضو الجمعية خالدة المطيري وزارات الدولة إلى النظر إلى مطالب أعضاء الجمعية ومد يد المساعدة إليهم، وطالبت وزارة الإعلام بإنشاء قناة خاصة بهذه الفئة لإعلامهم بما يحدث من حولهم، مشيرة إلى أن هذه القناة يجب أن تحتوي على برامج ثقافية وتعليمية ودروس دينية لهذه الفئة، كما يجب أن تتضمن برنامجا عن تاريخ الخليج. ودعت وزارة التعليم العالي إلى مساعدة الأبناء الصم ممن تكون نسبهم ضعيفة لتدريسهم في الخارج ومساعدتهم في تحمل تكاليف الدراسة بسبب ضعف الرواتب التي يتقاضاها أولياء أمورهم وعدم قدرتهم على تسديد تكاليف الدراسة.وطالبت المطيري، ديوان الخدمة المدنية بتسهيل الإجراءات الخاصة لحصول هذه الفئة على الإجازات المرضية، وناشدت وزارة الداخلية عمل خصم على المخالفات المرورية لهذه الفئة من 20 إلى 50 في المئة، مشيرة إلى أنه في بعض الأحيان يكون نظرهم ضعيفا، لافتة إلى أن أغلب أفراد فئة الصم لديهم بطاقة معاقين تساعدهم في دخول الأمكنة دون انتظار، لكنها أشارت إلى أن المستشفيات الخاصة تعاملهم مثل الشخص الطبيعي، مطالبة بأن يكون لهم بطاقة خاصة تشمل خصما على رسوم المستشفيات الخاصة من30 إلى 50 في المئة. تعليم دون الطموحومن جهتها، قالت آمنة الزيد إن تعليم هذه الفئة دون المستوى، مؤكدة أن الصم في الغرب يصلون إلى درجات علمية مثل البكالوريوس والماجستير، إلا أنه في الكويت لا تصل هذه الفئة إلى أبعد من المرحلة المتوسطة، وذلك بسبب تدني وضعف مستوى الخدمة التعليمية التي تقدم إليها، مؤكدة أن عقلية منتسبي هذه الفئة توازي تماماً عقلية الإنسان الطبيعي، وأن مشكلتهم تقتصر على النطق والسمع، مشددة على أنها تعاني كثيرا حينما تذهب إلى إنهاء معاملة في أي مؤسسة أو جهة حكومية، حيث لا يوجد مترجم، في حين تطالبها الجهة التي تذهب إليها بإحضار أحد أقاربها لترجمة ما تريده للموظف المختص.أما منى دشتي (وهي كويتية وكانت متزوجة من شخص من غير محددي الجنسية، حصل أخيراً على الجنسية الكويتية)، فقالت إنها كانت قد قدمت طلباً للحصول على سكن وتنتظر دورها، مضيفة أنه حينما حصل زوجها على الجنسية قال له المسؤولون في المؤسسة العامة للرعاية السكنية إن عليك انتظار دور في السكن، مستغربة أنها غير حاصلة على سكن من الحكومة على الرغم من أنها كويتية ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكدة أنها لاتزال تسكن في شقة بالإيجار.رسوم الكهرباء والماءأما زهرة السليم فقالت إن والدتها تعاني مرض السكر، وحينما تريد الذهاب معها إلى عيادة السكر لا تستطيع بسبب تعسف مسؤولها، وعدم السماح لها بالاستئذان من عملها، مشيرة إلى أنه نظرا إلى أن عيادة السكر لا تفتح في المساء، فإنها تضطر إلى الذهاب إلى مسشتفى خاص مما يكلفها الكثير.ومن جانبها، دعت أنوار المطيري الحكومة إلى النظر إلى معاناة هذه الفئة، وضرورة إعفائها من رسوم الكهرباء والماء، مؤكدة أننا نسمع منذ سنوات عن قرارات تصب في مصلحة هذه الفئة، لكننا لا نراها مطبقة على أرض الواقع. وتساءلت دينا المطيري عن سبب تأخر إشهار الجمعية طوال هذه السنين، مشددة على أن إشهار الجمعية سيحل 80 في المئة من مشاكل فئة الصم، وسيقدم خدمات ثقافية وتوعوية إلى الأعضاء.من الجدير بالذكر أن هناك نحو 7 آلاف أصم في الكويت، وأكثر من هذا العدد من ضعاف السمع، كما أن هناك نحو 70 مليون شخص معاق سمعياً في جميع أنحاء العالم، ويعد الاتحاد الدولي للصم، منظمة دولية غير حكومية، تمثل وتعزز حقوق نحو 70 مليون شخص أصم في جميع أنحاء العالم، ومقره روما، وقد أسس الاتحاد عام 1951، ويعد ذا منزلة استشارية في الأمم المتحدة.