هيستيريا السلف والاخوان


نشر في 03-09-2009
آخر تحديث 03-09-2009 | 00:00
 ضاري الجطيلي الهيستيريا التي أصابت عدداً من كتاب السلف والإخوان بعد افتتاحية «القبس» بعنوان «يا صاحب السمو» في 24 أغسطس مثيرة للاهتمام، إذ مازالت ردود الأفعال الساخطة تتوالى بعد أكثر من أسبوع على نشرها. الجدير بالذكر أن الافتتاحية لم تأت بجديد من حيث المحتوى، فما ذكر فيها حول دور محاباة السلطة لتيار طائفي سُنّي في خلق تيار طائفي شيعي مضاد وما ينتج بينهما من شحن واصطفاف شعبي طائفي، علاوة على كونه بديهياً، ذكره كتاب وجماعات سياسية ومؤسسات مدنية من قبل. ولعل الجديد هذه المرة هو صدور الفكرة من صحيفة عريقة ومخاطبتها لسمو الأمير مباشرة وتحديد جماعتي «السلف» و»الإخوان» بالاسم.

من أبرز ما تكرر في تفنيد السلف والإخوان لمحاباة السلطة لهم هو استشهادهم بوجود وزراء ليبراليين في الحكومات المتعاقبة، وهي محاولة ساذجة لتسطيح الطرح وتغطية حقيقة تربع السلف والإخوان على المناصب القيادية في الوزارات والهيئات الحكومية الحساسة والمؤثرة، وأن أي وزير ليبرالي- أو شيعي- يتسلم أياً من تلك الوزارات يبدأ الحفر له من الداخل قبل الاستهداف من الخارج. ثم يستمرون في تفنيدهم باستغلال الأسطوانة المملة عن قانون التعليم المشترك ووزير التربية والتعليم العالي الراحل أحمد الربعي، ولا أدري إن كانوا يعون أو يجهلون أنهم بتكرار هذه النقطة يناقضون أنفسهم، فهي دليل على أن وجود وزراء ليبراليين لا يعني شيئاً مقابل محاباة السلطة للسلف و»الإخوان» وهيمنتهم على القرار السياسي، بدليل تمرير قانون منع التعليم المشترك رغم وجود الربعي على رأس الوزارة المعنية.

ما لم تذكره «القبس» هو أن محاباة السلطة لتيار سياسي طائفي طوال هذه السنين بلغت ما هو أخطر من خلق بيئة مشحونة طائفياً، وهو تلويث عقول الناس وتربية أجيال على نبذ كل ما هو مختلف سواء كان الاختلاف عقائدياً أو فكرياً أو عرقياً، فمن الطبيعي أن يؤيد حصر منح الجنسية الكويتية للمسلمين فقط مَن ينعت معتنقي الديانات الأخرى بالكفار ويدعو عليهم بالهلاك خمس مرات يومياً، وطبيعي أن يمنع التعليم المشترك من يرى أن المرأة قطعة لحم تنهشها الذئاب الذكورية، وطبيعي أن يبث سموم الكراهية والاحتقار تجاه العالم المتنوع من هم مثل نبيل العوضي وعادل القصار، وطبيعي أن يستبسل ضد الفالي من هم مثل هايف والطبطبائي. وشيئاً فشيئاً أدارت عقلية نبذ المختلف وجهتها إلى الداخل، فبعد أن كان المختلف هو اليهودي والنصراني والغربي، أصبح المختلف الآن هو الكويتي الشيعي والكويتية المرأة والكويتي غير «السلف-إخوانجي».

افتتاحية «القبس» ليست سوى وخزة صغيرة أقلقت راحة «السلف» و»الإخوان» وأصابتهم بهيستيريا، علّهم يعون الآن ما نشعر به من جراء فرض وصايتهم علينا وتدخلهم في شؤون حياتنا الخاصة يومياً.

Dessert

يحسب لـ»القبس»- الليبرالية- أنها تلتزم بنشر انتقادات «السلف» و»الإخوان» لافتتاحيتها على صفحاتها، وهو ما يستحيل أن يحصل في «الفرقان» و»المجتمع» و»الحركة».

back to top