الناصريون الجدد!


نشر في 17-12-2009
آخر تحديث 17-12-2009 | 00:00
 عبدالله المسفر أتباع الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر الذي غيّر التاريخ في مصر تم تسميتهم بالناصريين، وتجد هؤلاء الناصريون فخورين بناصريتهم يتبعون نفس المنهج ويعتنقون نفس فكر زعيمهم، فهم يعتبرون الزعيم جمال هو أهم زعيم جاء في الوطن العربي خلال العصر الحديث، وتجدهم يعتزون بما حققه الزعيم جمال من انتصار للفلاح الفقير المعدم على الإقطاعيين والبشوات الذين نهبوا البلاد واستعبدوا الفلاحين وعاثوا في الأرض نهباً قبل الفساد.

ولأن هناك تقارباً في صفات الأسماء فيما بين الزعيم جمال عبدالناصر والشيخ ناصر المحمد فكليهما ناصر أجدني مضطراً للربط بين الاسمين والأتباع... فإن كان أتباع عبدالناصر ناصريين قدماء، فإنه يروق لي أن أسمي أتباع الشيخ ناصر الناصريين الجدد، فكما تبدل العصر وأحوال العالم، خصوصاً في دولنا العربية من السيئ إلى الأسوأ، تبدل حال الناصريين... فالناصريون القدامى غير الجدد تماماً.

في الكويت كان لدينا منتصرون للدستور، ومازال، اهتموا بالدستور، واهتموا بالشعب الفقير، ونادوا بالحرية والديمقراطية، وأخذوا يحققون مكاسب للحرية يوماً بعد يوم، حتى وصلنا إلى ما نحن فيه الآن، وأصبح لدينا المزيد من الاحترام والتقدير للدستور.

أما الناصريون الجدد لدينا فقد عكسوا اتجاه دوران عقارب الساعة على اعتبار أنهم ملوا الحياة الروتينية المنضبطة التي تمنح كل ذي حق حقه، وتحافظ على القيم الثابتة وحق الشعب في الحرية والديمقراطية وكل ما نص عليه الدستور. فالناصريون الجدد مع الأسف الشديد هم ناصريون أكثر من الشيخ نفسه، وربما يعملون على أمور معينة قبل أن يفكر فيها الشيخ ناصر، ونجدهم يتبرعون بهدم كل ثوابت ووأد أي ديمقراطية وحرية على الرغم من خروجهم من رحم هذه الديمقراطية، بالضبط كالأبناء الذين ينكرون فضل أبويهم.

الناصري الجديد النائب علي الراشد خرج من رحم الديمقراطية بنت الدستور، فأصبح نائباً في البرلمان، ولكن ما لبث أن تنكر لهذه الديمقراطية والدستور، والآن يريد أن يئد هذا الدستور ويسلب من النواب حقوقهم في الرقابة وحقهم في الاستجواب ومساءلة الوزراء ورئيسهم.

الراشد يتبرع بالمبادرة ويفكر للحكومة كيف تحمي نفسها من رقابة النواب، ويريد أن ينطلق الوزراء ليفعلوا ما يشاؤون دون حسيب أو رقيب، ونسي الراشد أنه يقف في صف الشعب وحماية ممتلكاته، وذهب ليقف في صف الحكومة ليقول لمن يريد أن يعبث افعل ما شئت فلن يكون عليك بعد اليوم حسيباً أو رقيباً.

الراشد الملكي أكثر من الملك والناصري أكثر من الوزراء وناصر المحمد نفسه، نستغرب موقفه، بل إن بعض التفسيرات قالت إن الراشد لم يقترح من عنده بل يستطلع الطريق للحكومة التي لم تصرح أي تصاريح رسمية بهذا المطلب بشأن تعديل الدستور، كما صرح الوزير الروضان نافياً التهمة عن الحكومة... فهل جاء تصرف الراشد من تلقاء نفسه أم أن الحكومة أوعزت إليه بالفعل أن يستطلع الطريق ويجس النبض؟

من هو مثل الراشد وناصري جديد كذلك النائب حسين القلاف الذي لا يتورع أبداً في أن يبدأ سلسلة الهجوم على أي نائب يتعرض للحكومة ورئيسها، وإن كان لم يفز بوكالة المرجعيات الشيعية في الكويت، فإنه ولا شك يسعى ليصبح وكيل المرجعيات الحكومية في المجلس، بل هو كذلك بالفعل.

ورغم أنه من المطالبين بحل مجلس الأمة حلاً غير دستوري فإنه يكون في أول المرشحين عندما تتم الدعوة للانتخابات، وينجح... وهذا هو الغريب، وكأنه يهدد من لا ينتخبه بالدعاء عليه بأن يدخل النار.

الناصريون الجدد أفكارهم عجيبة غريبة، واختلفت أوضاع الناصريين تماماً كما اختلف الزمن وولت الأيام الجميلة أيام عشق الدستور وعدم السماح لكل من يريد أن يعبث بمقدرات الأمة، فمنتصرو الدستور القدامى ضحوا بجهدهم ووقتهم حتى وهبوا لنا هذه الهدية (الدستور) الذي إن عبثنا به أضعنا نظامنا وأمن بلادنا.

خارج نطاق الموضوع:

تلقيت اتصالا من موظفين في «التربية» يستغيثون من الظلم الواقع عليهم... وقالوا إنه لا يوجد عدل عند النظر في الشكاوى التي تقدم ضدهم... فعندما يتقدم الموظف بتظلم ضد هذه الشكوى يتدخل الوكيل لإصدار قرارات غامضة تحتمل أكثر من تفسير، ومن ثم لا يتم التعرف على ما إذا كانت تلك الشكاوى سليمة أم كيدية؟ فهل يعمد الوكيل إلى ذلك من أجل التدخل وحسم النتيجة حسب الأهواء ولإرضاء الواسطة وما إلى ذلك؟ نرجو من الوزيرة الحمود التدخل والنظر في هذا الأمر.

back to top