خذ وخل: تقرير بلير وسعد الفرج!

نشر في 24-03-2010
آخر تحديث 24-03-2010 | 00:01
 سليمان الفهد الحق أني لا أقلل من أهمية تقرير السيد بلير، لاسيما أني لم أقرأه، لكني قرأت بعض ما كتبه الكتاب الاقتصاديون الذين استجابوا له بزفة احتفالية عارمة تشي- للبسطاء أمثالي- بأن بحوزة «بلير» ما غيره، عصا سحرية تلقف الهنات والأخطاء والخطايا والتحديات بجرة تقرير يمكن أن يدبج مثله، وربما أحسن منه الخبراء المواطنون والعرب!

• سألني: أقرأت تقرير «الخواجة بلير»؟ قلت له: لم أقرأه بعد، ولكني قرأت تقرير الفنان الكبير الصديق «بوبدر: سعد الفرج» كما تجلى في مسرحيته الكوميدية المعروفة «الكويت سنة 2000»! ذلك أني أحسبها سبقت التقرير بعقود عدة في استشراف واقع حال البلاد والعباد؛ بعد نضوب النفط، وتربع الحكومة الرشيدة «عالحديدة»، معتمرة «غترة» التقشف، ومزنرة بإزار الخشونة، إلى حد أن تطعم وجبة الغداء رز «جاول» حاف، بدون إدام ولا مشهيات ومقبلات سوى التمر الذي لا ينضب، ولا يثير حضور نخيله الأطماع والهيمنة وما إلى ذلك.

الشاهد هو أن الحكومة كان يمكن لها توفير المقسوم الذي سلمته إلى السيد «بلير» لو أنها شاهدت مسرحية «الكويت سنة ألفين» مرارا وتكرارا، لكي يتبين لها ما تنطوي عليه المسرحية من دروس وعبر ومواعظ وجرس إنذار وخط أحمر. حيث تزأر المسرحية بكل ذلك وغيره، بصيغة طافحة بالسخرية الكحلية، مضمرة بالاستشراف والحدس اللذين يسبق بهما المبدعون رؤية الخبراء الخواجات؛ ولو كان واحدهم «خبير اسكت» يشار إليه ببنان الافتتان «الفرنجي البرنجي»! ربما لأن مغني الحي لا يطرب، ولا كرامة لنبي في قومه ووطنه!

«وخبير اسكت» هو اسم لمسرحية قديمة عرضت في نهاية عقد الخمسينيات، حين كانت البلاد تكابد حمى الاستعانة بالخبراء في شتى مناحي التخطيط والإعمار والتنمية!

• والحق أني لا أقلل من أهمية تقرير السيد بلير، لاسيما أني لم أقرأه، لكني قرأت بعض ما كتبه الكتاب الاقتصاديون الذين استجابوا له بزفة احتفالية عارمة تشي- للبسطاء أمثالي- بأن بحوزة «بلير» ما غيره، عصا سحرية تلقف الهنات والأخطاء والخطايا والتحديات بجرة تقرير يمكن أن يدبج مثله، وربما أحسن منه الخبراء المواطنون والعرب!

وعوداً على بدء إلى «تقرير» مسرحية «الكويت سنة 2000» لنجد أن مضمونها الذي بدا للكثيرين وقت عرضها، أنها طافحة بالسوداوية والتشاؤم، صالح للمزاج الوطني العام، لكونه يحرض على قبول– ولو على مضض– سياسة طلاق الدولة الريعية التي تحدب على المواطن وترعاه، وتصرف عليه من المهد إلى حين يرد اسمه ضمن نشرة الوفيات! والطلاق المذكور آت لا محالة، كما أشار إلى ذلك منذ عشرات السنين تقرير الفنان الكبير «سعد الفرج» وحدس له توقيتا بحلول سنة ألفين.

وجاء الخواجة بلير ليضيف ثلاثين سنة على اسم المسرحية فمنحوه مليونا ونصف المليون دولار، وأيا كان الرأي في مستقبل البلاد والعباد، فإن الآخرين بحاجة ماسة إلى «إعادة تأهيل» تقشفية تمكنهم من التخلي عن «عاداتنا وتقاليدنا» التي مارسناها إبان عهد الدولة الريعية البائد! أو في سبيله إلى أن يكون كذلك!

back to top