أبطال الشرق الأوسط إلى بيروت لاستعراض مهاراتهم في القيادة

نشر في 11-07-2010 | 00:01
آخر تحديث 11-07-2010 | 00:01
تنظم «ريد بول» في 15 من الشهر الجاري بطولة «التشفيط» لدول الشرق الأوسط وذلك في العاصمة اللبنانية بيروت.
"ريد بُل كار بارك دريفت" ليس مجرَّدَ سباق سياراتٍ عادي، ولا هو رياضة تقليدية تندرج في إطار رياضة المحركات التي اعتدناها على حلبات السباق أو ضمن المراحل الخاصة للراليات. فالحدث الذي انطلق من بيروت منذ عامَين، جاء ليعطيَ عشاق السرعة والإثارة في الشرق الأوسط بعداً جديداً للمنافسة خارجاً عن المألوف، لم يعهدوه سابقاً إلا في الأفلام الهوليوودية الإخراج: سياراتٌ مميَّزة تستعرض "عضلات" محركاتها وهديرها وتقدّم أروع عروض الانجراف داخل موقفٍ للسيارات، بينما سائقوها يرفعون تحدي من سيفرضُ نفسه على الساحة ملكاً للانجراف.

يشكّل "ريد بُل كار بارك دريفت" هذا العام حدثاً مميزاً بكل ما في الكلمة من معنى. وهو عبارة عن سباق، يؤخذ فيه فن الانجراف في الاعتبار بنسبة 75 في المئة لتحديد النتائج، وذلك عبر استعمال الفرامل اليدوية والمهارات الخاصة للمتسابقين لدخول المنعطفات بأروع الطرق وأكثرها دقّة، أما النسبة المتبقية، فتقسم كالتالي: 15 في المئة للأسلوب و10 في المئة لشكل السيارة الخارجي.

وبينما يسعى المتسابقون لتقديم أفضل العروض وأكثرها حماسة، ستتولى لجنة مؤلفة من أبطال الراليات وسباق السيارات ومحترفين في هذه الرياضة التحكيم ووضع النقاط المناسبة لأفضل عروض الانجراف. أما مشجّعو رياضة المحركات في دول المنطقة، فستتسنّى لهم فرصة مشاهدة فنون القيادة على أنواعها عن كثب وسماع هدير المحركات التي ستضاعف الإثارة والحماس.

وكانت انطلاقة "ريد بُل كار بارك دريفت" في بيروت في عام 2008، وقد أقيمت نسخته الأولى في الموقفَين السفليَّين للسيارات في مجمّع تجاري ضخم، ليعود الحدث الرياضي المميز ويتجدَّد العام الماضي أمام أعين الآلاف من الجماهير المحبّة لرياضات التشويق، بعدَ تصفياتٍ شملت مختلف المناطق اللبنانية. أما ما يميّز الحدث هذا العام فهو أنه سيشمل الشرق الأوسط، على أن تكون النهائيات في بيروت في 16 يوليو الحالي.

وقد سبق للتصفيات أن انطلقت في عددٍ من دول المنطقة، علماً بأنّها تشمل قطر وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والكويت وإيران والبحرين وسورية والأردن، إضافةً الى لبنان. وبعد التصفيات، سيتأهّل 14 من أفضل سائقي المنطقة وأكثرهم تمتعاً بالمهارات الاستعراضية، ليكونوا على موعدٍ مع "ريد بُل كار بارك دريفت" في "الفوروم دي بيروت" في 16 يوليو الحالي.

في تصفيات الكويت حقق السائق الكويتي مشاري الظفيري على متن سيارتِه ميتسوبيشي لانسر أيفوليوشن 9 الفوز بلقب ملك الانجراف في الكويت بعد أن جمع أعلى رصيد من النقاط بين 20 مشتركا ليتأهل للمنافسة على اللقب الإقليمي.

السرعة والتشويق وأقوى فنون الانجراف في "ريد بُل كار بارك دريفت"

يقول مشاري الظفيري البالغ من العمر 27 عاماً: "انا سعيد بفوزي بمسابقة التشفيط أو ما يطلق عليها التصفيات الأولية لـ "كار بارك دريفت" المميزة، ولقد قدمت عرضاً جيداً نال اعجاب الحكام والجمهور، سوف أتابع تدريباتي تحضيراً للجولة النهائية في لبنان على أمل أن أحقق اللقب لبلادي".

وفي لقاء خاص "للجريدة"، أكد الظفيري أنه شارك من باب التجربة ولم يتوقع الفوز بالبطولة، لافتا إلى أن لوالده دورا كبيرا في محبة السيارات والمنافسة في لعبة تعد خطيرة وغير آمنة، وأنه ومع دخول الجولة الثانية من المنافسة استطاع أن يدخل جو البطولة وأن يتفوق على أدائه في الجولة الثانية ليلقى تصفيقا حارا من الجماهير، وتقييما عاليا من الحكام، ويعلن اسمه ملكا للبطولة.

وعن سر حبه للعبة، قال الظفيري: "إن هوايتي الأساسية هي السباق في الراليات وليس (التشفيط) الذي تنظمه ريد بل في نادي السيارات"، مستدركا "ولكن في الحقيقة استعدتني ريد بل للمشاركة في المسابقة ووافقت، رغم أنني حصلت على بطولات عدة في سباقات الراليات وعلى مستوى الكويت والخليج العربي"، مضيفا "واستهوتني فكرة (التشفيط) في البداية فاضطررت إلى تغيير أمور تقنية عدة في سيارتي اللانسر والخوض في غمار منافسة جديدة بالنسبة لي، وكتب لي الفوز بها وتمثيل الكويت في البطولة النهائية في بيروت نهاية الاسبوع الحالي".

وعن استعدادات الظفيري لمسابقة بيروت النهائية، قال "قمت ببعض التجهيزات في السيارة وبعض التعديلات في المعاونات وغيرها، وأحتاج إلى مزيد من التعديلات التي من الأفضل أن أقوم بها في لبنان لأنهم متخصصون فيها بشكل كبير"، لافتا "أنا لا أعلم حاليا من سينافسني سوى منافس قطري، شاركت معه في مسابقات آخرى، أما لاعبو الدول العربية الآخرون فلا علم لي بهم أو بمستوياتهم في التشفيط".

وعن أسباب حبه للسيارات دون الألعاب الرياضية الأخرى، أوضح الظفيري "أن هواية السيارات تجري في دمي وهي بالوراثة، وأحببتها لأن أبي أحمد الظفيري متسابق معروف ويهوى السيارات هو الآخر، وبعد أن حصلت على رخصة السواقة دفعني والدي إلى تطوير مهاراتي، وأدخلني معه في السباقات كمساعد له، ومع الوقت أصبحت أخوضها لوحدي ومع فريقي الخاص، إلى أن أصبحت محترفا".

وينوي الظفيري في المستقبل القريب أن يفتتح أكاديمية خاصة لتعليم السيارات بإدارة والده، مؤكدا "أن هذه الفكرة كانت موجودة لدينا منذ خمس سنوات، ولكن كما تعلم فإن البطولات تتهاوى علينا ولا تترك لنا وقتا لتأسيس الأكاديمية".

وحول إمكانية توفير أمول كافية لصرفها على تجهيزات السيارة في كل سباق، أعلن الظفيري أن هناك جهات عدة تعمل على دعمي ورعايتي أنا والفريق في المسابقات، "ولعل من أبرز الجهات هو نادي السيارات الذي يقوم في أغلب الأحيان بدعمنا وتوفير الميزانية اللازمة للمشاركة في السباقات المختلفة، مستطردا "إن تكلفة رياضة السيارات ليست بالهينة ولكننا عشاقها، فماذا بنا أن نفعل".

إنجازات مشاري

أحب مشاري الظفيري رياضة سباق السيارات بسبب حب والده لهذه الرياضة، واستطاع والد أحمد الذي لقّب ببطل الراليات عن الكويت في عام 1979 أن يساعد ابنه مشاري في تعلم قيادة السيارة والفوز في السباقات، وأن يمده بخبرته التي استمرت أكثر من 20 عاما.

واستطاع مشاري أن يفوز بعدة بطولات في الرالي أبرزها رالي الكويت من عام 2004 وحتى 2010.

back to top