وفاء الكيلاني: يهمني أن أضع إصبعي على الجرح لا أن أداويه

نشر في 21-01-2010 | 00:01
آخر تحديث 21-01-2010 | 00:01
منذ الحلقات الأولى من برنامجها الحواري «بدون رقابة» الذي يُعرض على فضائية المؤسسة اللبنانية للإرسال، برزت الإعلامية المصرية وفاء الكيلاني بطريقة إدارتها للحوار البعيدة عن السطحية والابتذال ومعالجة مواضيع تمسّ واقع المجتمعات العربية مع الأخذ في الاعتبار خصوصياتها لا سيّما محرّماتها.
عن تجربتها الجديدة على شاشة المؤسسة البنانية للإرسال كانت الدردشة التالية معها.
بعد مرور ست حلقات على برنامجك الجديد «بدون رقابة»، هل أنت راضية عن النتيجة؟

أنا راضية جداً كذلك القيّمين على الفضائية اللبنانية، لكن من الصعب أن أقيّم صدى البرنامج لدى الناس بعد مرور ست حلقات فقط، لذلك علينا الانتظار خمسة أشهر ليأخذ حقّه وليكون الحكم عليه موضوعياً وليس متسرّعاً.

ما الانطباعات  التي تردّدت حوله لغاية اليوم؟

إيجابية ومفيدة بعضها صدر من أهل الاختصاص وبعضها الآخر من المشاهدين العاديين، هذا الأمر يحفّزني على المضي قدماً في تنويع الضيوف والمواضيع التي سأعالجها في الأسابيع المقبلة.

ماذا تقصدين من العنوان «بدون رقابة»؟

أن تكون للضيف الحرية في التعبيرعن أفكاره ولي الحق في أن أسأله عن الموضوع الذي أريده، وقد برز هذا الأمر بوضوح في الحلقات كافة التي عُرضت.

هل يخضع البرنامج للرقابة؟

لدى كل مؤسسة إعلامية قوانين معينة على العاملين فيها الالتزام بها، ثم يصعب على أي برنامج أن يكون من دون رقابة، لأنه يتحوّل في هذه الحال إلى فوضى عبثية لا طعم لها.

بالنسبة إلي أمارس رقابة ذاتية على نفسي وأسئلتي إيماناً مني بالأدب الفطري والأدب المكتسب في طريقة طرح السؤال وصياغته وأسلوب التطرّق إلى المواضيع الحساسة، وبضرورة احترام المتلقّي الذي يختلف من بيئة إلى أخرى، فمثلاً ما هو مقبول في لبنان قد يكون مرفوضاً في بلد آخر، من هنا أراعي دائماً الاختلاف في نوعية الجمهور الذي أتوجّه إليه.

ما المواضيع التي ترفضين التطرّق إليها؟

تلك التي أشعر بأن ليس لي الحق بتناولها حتى لو تطرقت إليها برامج أخرى. في المقابل، أهتم بالاتجاهات الفكرية المعلنة وأسلط الضوء على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل معروفة في المجتمعات كافة.

يردد البعض أن «بدون رقابة» نسخة جديدة من برنامجك السابق «ضد التيار»، ما ردّك؟

أقدِّم برنامجاً حوارياً عبارة عن طاولة وكرسيين وليس برنامجاً استعراضياً أو فنياً يعتمد على ديكور ومسرح ولوحات راقصة وفقرات... لذا أتمنى على من يدّعي أنني لم أقدّم جديداً أن يفكر قليلاً قبل أن يطلق الأحكام بشكل اعتباطي، هو حر في التحدّث عن تشابه في المؤثرات التقنية من إضاءة وصوت وغيرهما... لكن أن يتهمني بأنني أكرر نفسي ضمن برنامج حواري يقوم على مقدّم وضيف، فهذا أمر غير مقبول. أين المنطق في هذا الكلام وماذا ينتظر مني أن أقلب الطاولة مثلاً؟

ما أبرز مقوّمات البرنامج الحواري برأيك؟

طبيعة الحوار ومضمونه وأسلوب المحاور وشخصية الضيف.

في الحلقة الخاصة بقضية الشذود الجنسي التي اتُّهم فيها بعض النجوم المصريين أُخذ عليك أنك دافعت عن نور الشريف فيما تجاهلت خالد أبو النجا وغيره.

لا أفتش في برنامجي عن السبق الإعلامي الرخيص ولم أستضف المحامي عبدو المغربي رئيس تحرير «البلاغ» التي نشرت هذا الخبر أو محامي نور الشريف بهدف الاستعراض، أعتقد أنها كانت المرة الأولى التي يكشف  فيها المغربي اسم الشخص أو المصدر الذي تلقى منه الخبر وهو ضابط مباحث، بالإضافة إلى جوانب أخرى مجهولة في القضية، وقصدت في الحلقة نفسها أن أترك الحوار لضيفيّ لا أن أستعرض قدراتي التي أعرف جيداً كيف أظهرها حين يكون لدي حوار فردي مع شخص واحد لا مع طرفين متصارعين.

أما عن تركيزي على نور الشريف، مع احترامي للأسماء الأخرى، فهو قيمة فنية وصاحب تاريخ فني وإنساني مهم ومشرّف، لا نستطيع الكذب على أنفسنا بتجاهل التراتبية في مستوى الفنانين، لذا يختلف وقع الإشاعة التي يسمعها أي شخص عن نور الشريف عن تلك التي  يسمعها عن أي نجم آخر جديد، من هنا أعترف بتركيزي على اسم نور الشريف.

 

على أي أساس تختارين مواضيعك وضيوفك؟

أنا جزء من الرأي العام لذلك أختار المواضيع الآنية التي تفرض نفسها على الجمهور والظواهر المهمة الموجودة في المجتمع التي لا يسلّط الضوء عليها بشكل كبير... مثلاً، قدمت حلقة بعنوان «للبيع» استضفت فيها زميلة صحافية اعترفت أنها كانت تبيع قلمها في وقت معين لأناس معينين لأنها كانت مضطرة، وضيفة أخرى باعت شرفها لأنها اضطرت لذلك تحت ضغط ظروف قاهرة.

بالنسبة إلى الأشخاص، أفتّش عن الذين يتمتعون بأفكار جدلية معينة مثل نوال السعداوي التي سُعدت  باستضافتها، ووائل الإبراشي الذي يتمتع بنهح فكري من المهم متابعته... كذلك يفرض أشخاص معينون أنفسهم مثل نصر محروس المعروف في الوسط الفني وواجه مشاكل مع نجوم الساحة العربية.

 

هل تكتفين بطرح المشكلة أم تفتشين عن الحل؟

يهمني أن أضع إصبعي على الجرح لا أن أداويه، لأنه ليست لدي سلطة في ذلك، من هنا أنهي حلقاتي بتساؤل وأترك العلاج  للمراكز والمؤسسات المختصة.

من أبرز ضيوفك في الحلقات المقبلة؟

الممثل التلفزيوني والمنتج سامي العدل، الأديبة الكويتية إبتهال الخطيب، الراقصة فيفي عبدو...

وماذا عن السياسيين؟

سأستضيف سياسياً في إحدى الحلقات لكن لن أفصح عن اسمه لأنه لم يقرّر موعد التصوير بعد.

هل يتخوّف الضيوف الذين ظهروا في برنامجك السابق الجريء «ضد التيار» من الظهور ثانيةً في «بدون رقابة»؟

على العكس، أجزم بأن 99 في المئة من الضيوف الذين أطلوا معي في «ضد التيار» يتمنّون إعادة التجربة في «بدون رقابة»، لكن عموماً لا أستضيف أي شخص سبق أن استضفته في «ضد التيار» لأنني أكون استنفدت معه المواضيع كلّها، فأين الجديد في استضافته ثانيةً إلا في حال توافر موضوع آني يخصّه.

ماذا أضافت إليك شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال وماذا أضفت إليها؟

عليك أن تسأل القيّمين على الشاشة ماذا أضفت إليها، عن نفسي أقول إنني مجتهدة ولدي قبول لدى المتلقّي ويشرفني أن أطلّ على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال لأنها القناة الخاصة الأولى التي أطلت على العالم العربي كله وهي محترمة وحريصة على ما تقدّمه، بالإضافة إلى أن أخطبوطاً إعلامياً يديرها هو الشيخ بيار الضاهر.  

ماذا غيّرت فيك الأمومة؟

جعلتني أشعر بطعم الحياة.

back to top