أسيل... ليس وقته!!
منذ فترة ليست بالقليلة ونحن نسمع كثيراً من النواب يسجلون اعتراضهم بشكل مستمر على تقديم زملائهم من النواب لاستجوابات، سواء كانت للوزراء أو رئيس الحكومة، وكان هؤلاء النواب دائما ما يتشدقون بكلمات نعلمها مسبقا: فهي إما أن الاستجواب شخصاني... أو غير مستحق... أو ليس وقته... أو له دوافع أخرى... وغيرها من الأقاويل، وكان من أبرز ما يقوله النواب في حق زميلهم «لم يتدرج النائب مقدم الاستجواب في استخدام أدواته الدستورية»، وكان هذا الكلام ينطلي على البعض ويصدقه ويمصمص شفاهه تحسراً وأسى، ويعتقد أن النائب الذي يعترض على زميله المستجوب ليس لديه أي مصلحة شخصية، وأنه صادق وأمين وشجاع ومحب للتنمية التي أوقفتها الاستجوابات.اليوم وبعد أن قدم النائب خالد الطاحوس استجوابه لرئيس الوزراء على خلفية تلوث أم الهيمان، وهو في رأيي غير شخصاني واستجواب مستحق وجدنا بعض النواب يتشدقون بتلك الكلمات المعهودة: «شخصاني، ومبالغ فيه، ولم يتدرج في استخدام الأدوات الدستورية وغيرها، والمضحك أنه استجواب ليس وقته».في المقابل وبعد تلك الكلمات عن استجواب الطاحوس وجدنا الانفجار المدوي الذي حدث في قضية الرياضة واستجدت بعض الأحكام القضائية التي تؤجج الخلاف بين الطرفين، لنجد كتلة العمل الوطني تصدر بيانا ليس له لون أو طعم أو رائحة، ورغم أننا نختلف مع الشيخ طلال الفهد في الكثير من الأمور ولا ندافع عنه لأننا لا نعيش في غابة أو عصر الفداوية، بل نعيش في بلد مؤسسات، نستغرب التحول في أسلوب ومنهج «العمل الوطني» التي فضلت السير على منهج وسياسة النعام في التعامل مع المواقف الصعبة لتطل علينا بمنهج وأسلوب جديد لأن القضية أصبحت تخصها.على سبيل المثال أسيل العوضي ظهرت لنا على إحدى القنوات الفضائية تقول عن استجواب الطاحوس إنها لا تختلف في أن الاستجواب حق دستوري، ولكنه «في غير وقته»، وهنا نسأل الأخت أسيل، ومعها كتلة العمل الوطني كلها: هل الوقت الآن مناسب لاستجواب رئيس الوزراء على خلفية موضوع الرياضة، بالرغم من إيماننا الشديد بأهمية هذه القضية وضرورة حلها وفقا للأطر القانونية المعمول بها في الكويت؟ وهل أصبحت مسألة تنظيم الرياضة وشؤونها الإدارية ورئاسة هذا للهيئة وهذا للاتحاد قضية مهمة وملحة وتستحق الاستجواب في هذا الوقت، بينما قضية التلوث لا تستحق ذلك وفي نفس الوقت؟ هل يا أخت أسيل 40 ألف نسمة في أم الهيمان من أطفال ونساء، وحتى لو كانوا كلهم رجالا بالغين ألا يستحقون التفاتة إليهم... للنظر في مشكلة تهدد صحتهم بشكل كبير جدا لأنهم سكنوا في منطقة فيها مواد سامة تعدت المسموح به عالميا، وكل هذا تحت سمع وبصر الحكومة؟ أم أن أم الهيمان منطقة من كوكب آخر ويسكنها مواطنون من الدرجة العاشرة؟بالله عليك يا أسيل لو أن مشكلة التلوث في دائرتك هل كنت ستقولين الاستجواب في غير وقته؟ ولو كانت أزمة التلوث في الدائرة الأولى أو الثانية أو الثالثة ماذا كان فعل نواب كتلة العمل الوطني؟ أم أن سكان أم الهيمان ضفادع تجارب والآخرون قطط مدللة تستحق الرعاية والعناية ومراقبة أوضاعها الإدارية الرياضية.الغريب في الأمر أن هناك بعض النواب انبروا للدفاع عن استجواب الرياضة بينما استجواب التلوث لم نسمع من يدافع عنه غير أناس معروفين للجميع، فهل أصبحت الأمور تقاس هكذا، وفق مصالح خاصة فحسب، دون النظر، ولو بطرفة عين للمصلحة العامة؟!إنني أقولها بكل فخر ونشوة، وأنا مبتسم: الآن انكشف من هو صاحب الاستجواب الشخصاني والفئوي والاستجواب الذي يسعى إلى مصالح انتخابية ويثير البروباجندا الإعلامية، وعرف الناس من هو المحب للظهور والتكسب السياسي.