إلغاء نسر الأناضول : إسرائيل لا تريد التصعيد وتركيا تدعوها إلى عدم استخلاص عبر سياسية أكبر مناورة دفاعية جوية أميركية - إسرائيلية تنطلق الأسبوع المقبل
حاولت إسرائيل أمس، استيعاب التوتر الذي نشب مع تركيا على خلفية إبعادها سلاح الجوّ الإسرائيلي عن المشاركة في مناورات «نسر الأناضول»، وهو ما أدى إلى اعتراض الولايات المتحدة ودول أوروبية، وما دفع لاحقاً أنقرة إلى تأجيل التدريبات إلى أجل غير مسمى.وبينما خرجت بعض الأصوات الإسرائيلية الداعية إلى التصعيد، خصوصاً من أوساط وزارة الخارجية برئاسة المتطرف أفيغدور ليبرمان، دعا وزير الدفاع إيهود باراك، خلال اجتماع مغلق عُقد أمس، جرى خلاله التداول في توتر العلاقات الإسرائيلية- التركية، إلى عدم إطلاق تصريحات هجومية ضد أنقرة.
وقال باراك: «رغم التوتر فإن تركيا تشكل عاملاً مركزياً في منطقتنا، ولا مكان للانجرار والتهجم من خلال التصريحات».وقال وزير البنى التحتية بنيامين بن اليعازر: «إنني غير راضٍ عن الانتقادات التي قالها قسم من المسؤولين الإسرائيليين ضد تركيا، لأنه يوجد بيننا وبين الأتراك مصالح مهمة واستراتيجية وعلينا التصرف بحساسية بالغة من أجل ألا تتحقق التوقعات السوداء».لكن إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلت عن مصدر في وزارة الخارجية الإسرائيلية قوله إنه «يجب جعل تركيا تدرك أنه لاتزال هناك أمور كثيرة ستخسرها من أزمة العلاقات مع إسرائيل». وأضاف المصدر أن «الخطوات الأخيرة من جانب أنقرة دلّت على وجود نشوة قوة دبلوماسية (لدى تركيا) ولا أساس لها في الواقع، فهم يقمعون الأكراد في تركيا ويعانقون «حماس» علناً ويبصقون في وجه إسرائيل، وبعد كل هذا يتوقعون منا أن نصمت؟!».ودعت وزارة الخارجية التركية القادة الإسرائيليين إلى «التعقل»، مشيرة إلى أنه «من غير الصائب استخلاص عبر سياسية من إلغاء تلك التمارين». وأوضحت الوزارة أن «المرحلة الدولية لتمارين نسر الأناضول السنوية قد أُرجئت بعد مشاورة كل الدول المعنية».وفي معلومات نشرتها الصحف الإسرائيلية أمس، ألمح مسؤولون طلبوا عدم كشف هويتهم إلى أن إسرائيل قد تعيد النظر في مشاريعها بيع تركيا عتاداً عسكرياً بعد استبعادها من تلك المناورات، التي تنظم منذ 2001 في أجواء سهول كونيا (وسط تركيا) الشاسعة. في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس، أن اسرائيل والولايات المتحدة ستجريان أكبر مناورة دفاعية جوّية بينهما الأسبوع المقبل لاختبار أنظمة اعتراض للصواريخ. وتجري المناورة التي تُسمى «جونيبر كوبرا» كلّ عامين، منذ عام 2001.وصرح مسؤول عسكري إسرائيلي بأن المناورة ستبدأ يوم 20 أكتوبر الجاري بعد تأجيل الموعد الأصلي لانطلاقها الذي كان مقرراً أمس.وذكر المسؤول الإسرائيلي أن القوات الأميركية التي تشمل 17 سفينة وقوات برية لتشغيل الدروع الصاروخية «اجس» و«باتريوت» و«تي. اتش. ايه. ايه. دي»، ستعمل ضمن نظام اعتراض الصواريخ الإسرائيلي «حيتس 2» خلال المناورة.وأوضح: «ستكون أكبر مناورة من نوعها وستجري تحت إشراف كل من الأميرال مارك فيتز جيرالد قائد الأسطول السادس الأميركي وقائد سلاح الدفاع الجوّي الإسرائيلي».وأكدت المتحدثة العسكرية الإسرائيلية افيتال ليبوفيتش أن إجراء المناورة الأسبوع المقبل لا يتضمن أي تأجيل.وكانت السفارة الأميركية في تل أبيب ذكرت الأسبوع الماضي أن «مناورة جونيبر كوبرا لا ترتبط بأي أحداث عالمية ولا تأتي كردّ فعل».(القدس، تل أبيب - أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)