خذ وخل: دمشق التي في خاطري (5) - الحلقة (5)

نشر في 19-07-2010
آخر تحديث 19-07-2010 | 00:01
 سليمان الفهد من النافل التنويه بذكاء وشطارة التاجر الشامي التي يخبرها الجميع! بما في ذلك امتطاء صهوة العولمة وتطويعها لترويج المنتج العربي! وإن مهارة المعلمين والصناع السوريين قادرة على منافسة «ترزية» ومصممي الماركات العالمية.

* ثمة «أقاويل» متواترة بين التجار السوريين والمتسوقين الخليجيين «تزعم» بأن الملابس النسائية والرجالية المطرزة بأسماء ماركات عالمية هي: صناعة سورية قح، بالصلاة على النبي! ولأن الإفرنجي «برنجي» ويأخذ الأولوية على الصناعة العربية الوطنية، عمد التجار اللبنانيون إلى هذه الحيلة التسويقية أو «التسويئية» لا فرق، توسلا إلى جر رجل ويد المتسوق الخليجي واللبناني سواء!

ومن هنا تجدني ألوذ بمتاجر ومعارض شارع الصالحية بدمشق، عوضا عن قريناتها بشارع الحمراء في بيروت، تشجيعا للصناعة العربية الوطنية السافرة أو المبرقعة بخمار إفرنجي شهير! والتجار السوريون لا ينكرون الزعم الآنف الذكر، بل يعلنونه بكل زهو.

* وإذا صحت هذه الأقاويل، فالمرء لا يستبعد أبداً أن تكون البضاعة المعروضة في أسواقنا، شامية المنشأ تعتمر قبعة الماركات المعولمة!

فهنيئا لنا، فها هي بضاعتنا ردت إلينا، من حيث لا نحتسب! ومن النافل التنويه بذكاء وشطارة التاجر الشامي التي يخبرها الجميع! بما في ذلك امتطاء صهوة العولمة وتطويعها لترويج المنتج العربي! وأيا كان الرأي في صحة المزاعم المذكورة آنفاً، فإن مهارة المعلمين والصناع السوريين قادرة على منافسة «ترزية» ومصممي الماركات العالمية، إذا تخلى المتسوق العربي عن عقدة الخواجة إياها! لاسيما أن سورية ذات إرث عريق في صناعة الغزل والنسيج عامة، وفي نسج الحرير والبروكار والدمسق والأغباني بخاصة.

*الأمر الذي يمكنها من إبداع صناعة ملابس قادرة على منافسة صناعة الملابس الأجنبية المعتمرة قبعة الماركات الشهيرة، لاسيما أن هذه المناسبة تتم في ملعبها وسط جمهورها الوطني والعربي الحري به تشجيع صناعته الوطنية، متحرراً من أغلال عقدة الخواجة التي تحرضه على اختيار البضاعة الأجنبية، انجرافاً وراء فرية كل إفرنجي برنجي متميز ومتقدم على ما عداه بالمطلق كما ذكرنا آنفا!! ومن باب الاستطراد الممل، أذكر في هذا السياق، أن مبدعي القفطان المغربي المتقن الصنع بدقة متناهية، دفع ببعض مصممي الأزياء الفرنسيين إلى أن يطرزوا علامتهم التجارية على هامة وعروة القفاطين، فضلا عن الاستعانة بمعلمي وصناع الملابس الوطنية المغربية النسائية، الثربة المتنوعة، لتنفيذ تصاميمهم الإفرنجية بين أذني ربة البيت الدمشقية ونداءات هؤلاء الباعة، تحرضهن على الشراء والتسوق! نسبة إلى نظرية العالم «بافلوف» في التعليم.

بصراحة شديدة جداً أخشى على دمشق التي في خاطري العجوز من تبعات ومضار «العولمة» أجارنا الله وإياكم منها!

back to top