متى ستظهر حبوب منع حمل للرجال؟!

خلال السنوات الأخيرة، تكرر الحديث عن هذا الموضوع. لكن على رغم التقدم العلمي الحاصل، لا يزال تصنيع حبوب منع حمل ذكورية عملية مؤجّلة. ما هي أسباب هذا التأخير؟

تواجه عملية تطوير وسائل منع حمل ذكورية عقبة النجاح الكبير الذي حققته وسائل منع الحمل التي تستعملها النساء. في الواقع، من الأسهل التحكّم بالخصوبة لدى المرأة أكثر من الرجل. إذ يكفي إعاقة ظاهرة شهرية لديها لمنع الحمل.

هدف العمليّة

لدى الرجل، يجب إيقاف عملية تصنيع مئات الحيوانات المنوية طوال العمر بسبب غياب ظاهرة انقطاع الطمث الخاصة بالنساء. تماماً مثل حبوب منع الحمل النسائية، يمكن إعاقة خصوبة الرجل عبر تناول هرمونات الأندروجين مثل التيستوستيرون. عام 2007، نشر الباحثون تحليلاً لاختبارات عيادية، أُجريت بين عامي 1990 و2005، على 1500 رجل جرّبوا وسائل منع حمل هرمونية. حقّقت النتائج نسبة نجاح تتراوح بين 97% و100%. إنها نسبة مشابهة لتلك المحقَّقة في وسائل الحمل النسائية التي لا تؤثر على الأداء الجنسي أو الرغبة الجنسية. إنه عامل أساسي لأنّ هرمونات الأندروجين تدخل في عملية إنتاج السائل المنوي وتعزيز الرغبة الجنسية.

أحد العوامل التي تعيق اعتماد هذه الوسائل الذكورية، ضرورة حقن هرمون التيستوستيرون داخل العضلات على مدار الأسابيع، إذ يتلفه الكبد في حال ابتُلع على شكل أقراص. في مايو (أيار) الماضي، توصّل باحثون صينيون إلى تخفيف جرعة الحقن إلى حقنة واحدة شهرياً. يُذكَر أنّ الأبحاث جارية لمنع الكبد من تدمير التيستوستيرون.

كذلك، ثمة مقاربات أخرى قيد الاختبار. تقضي إحداها بالتأثير على الهرمونات التي ينتجها الدماغ لا هرمونات الخصيتين. في الواقع، تسيطر الهرمونات الأولى على عدد الهرمونات الثانية. أخيراً، برزت طريقة جديدة ترتكز على تركيب أجسام مضادة للحيوانات المنوية، كما هو الوضع الطبيعي لدى الرجل العقيم.

الحلول كثيرة إذاً لكنّ الأبحاث في هذا المجال تبقى انتقائية، إذ لا تولي مختبرات وسائل منع الحمل اهتماماً كبيراً لهذا الموضوع.

العائق اجتماعي لا علمي!

حتى لو أبدى الرجال والنساء استعدادهم للمشاركة في عملية منع الحمل نظرياً، ليس الأمر بهذه السهولة عملياً، إذ يفرض ذلك أن تثق المرأة بزوجها ثقة كبيرة. على صعيد آخر، غزت وسائل منع الحمل النسائية مجتمعاتنا، ويصعب أن تتخلى النساء عن هذا الخيار.