دولة المؤسسات والدستور وسمو الامير


نشر في 15-01-2010
آخر تحديث 15-01-2010 | 00:00
 أ. د. فيصل الشريفي سمو الأمير: إيمان أبنائك بك مطلق، يحترمون رأيك ويستجيبون لندائك دون حواجز وضغوط، فهذا عهد بدأ مع آبائك آل الصباح الكرام قبل الدستور، فكيف بهم وأنت الحاكم الذي يعمل وفق أطر الدستور، والقريب إلى كل قلوب الكويتيين، وبكل أطيافهم تواسيهم في أحزانهم وتشاركهم أفراحهم؟

في رحاب خطاب سمو الأمير- حفظه الله- ورعاه أخذتني مخيلتي يميناً وشمالاً، متنقلاً بين ظنوني وتخميناتي لما قد يحتويه خطاب سموه، إلى أن أتت الساعة السادسة من ذاك اليوم الذي طلّ علينا فيه- رعاه الله- بخطاب أسدل الستار على كل العواصف المقيتة، وما حملته في طياتها من فتنة كادت تفتك بالمجتمع، فكان وقعه على الكويتيين أسرع من البرق، ففيه شخّص ورسم «بوناصر» طريق الحل في منهجية توقظ النائم من نومه وتعيد إلى العقل رشده.

خطاب سموه كان محور الحديث مع مجموعة من الزملاء، حيث كان الاتفاق على مجموعة من النقاط: أولاها حسن التوقيت، وثانيتها الانتصار للدستور، وثالثتها الإيمان المطلق بدولة المؤسسات، وكلها كانت من الأمير المواطن والأمير الأب والأمير القائد.

احترام الشعب الكويتي لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح كان هو الآخر نموذجاً فريداً يبين مدى تقدير كل أطياف المجتمع لسموه، فقد تُرجم على أرض الواقع، وكانت المبادرات الفردية والجماعية تأتي بتلقائية، وعن طيب خاطر، لتلبي نداء سموه إيمانا بنظرته الثاقبة، لما قد تؤول إليه الأمور إن لم نستمع لأمير الحكمة.

وفي هذا السياق قابل شيوخ القبائل ليؤكد أهمية القبائل الكويتية ودورها في لحمة وتماسك أركان المجتمع، حيث كان اللقاء كبلسم داوى الأنفس وأزاح الشكوك والمزايدات على انتماء أبناء القبيلة إلى الوطن، ولإزالة كل الشكوك وتأكيداً على اللحمة الوطنية.

وفي هذا الإطار استمر سمو الأمير- حفظه الله- في لقائه مع مجموعة ضمت وجهاء البلد، حيث كان التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية ونبذ الخلافات، وعلى أن الكويت وطن الجميع، كما أن ردود أفعال من حضر اللقاء تثبت لكل العالم أن قرب الحاكم من المحكوم كقرب الأب من أبنائه.

وكعادة سموه في احتضان هموم المواطنين استقبل مجموعة من النواب الذين تمنوا عليه حل مشكلة فوائد القروض، التي يقدر سموه حجم آثارها، حيث وعد بحل يرضي جميع الأطراف، ويزيد من نقاط الالتقاء بين المجلس والحكومة، لذلك جاء تكليفه وتوصيته لنائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية الشيخ أحمد الفهد ووزير المالية مصطفى الشمالي ومحافظ البنك المركزي الشيخ سالم عبدالعزيز الصباح بدراسة الموضوع.

التفات سموه واهتمامه بقضايا الوطن واستماعه إلى كل الآراء جاء ليجسد الإيمان المطلق بدولة المؤسسات، مؤكدا نص المادة 60 من الدستور: «أقسم بالله العظيم أن أحترم الدستور وقوانين الدولة، وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله، وأصون استقلال الوطن وسلامة أراضيه».

سمو الأمير: إيمان أبنائك بك مطلق، يحترمون رأيك ويستجيبون لندائك دون حواجز وضغوط، فهذا عهد بدأ مع آبائك آل الصباح الكرام قبل الدستور، فكيف بهم وأنت الحاكم الذي يعمل وفق أطر الدستور، والقريب إلى كل قلوب الكويتيين، وبكل أطيافهم تواسيهم في أحزانهم وتشاركهم أفراحهم؟

فهذا درس لكل المزايدين على الوحدة الوطنية أن يجدوا غير الكويت ملعباً ليلعبوا فيه، لأن الشعب لا يكتفي بإتعابه، ولكن ضمن له خسارة يجر بعدها أذيال الفشل.

ودمتم سالمين.

back to top