أوقفوا نزيف الدم في اليمن

نشر في 22-10-2009
آخر تحديث 22-10-2009 | 00:01
 حسن مصطفى الموسوي غريب ما يجري في اليمن من عدم مبالاة وإهمال من جانب السلطة اليمنية بأرواح مواطنيها، والأغرب هو هذا الصمت العربي تجاه كل القتل العشوائي المتواصل الذي يحدث باسم محاربة المتمردين، والذي يحدث منذ أكثر من ثلاثة شهور.

الصمت العربي على المجازر ليس بالأمر الجديد، فقد رأيناه سابقاً عندما قام الطاغية صدام بإبادة الأكراد بالسلاح الكيماوي في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، ولم نر ذكراً أو تنديداً بتلك المجزرة إلا بعد أن غزانا صدام، وأصبح عدونا وعدو دول الخليج اللدود، بعدما كان في السابق حامي البوابة الشرقية. وأذكر أن أحد رؤساء تحرير الصحف المحلية سئل في إحدى الفضائيات عن صمته وصمت صحيفته عن «مجزرة حلبجة» في حينها، فقال إنه لم يسمع بتلك المجزرة حينها!

فهل هو مقبول تكرار مأساة «حلبجة» أمام ناظرينا من دون أي تحرك كما قال الزميل عادل دشتي في صحيفة «الدار»؟ وهل نحن بحاجة إلى تغيير الوجهة السياسية للسلطة اليمنية حتى نستنكر ما يجري في اليمن؟ وأين الجامعة العربية عن كل ما يجري، خصوصاً مع استمرار المعارك والإبادة والقتل لكل هذه المدة الطويلة؟ وأين المجتمع الدولي ليوقف هذه المهزلة والاستهتار بأرواح آلاف المدنيين وتشريدهم أم أن «باء» دارفور تجر و»باء» صعدة لا تجر؟!

البعض، للأسف الشديد، يحاول تبسيط الأمور وتصوير ما يجري على أنه مجرد حق للسلطة وللدولة ببسط نفوذها على كامل الأرض اليمنية، لكن تسلسل الأحداث يثبت ما هو عكس ذلك، خصوصا أن قصف السلطة كان يطول مدناً لا علاقة لها بالحوثيين، وخلال فترات الهدوء والرخاء قبل اندلاع المواجهات الأخيرة، وكأن السلطة كانت تريد جر الطرف الآخر إلى المواجهة. وإذا أضفنا إلى ذلك تكرار خرق وقف إطلاق النار- الذي تتحمل مسؤوليته قوات السلطة في الأغلب لأن وقف إطلاق النار في مصلحة الحوثيين وأهالي صعدة الذين دمرت بيوتهم وشرد أهاليهم- فإن ذلك يدل على أن هناك قراراً بإبادة التوجه السياسي لأهالي تلك المنطقة لأسباب طائفية، خصوصاً مع تقاطع مصالح السلطة مع بعض القوى المتشددة، ولأسباب دولية إقليمية، لاسيما مع شعارات الحوثيين المعادية لإسرائيل وأميركا، وأيضاً لإيصال رسالة إلى الجنوبيين بأن السلطة لن تقف عند أي خط أحمر إذا قرروا الدعوة إلى الانفصال بسبب سوء الأوضاع في الجنوب كما هي الحال في صعدة.

ومع انعدام أملنا في تحرك جدي من قبل الأنظمة العربية لوقف نزيف الدم في اليمن، فإن الأمل معقود على المنظمات الدولية لفعل أي شيء من أجل حماية المدنيين ووقف استعمال القوة المفرطة من السلطة لإبادة مواطنيها.

back to top