المركب الياي ياشيخ احمد!!
دائما ما نتذكر بين حين وآخر ذلك الزمن الجميل الذي عاشته الكويت في فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي... ذلك الزمن الذي شهد نهضة حقيقية في كل شيء، وذاق فيه المواطن الكويتي طعم الحياة الحلو، لقد كان زمنا جميلا في كل شيء: في السياسة والاقتصاد والخدمات على اختلافها من تعليم وصحة وإسكان ومرور وحتى في الرياضة والفن.لاشك أن أعمال ذلك الزمن الجميل الفنية التي كانت ذات مغزى سياسي واجتماعي، وتحمل الطابع الكويتي الأصيل بعيدا عن إسفاف الأعمال الفنية في الوقت الحالي، والتي تركز على المخدرات والدعارة والانحطاط والرذيلة لن تمحى من الذاكرة، وكلنا نتذكر هذا المسلسل الرائع الذي شاهدته أكثر من مرة ومعظم الكويتيين كذلك، إنه «درب الزلق» الذي أمتعنا فيه الثلاثي عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج وخالد النفيسي، ومازلنا نتذكر عباراتهم الشهيرة في ذلك المسلسل الذي يعتبر أفضل مسلسل مر على تاريخ الكويت.ما يجعلني أستذكر مسلسل «درب الزلق» هو حال المواطن الكويتي الآن، والذي أصبح أشبه بذلك الهندي في المشهد الذي كان فيه حسين بن عاقول يرمي بالمال على أخيه سعد، والذي كان يتخبط في عد الفلوس من كثرتها، ويقول تسعة ألف عشرة ألف... والهندي يقف ومن ثم يقول وين نسبة مال أنا، فيقول له حسين بن عاقول المركب الياي المركب الياي... فقال الهندي بس كلام بس كلام. حال المواطن في الكويت أشبه بذلك الهندي، فهو يرى المال يوزع يمينا ويسارا على كل من هبّ ودبّ في الداخل والخارج ولا ينوبه من الحب جانب، ويخرج خالي الوفاض، فلا خدمات تقدم إليه، ولا مشاريع ولا تنمية ولا تحسن في مستوى المعيشة، وعندما يسأل عن نسبته تقول له الحكومة بشكل أو بآخر: المركب الياي المركب الياي... والمواطن بدوره يقول بس كلام بس كلام.أخيراً ها هي قد أقرت الخطة التنموية بميزانيتها الضخمة 37 مليار دينار، فهل سيكون فعلا للمواطن الكويتي نصيب وتدور عجلة التنمية؟ عن نفسي أنا غير متفائل... ورغم تصريحات النواب بأنها تصل نوعا ما إلى مستوى الطموح، وتصريحات الشيخ أحمد الفهد فإني أعتقد أن الخطة لن ينفذ حتى ربعها، نعم يا شيخ أحمد لاشك أنك رجل يلعب السياسة باحتراف، وللحقيقة أتيت في زمن غير زمانك، لكن نقول لك إن هكذا حكومة لن تستطيع الالتفات إلى الإنجاز بسبب انشغالها بأشياء أخرى... ياشيخ أحمد حكومة الشيخ ناصر المحمد لن تقوى على تنفيذ الخطة، وأنا واثق من ذلك، وإن كنت أتمنى أن أكون مخطئاً لكن الواقع يقر هذه الحقيقة، فحكومة لا تعترف بالأخطاء وتسعى إلى التأزيم من الصعب أن تنجز.العراب أحمد السعدون قال إن الخطة هي نفسها خطة عام 81 بس مصورينها... وهذا يعني أنها لم تنفذ في عصر حكومات قوية سابقة، وبالتالي لن تنفذ في عصر هذه الحكومة التي تختلف حتى فيما بينها، بل يمتد الخلاف بين وزراء يتسلمون حقائب سيادية، إلى خلاف شديد أشبه بخلاف حسينو وجارهم أبوصالح بائع الثلج... مما يعني أننا سننتظر حتما المركب الياي.ياريت الحكومة تثبت لنا العكس وتنفذ الخطة، وهنا ننصحها أن تبدأ بالمشروعات الصغيرة حتى يظهر للمواطن أن هناك جدية وهناك إنجازات، حتى إن كانت في مشروعات صغيرة... ونخشى ياشيخ أحمد أن تكون النهاية كنهاية حسينو ومشاريعه ونزلق في «درب الزلق».