الحالة الطاحوسية!

نشر في 02-08-2009
آخر تحديث 02-08-2009 | 00:00
 سعد العجمي وصفوه بالخارج على القانون، وأشاعوا عنه سعيه لتقويض أمن البلد، وانطلق كل من هبّ ودبّ لكيل التهم له والتشكيك حتى في وطنيته. صَدَّق كثيرون، للأسف، تلك الأقاويل التي روجها بعض أطراف ووسائل إعلام وكتاب هجرهم قراؤهم بعد إفلاسهم فكرياً، لكن خالد الطاحوس الذي راهناً عليه عندما كان مجرد مرشح، لم يخذلنا بعد أن أصبح نائباً يمثل الأمة.

قالوا عن الطاحوس إنه قبلي، فكان أول نائب داخل قاعة "عبدالله السالم" يهب للدفاع عن خالد المجحم ويعقوب بن علي والدكتور سيد الرفاعي ومصعب الفليج، وهم بالمناسبة ليسوا ناخبين في دائرته، وأسماؤهم لا تنتهي بالعجمي أو المطيري أو العازمي، بعد أن صمت نواب دوائرهم تجاه ما تعرضت له تلك القيادات، لحسابات سياسية للأسف الشديد.

قالوا عن الطاحوس إنه مرشح حكومي تم القبض عليه لرفع أسهمه حتى يتمكن من النجاح وتضمن الحكومة نائباً محسوباً عليها، فإذا به يسابق مسلم البراك على استجواب وزير الداخلية، ويحاصر وزير المالية بالأسئلة البرلمانية، ويمطر وزير النفط بأخرى من النوع الثقيل، أفضت إلى وقف مشروع الشراكة مع شركة "شل"، بل وساهمت في كشف الكثير من العقود المخالفة التي وقعتها الوزارة.

عندما يكون النائب خالد الطاحوس أصغر نائب في مجلس الأمة، و"سنة أولى برلمان"، ومع ذلك وخلال دور انعقاد قصير يقوم بتوجيه حوالي 200 سؤال برلماني لعدد من الوزراء، ويقدم عشرين اقتراحاً بقانون، فإن ذلك يكفي للقول إننا أمام حاله سياسية جديدة، استطاعت أن توازن بين الدور الرقابي والتشريعي رغم حداثة التجربة.

خلال فترة ليست بالطويلة، تغير المزاج الشعبي تجاه الطاحوس، وهو ما تؤكده تلك التعليقات التي يكتبها مواطنون عاديون في المواقع الإلكترونية حول أي موضوع يتعلق بالرجل، بل إن الأمر وصل ببعض المدونين أو القراء العاديين إلى الاعتذار للطاحوس عن انطباعهم السابق تجاهه، وأنه قد تم تضليلهم من قبل بعض الأقلام التي اقتاتت على الطاحوس منذ أن تم اعتقاله إلى يومنا هذا، وقد قرأت شخصياً الكثير من التعليقات والكتابات في هذا الإطار.

على كل خالد الطاحوس ليس ملاكاً، ومَن يعمل سيكون عرضة للخطأ، لكن ذلك لا يلغي أنه من الشخصيات الأكثر إثارة للجدل منذ أن كان رئيساً للاتحاد الوطني لعمال وموظفي الكويت، حتى أصبح نائباً يمثل الأمة، إلا أن أداءه السياسي منذ دخوله إلى قاعة "عبدالله السالم" قد غيَّر الكثير من القناعات والانطباعات حوله، وجعلنا نعيش حالة سياسية جديدة اسمها "الحالة الطاحوسية" ستتكرس أكثر خلال دور الانعقاد القادم، لأنني أتوقع الكثير من الأحداث التي سترتبط باسم خالد الطاحوس عند عودة المجلس إلى استئناف دور انعقاده القادم... وإن غداً لناظره لقريب.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top