الخارجية الإيرانية لـ الجريدة•: ضعف التمثيل الخليجي في «المؤتمر النووي» يعود إلى ضيق الوقت
«نفط المنطقة سينضب ومن الضروري التعاون لإنتاج النووي»
لم يكن مؤتمر «نزع السلاح النووي ومنع انتشاره»، بالنسبة إلى إيران، مجرد حدث عابر، بل حرصت على إظهاره كنقطة انطلاق في عملية طويلة ستُتابَع قدماً.ووسط الجدل الذي يسود العلاقات الإيرانية - الغربية بشأن البرنامج النووي، يبدو أن الفترة المقبلة ستشهد تركيزاً من طهران على استكمال ما بدأته في مؤتمرها الذي استضافته السبت والأحد، وصولاً إلى مؤتمر ثانٍ في أبريل عام 2011، وأيضاً تحت شعار «الطاقة النووية للجميع... السلاح النووي ليس لأحد». وهذا التحرك يحمل العديد من الرسائل، بدءاً من تأكيد سلمية البرنامج النووي الإيراني، ووصولاً إلى «التحريض» ضد الولايات المتحدة وإسرائيل اللتين تملكان السلاح النووي، مروراً برسالة مفادها أن بإمكان طهران التحرك ومواجهة واشنطن داخل الساحة العالمية بكثير من الأوراق القوية.
«الجريدة» التقت المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست الذي عكس تأنّياً إيرانياً في الدفع تجاه تطبيق أفكار مؤتمر «نزع النووي»، مشدداً على اعتبار المؤتمر «الأول من نوعه عالمياً»، نقطةَ انطلاق، وأن لطهران النية والإرادة الكاملتين لمتابعتها.ولفت مهمانبرست إلى أن المؤتمر هو «محاولة لخلق حركة جديدة عبر تعاون دول المنطقة للتوصل إلى عالم خالٍ من الأسلحة النووية وغيرها من الأسلحة التي تُسبِّب الموت والدمار». وقال: «أعتقد أنه كان أمراً مهماً أن يحضر ممثلو نحو 50 إلى 60 دولة، خاصة من دول المنطقة في العالم العربي وآسيا الوسطى». وأضاف: «آمل أن نتمكن من متابعة الحوار مع الدول الأخرى لشرح أهداف هذا المؤتمر، من أجل التوصل إلى عقد اجتماع شامل، علماً أننا مازلنا في الخطوة الأولى، ولابد لنا من التعاون معاً للتوصل إلى منطقة تنعم باستقرار كامل». وأكد المتحدث الإيراني أن بلاده تتطلع إلى التعاون مع دول الخليج، موضحاً: «من جهة يمكن أن نحصل كلنا على الطاقة النووية السلمية والصناعة النووية من أجل الأغراض العلمية السلمية، ومن جهة أخرى يمكننا التعاون لمنع استخدام السلاح النووي، خاصة في ظل التهديد الذي تمثله إسرائيل وغيرها».وقال مهمانبرست: «قد نصدِّر النفط والغاز مدة عشر سنوات أو عشرين سنة، لكن بعد ذلك لن يكون لبعض الدول ما يكفي للتصدير، فمن الضروري أن نتعاون لإنتاج الطاقة النووية السلمية».وعن سبب عدم حضور وزير كويتي أو مساعد وزير مؤتمر «نزع النووي» وضعف التمثيل الخليجي بشكل عام، قال المتحدث الإيراني: «نتفهم هذا الأمر، إذ تجدر الإشارة إلى أنه في البداية، كان المؤتمر مخصصاً للخبراء وبعض المؤسسات المهتمة بالأبحاث النووية والحوار بشأن خطر الأسلحة النووية، ثم قررنا منذ حوالي شهر أو شهرين، دعوة بعض المسؤولين الرسميين، كالوزراء ونواب الوزراء، ونحن نتفهم أنه بسبب ضيق الوقت، لم يتمكن بعض المسؤولين من المشاركة، لكن هذا الأمر ليس مهماً، فالمهم هو أن يحضروا جميعاً في المستقبل، لأن لدينا أهدافاً مهمة جداً، وهي نزع السلاح النووي ومنع استخدامه وانتشاره».يُذكَر أن مدير إدارة المنظمات الدولية بالوكالة في وزارة الخارجية الكويتية المستشار ناصر محارب الهين مثَّل الكويت في المؤتمر.وحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، ووزراء خارجية ثماني دول، هي سورية والعراق ولبنان وسلطنة عمان وأرمينيا وتركمانستان وإفريقيا الوسطى وسوازيلاند، إضافة إلى نواب وزراء خارجية روسيا وقطر والإمارات العربية المتحدة والمساعد الخاص لوزير الخارجية الصيني، فضلاً عن رئيس «منظمة المؤتمر الإسلامي» أكمل الدين إحسان أوغلو، وممثلين عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية والأمم المتحدة، بالإضافة إلى مندوبين من كيانات دولية ومنظمات غير حكومية.