صمت رسمي إزاء البرادعي يقطعه رفض جمال مبارك «الأحلام الوردية»
قطع جمال مبارك نجل الرئيس المصري حسني مبارك، حالة الصمت لدى مسؤولي الحزب الحاكم والحكومة تجاه تصريحات محمد البرادعي المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة المقبلة بانتقاده "أصحاب الأحلام الوردية"، وبتأكيده أن الحزب "الوطني الديمقراطي" يهتم بالأفعال لا بالشعارات.ولم يذكر مبارك الابن اسم البرادعي صراحةً، لكنه أشار إليه بوضوح أثناء زيارةٍ قام بها لقرية في محافظة الفيوم جنوب القاهرة أمس الأول، وأكد أنه "يرفض مَن يقول كلاماً ليعيش الناس في أحلام وردية، لأنهم غير مسؤولين، ولن يطالبهم أحد بتنفيذ هذا الكلام، وفي المقابل نحن ملزمون بتقديم البرامج المحددة لكل ما نعد به".
واعتبر مراقبون في مصر أن هذه التصريحات تؤكد مدى الحرج الذي يشعر به الحزب "الوطني" من ارتفاع شعبية محمد البرادعي عقب عودته إلى القاهرة قادماً من فيينا، معلناً اعتزامه الترشح لرئاسة الجمهورية، ومستخدماً لغة حادة في انتقاد سياسات النظام الحالي.وزاد عدد مؤيدي الحملة الإلكترونية للبرادعي بحوالي 20 ألف شخص، انضموا إليها خلال ثلاثة أيام ليصل مساندوه إلى نحو 80 ألفاً، أغلبهم من الشباب الذين أثارت حماسَهم تصريحاتُه عن تبنيه أفكار"الاشتراكية الديمقراطية"، وانتقاده "سياسات القمع والفساد، وسيطرة الأغنياء على السلطة، وتراجع مستوى التعليم، وانتشار الفقر، وارتفاع معدلات البطالة".ويعمد المسؤولون المصريون إلى تجاهل الرد على البرادعي حتى الآن، باستثناء تأكيد أمين عام الحزب الحاكم صفوت الشريف أن الطريق للترشح في انتخابات الرئاسة يحدده الدستور، رداً على دعوة الأول إلى تغييره، ويأتي هذا الصمت بعد حملة شنّتها الصحف الحكومية على البرادعي العام الماضي عند إعلانه أنه مستعد لتحمل مسؤولية قيادة التغيير في مصر فور انتهاء عمله كمدير عام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلا أن هذه الحملة لم تحقق وقتئذ أهدافها.