خذ وخل: ردة الحرملك


نشر في 24-01-2010
آخر تحديث 24-01-2010 | 00:01
 سليمان الفهد إن وأد البنات الذي خبره العرب أيام الجاهلية يعود ثانية إلى فضاء العروبة والإسلام من باب الحرملك، وشباك عزلة النساء «الطالبانية» السيئة الذكر! وأحسبني غير محتاج للتدليل على أن المنحى «الحرملكي» المتشدد لم يتمخض عنه سوى التطرف اللا أخلاقي.

* تزامن الإعلان عن تخصيص سيارات تاكسي للنساء في كل من مصر والكويت سواء، ولا شك عندي البتة في أن سبحة التأسي والتقليد ستكر في بقية البلاد العربية جلها! ذلك أن حالة «الحرملك» ستكون في فضاء الحياة اليومية العربية، بكل ما تنطوي عليه من ردة ونكوص إلى عصر الحرملك، فقد سبق وجود تاكسي النساء تكريس مقاه «كافتيريات» لحواء فقط شريطة أن تكون محجبة أو منقبة! أضف إلى ذلك حضور «الحرملك» في «الكوافير» والمطاعم المختلطة والقطارات والمترو، وغيرها من المرافق العامة التي ستتم «حرملكتها» من جراء وجود المد الأصولي المتشدد الساعي إلى إعادة النساء إلى المنازل لا يبرحنها إلا إلى المقبرة، حين يحل الأجل المحتوم! وقد باتت عبارة «للسيدات فقط» تزنر العديد من الأماكن المختلطة، وهي في سبيلها إلى أن تكون حاضرة في كل مكان ترتاده النساء والرجال، ليكون حصرا على بنات حواء وحدهن بمنأى عن حضور الذكر وبمعيته الشيطان والعياذ بالله!

* من هنا لنا أن نتوقع مستقبلا أن تتجلى دولة طالبان إياها، في الأقطار العربية والإسلامية كافة فضلا عن تجليها في أوساط الجاليات الإسلامية القاطنة في أوروبا والأميركتين الأنجلو ساكسونية واللاتينية وأستراليا! ذلك أن العقلية التي ابتدعت «تاكسي الحريم» ستتمادى في منحى العزلة بحيث يوجد في بلادنا «سوق الحريم» وأسانسيرات خاصة بهن! وطائرات تقودها نساء مبرقعات وركابها من بنات حواء فقط لا غير، وعلى هذا المنوال يمكنك تخيل الردة الجماعية صوب «الحرملك» حامي الديار من الفتنة والتحرش والغواية الإبليسية الجاهزة لدى اجتماع رجل بامرأة، وإن كانت «جيكرة» قبيحة تقول «للقردة» بملء فيها قومي لأتربع مكانك! كما تفعل العديد من المنقبات اللواتي يتشحن به بدافع درء الفتنة على الرغم من خصامهن لكل ما يفضي إلى هذه الفتنة!

أقول هذا الزعم بناء على الملاحظة العيانية المتبدية في البحلقة ملياً في الطلعة الظلامية لجل المنقبات في مصر والكويت بخاصة! الأمر الذي يشي بأنهم يدرؤون «الجكر» والقبح لا الفتنة! والذي أخبره منذ الدرس الأول في فقه الأحوال الشخصية، هو أن المرأة الفاتنة الجمال وحدها هي التي يحبذ لها النقاب، لكن الأخير أصبح الزي الشعبي السائد الذي تتشح به وتعتمره ملكات «الجكر» والعيون البصباصة الجريئة في الديار العربية من المحيط إلى الخليج! وهو أمر محمود، بحكم أنه إذا بليتم بـ«الجكر» والقبح فاستتروا! خشية أن تخدش العيون بمظاهر «القرودية» القبيحة الملوثة للبيئة الاجتماعية.

إن وأد البنات الذي خبره العرب أيام الجاهلية يعود ثانية إلى فضاء العروبة والإسلام من باب الحرملك، وشباك عزلة النساء «الطالبانية» السيئة الذكر!

وأحسبني غير محتاج للتدليل على أن المنحى «الحرملكي» المتشدد لم يتمخض عنه سوى التطرف اللا أخلاقي كما يبدو جلياً في صفحات الحوادث والجرائم العديدة المتنوعة المتواترة يومياً!

back to top