هيفاء في كليب بابا فين... إيحاءات ونظرات مثيرة والطفولة الغائب الأكبر
لم نكن لنقارن بين هيفاء وهبي ونانسي عجرم نظراً إلى اختلاف الصوت والموهبة والأداء بينهما، لولا بدء عرض أغنية {بابا فين} لهيفاء الخاصة بالأطفال على شاشة {روتانا}، والتي لم نعرف ما إذا كان الأطفال هم المقصودين فيها فعلاً أم إبراز مفاتنها وجمالها ودلعها، خصوصاً أن هذه العناصر كانت الأساس لنجاح أعمال هيفاء منذ انطلاقتها الفنية.من شاهد هيفاء مستلقية على السرير بزيّ أخضر في أحد مشاهد {بابا فين}، ظنّ أنها تتحضّر لحفلة على أحد المسارح العالمية، فقميص النوم الذي ارتدته كان أشبه بفستان سهرة إضافة إلى الماكياج الكامل وتصفيفة الشعر المبالغ فيها التي لا توحي أبداً بأجواء النوم والعائلة والبيت والطفولة...
طفولة غائبةماذا قصدت المخرجة ليلى كنعان من تصوير هيفاء مستلقية على السرير وتثبيت الكاميرا على عينيها ونظراتها المليئة بالإثارة والجمال والإيحاءات المبطنة التي كانت توزّعها يمينا ويساراً، بحيث بقيت براءة الطفولة الغائبة الوحيدة عن أجواء العمل؟ لم تستطع كنعان إخراج هيفاء من صورة المرأة المثيرة التي التصقت بشخصيتها والتي تحاول هيفاء جاهدة كسرها وتغييرها. بدورها فشلت هذه الأخيرة في تقديم شكل جديد لها، خصوصاً أنها وضعت نفسها، من خلال طرحها ألبوماً خاصاً بالأطفال، بمقارنة تلقائية مع نانسي عجرم التي سبق أن قدمت أغنيات للأطفال وحققت نجاحاً مبهراً، نظراً إلى عفويتها وتمتّعها بروح طفولية وإلى مهارة المخرج سعيد الماروق في توظيفهما بطريقة أثارت الإعجاب، ما أدى إلى انتشار كليب {شخبط شخابيط} وغيره بسرعة البرق بين الأطفال وحققت أغنيات الألبوم نجاحاً باهراً على غرار {شاطر}، {عيد ميلاد الليلة مين}.... القصّة كلّهالم تكن نانسي في كليب {شخبط شخابيط} محور الاهتمام بل القصة والأولاد واللقطات التصويرية الأقرب إلى أفلام {ديزني}، وحسناً فعلت بالظهور بهذا الشكل الذي لم تقبل به هيفاء ربما وفضّلت أن تكون هي {القصة كلها} في الكليب، فلم نفهم تبرّجها الصارخ وارتداءها أزياء وأكسسوارات غير مناسبة لعالم الطفولة في أحد مشاهد أغنية {لما الشمس تروح}، حيث أظهر فستانها الأحمر مفاتنها ووضعت قرطين أسودين في أذنيها كأنها تتحضّر لمقابلة تلفزيونية، إضافة إلى دلعها المفرط أمام الكاميرا، وقد ظننّا لوهلة أنها ستؤدي أغنية {أنا هيفا أنا} أو أنها تتحضر لجلسة تصويرية، فالأضواء كلها مسلّطة عليها وليس على الطفل الذي شاركها الكليب والذي كان يُفترض أن يكون محور الاهتمام.هل أرادت هيفاء، من خلال هذا الكليب، إثبات قدرتها على تقديم الفوازير؟ ففي حال كان ذلك صحيحاً، حسناً فعلت، أما في حال كان القصد توجّهها إلى الأطفال فللأسف لم تبلغ هدفها لأن الكليب لا يمت إلى الطفولة بصلة، وكان الأجدر بها أن تبتعد عن هذا العالم البريء، فأغنيات على غرار {أنا هيفا} و}يا ابن الحلال} و}مش قادرة} وغيرها تليق بها وبشخصيّتها أكثر. أخفقت هيفاء سابقاً في تقديم أغنية {بوس الواوا} التي قالت حينها إنها موجّهة إلى الأطفال، إلا أن انتشارها الأكبر كان في النوادي الليلية، وأثارت الأغنية بعد طرحها في الأسواق جدلاً بين أهل الصحافة نظراً إلى الإيحاءات التي تضمّنتها، كذلك لم تكن أغنية {نوتي} بمستوى أعلى من الأولى. اليوم تخفق هيفاء مجدداً في توجّهها إلى الأطفال لأن نسبة المتابعة للكليب حققت ارتفاعاً كبيراً بين الراشدين الذين شاهدوا هيفاء في غرفة النوم واستمتعوا بجمالها وقدّها الميّاس.يذكر أن أغنية {بابا فين} قوبلت بموجة من الاستياء من شعب النوبة، بسبب مقطع منها يرد على لسان الطفل يسأل والدته فيه {طب فين دبدوبي؟ ... والقرد النوبي؟} وفسِّر هذا الكلام بأن الطفل يصف قرده بالنوبي لأن لونه أسود كلون بشرة أهل النوبة.