الوحدة الخليجية وفق الطريقة النفيسية!!

نشر في 16-06-2010
آخر تحديث 16-06-2010 | 00:01
 سعد العجمي  أستاذ العلوم السياسية الدكتور في جامعة الكويت عبدالله النفيسي رجل تثير آراؤه الجدل دائما وأبدا، نتفق معه مرة ونخالفه الرأي ألف مرة، على اعتبار أن تحليلاته وقراءته لمستقبل الواقع السياسي الإقليمي صدقت في بعض الأحيان، وأخفقت في أحيان أخرى.

النفيسي الذي اشتهر بصراحته وعدم الدبلوماسية أو المواربة إذا ما تعلق الأمر برأيه في تطورات الأوضاع السياسية على الساحة الكويتية أو الإقليمية، أثار أخيرا مسألة اندماج بعض الدول الخليجية الصغيرة، وإلا فإنها لن تكون موجودة على الخريطة، وهو الطرح الذي أحدث جدلا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية الكويتية.

رأي النفيسي كان مبنيا على دراسات أميركية أشارت إلى أن دولا مثل قطر والبحرين والكويت والإمارات، إن لم تندمج مع المملكة العربية السعوديه فإنها ستواجه خطر التلاشي بحلول عام 2025، بسب تطورات إقليمية على الجبهتين الإيرانية والعراقية.

أتمنى أن تكون تنبؤات الرجل غير صحيحة، لكنني أجزم أن سنوات صعبة جدا تنتظر دول الخليج إذا ما سارت عملية التكامل بين دول المنظومة وفق الطريقة "السلحفائية" التي تسير بها الآن.

بنظرة واقعية بعيدة عن العواطف، فإن شعارات كـ"خليجنا واحد، مصيرنا واحد، دمنا واحد"وغيرها أصبحت قوتاً للاستهلاك المحلي والإعلامي، للتغطية على جوانب القصور في مسيرة المجلس، حتى إن جاء من يذكرنا بموقف دول الخليج من غزو العراق للكويت، فإننا نقول إن التحالفات الدولية والتطورات الإقليمية الحالية ليست كما كانت عام 1990، والدول الخليجية بمفردها غير قادرة على مواجهة أي أزمة بحجم احتلال الكويت إذا لم يكن هناك دعم دولي مثل ما حدث آنذاك، وبالتالي فإن مصيرنا بأيدي غيرنا وليس بأيدينا.

على كل أعتقد أن قضية الاندماج الكامل بين بعض دول الخليج التي تحدث عنها الدكتور النفيسي قضية صعبة إن لم تكن مستحيلة سياسيا لا اجتماعيا، نظراً لاختلاف آليات الأنظمة الحاكمة في إدراة دولها، لكن فكرة "الفدرالية" بين تلك الدول جديرة بالمناقشة.

دول الخليج تمتلك احتياطيا نفطيا يقدر بحوالي 497 مليار برميل، كما أنها تمتلك ثالث أكبر احتياطي للغاز الطبيعي في العالم، وتتمتع بموقع جغرافي استراتيجي، وتطل على ممرات بحرية مهمة، إضافة إلى كونها سوقا اقتصادية واعدة، ولكم أن تتخيلوا قوة تأثيرها عالميا إذا ما فاوضت كمنطومة اقتصادية واحدة، ومعلوم أن مستقبل العالم سيحدده ويتحكم به الاقتصاد وليست القوة العسكرية.

لذا وبعيدا عن حساسية "التبعية" ومن يسّير من، فإن توحيد السياسة الخارجية والاندماج الاقتصادي وإنشاء جيش خليجي واحد، سيعيد التوازن للمنطقة، ويجعل من الآخرين خاطبي ود لنا، بدلا من البحث عن أحد يحمينا من جيران السوء.

عموما وبالنظر إلى ما أحدثته دعوة الدكتور النفيسي من جدل على الساحة الكويتية فإن أغلب التيارات السياسية السنية في الكويت، الدينية منها والليبرالية والمحافظة، قد أيدت تلك الدعوة، وإن اختلف في كيفيتها، بين اندماج كامل أو فيدرالي، لكن مكمن استغرابي الشخصي أنني لم أسمع نائبا أو ناشطا أو كاتبا من إخواننا الشيعة أيد تلك الدعوة، بل كانت ردة فعلهم الرافضة حادة نوعا ما، فضلا عن أن تعليقاتهم انحرفت إلى الحديث عن الحكم وأسرة آل صباح، وهي القضيه التي لا نقبل من أحد أن يزايد علينا فيها!!

back to top