يد جميلة على رأسي

نشر في 04-06-2009
آخر تحديث 04-06-2009 | 00:00
 مظفّر عبدالله أول العمود: مسألتان يجب حسمهما على وجه السرعة: الأولى تغيير وجهة كاميرا وزارة الداخلية لتكون باتجاه البحر وليس إلى ساحة الإرادة، والثانية تعديل صيغة قسم نواب البرلمان ليبدأ بجملة: «وصلاة أمي وأبوي سأذود عن مصالحي»!

***

قرأت بتأثر كبير عن الجهود التي تبذلها سيدات فاضلات في لجنة «حياة» التابعة لمبرة رقية القطامي، وهي مجندة لخدمة مرضى السرطان، وسرني كون المساعدات تذهب لغير الكويتيين إضافة إلى عدم حرص العاملات في اللجنة على الظهور الإعلامي، والمثير للاهتمام أن تكاليف علاجات أمراض السرطان باهظة جدا وتتراوح ما بين 1500 إلى 2000 دينار شهريا، وهو مبلغ يقصم ظهور الكويتيين فما بالنا بغيرهم من الجنسيات أو عديمى الجنسية؟

من هذه المقدمة، أقول إن ساحة العمل الأهلي تفتقد نوعاً آخر من العمل الخير وهو العون المعنوي الذي يحتاج إليه كثير من المرضى في المستشفيات، ومن المهم أن تتبنى بعض الجمعيات الأهلية ذات الصلة بالعمل الاجتماعي هذه الفكرة بالتعاون مع بعض الشركات في القطاع الخاص، وإغراء كثير من الشخصيات العامة الممولة والتعرف على الخبرات المتراكمة للعديد من المنظمات الإنسانية التي تتخذ من الكويت مقرا لها كالصليب الأحمر وبرنامج الأمم المتحدة للإنماء، وهي منظمات ذات خبرة عريقة يجدر التعرف عليها... أتمنى أن تبادر جمعية الأطباء الكويتية أو طلبة كلية الطب مثلا أو غيرهما من الجهات للدفع بمثل هذه الفكرة لتؤسس من خلالها فرق تطوعية من الجنسين تزور المستشفيات بشكل دوري بعد تدريبهم على فن التعامل مع المرضى، وتزويدهم بالمعلومات الكافية عن الأمراض المنتشرة في الكويت، وكيفية إدارة حديث إيجابي مع المرضى.

هناك مرضى يعانون الوحدة وقلة زيارات أهاليهم، وهناك فئة أخرى لا تعاني ربما هذه المشكلة لكن ظروف مرضها يتطلب مكوثاً طويلاً في المستشفى، وهو ما يستدعي تقديم العون والدفع المعنوي الذي قد لا يجيده ذوو المريض، ومن البديهي نفسيا واجتماعيا أن دخول زائر من خارج أسرة المريض سيبعث شعورا مضاعفا بالسعادة والفرح لروح المريض وأسرته لكون أناس غرباء يكترثون لهمومهم ومشاكلهم.

وقد قرأت في مواقع متفرقة عن أن المريض يأنس بيد محب توضع على رأسه، أو تتشابك مع يده، فيمنحه ذلك شعورا فائقا بالسعادة، وهو بلا شك جزء من العلاج.

مجتمعنا يعاني الكثير من التوترات والضغوط الاجتماعية والسياسية إلى درجة أننا لم نعد قادرين على خلق أحاديث دافئة وروحانية، وما نحتاجة فعلا هو إعادة تفعيل الجوانب الاجتماعية الإيجابية من حياتنا لأن المجتمع الكويتي دخل مرحلة من التعقيد بسبب انتشار مشاعر الأنانية، والفكرة التي نطرحها في هذا المقال خطوة نحو تغيير ما يجري بنا، أو هي محاولة لنكون أقل أنانية.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top