وجهة نظر : أشرف حرامي... أين الفيلم؟

نشر في 14-11-2008 | 00:00
آخر تحديث 14-11-2008 | 00:00
 محمد بدر الدين يبدو أن السينما المصرية تقدّم أقل أفلامها شأناً في بداية العام، وفي نهاياته وما بين العيدين (الفطر والأضحى)، فقد عرض، مثلاً، في عيد الفطر ستة أفلام، واحد منها فحسب يستحق المشاهدة والاهتمام، هو «زي النهاردة»، إخراج عمرو سلامة، والبقية مهزلة وانحطاط مثل «شبه منحرف» و»آخر كلام»!

بدأت السينما المصرية عام 2008 بأفلام من هذا النوع («لحظات أنوثة»، «كلاشينكوف»...)، وها هي تنتهي بـالانحطاط في «البلد دي فيها حكومة» و«أشرف حرامي»... ونعني بالانحطاط، ليس غياب المعنى، بل كيفية التعبير عنه أيضاً، إذ تأتي أدوات الفيلم السينمائي وأوليات تنفيذه في أسوأ حالاتها، ناهيك عن الابتذال الواضح.

ذلك كله ينطبق على الأفلام المذكورة، ومنها «أشرف حرامي»، من إخراج فخر الدين نجيدة وتأليف عصام حلمي.

لم يصل المخرج إلى مثل هذا المستوى من الضعف والهزال في أعماله السابقة، حتى في «البنات والموتوسيكلات»!، ولم يكتب حلمي مثل هذا المستوى من التخبّط والاستسهال حتى في «الزمهلاوية»!

أشرف (تامر عبد المنعم) وزميله (ريكو) عضوان في عصابة رئيسها وحيد سيف... يسرق الزميلان ويسجنان ويفرج عنهما... ويظلان يبحثان عن مجوهرات أخفياها لدى الشرطة... وعلى المُشاهد تصديق أن أشرف ينتحل شخصية ضابط، وأن ذلك ينطلي على زملائه ورؤسائه، وأن علاقة حب تجمعه بالضابط فريدة (شرين رضا)... لتنكشف القصص على نحو أكثر سذاجة في نهاية الفيلم!

يحاول عبد المنعم «محاكاة» عادل إمام أحياناً، لكن مشاهده مفتعلة والموهبة فيها تبدو محدودة بوضوح.

لا يخلو الفيلم من لحظات أو مشاهد كان يمكن تطويرها لتشكّل كوميديا حقيقية، لكن السيناريو المفكك والتنفيذ المهمل والابتذال، هي الصفات الغالبة منذ البداية حين يطل «ريكو» في ملابس امرأة شبه عارية على نحو يبدو مقززاً... عموماً الملل سمة أساسية في «أشرف حرامي».

نشفق في الفيلم على الممثل الكوميدي وحيد سيف الذي أهدر نفسه، بل أهانها، وعلى شيرين التي بدت بأدائها الجدي عنصراً غريباً في العمل. فعلى رغم أعمالها القليلة توقعنا لها التطوّر لأنها تتمتع بأداء خاص، منذ ظهورها الأول، ومروراً بإعلاناتها التلفزيوينة، والفوازير. كان أنضج ما قدمت دورها في فيلم «نزوة»، إخراج علي بدرخان مع أحمد زكي ويسرا.

«أشرف حرامي» تأكيد على حاجة البعض الى موهبة كافية، وإهدار لمن يتمتع بها، والخاسر مخرجه فخر الدين نجيدة الذي بدا مخرجاً جاداً قابلاً لتطوير قدراته، وقادراً على الإسهام في السينما المصرية في أولى أعماله، لكن للأسف تتدهور مساهماته من فيلم إلى آخر!

back to top