مصانع آسيوية لإنتاج البنزين تخفّض معدلات تشغيلها لضعف الطلب على المُنتَج وفائض الإمدادات عالمياً
يتوقع مراقبون أن تشهد أسواق البنزين الآسيوية استقراراً في الأسعار أو بعض الارتفاع، مع حلول موسم الصيف بالولايات المتحدة في مايو المقبل، والذي ترتفع فيه أسعار العطريات والطلب أيضا على الغازولين.أوردت نشرة «آي سي آي إس» نقلاً عن منتجين للبنزين، إن المنتجين الآسيويين متجهون إلى إبقاء معدلات التشغيل في مصانعهم أقل من مستويات الإنتاج المقررة في الربع الأول من عام 2009، على توقعات قائمة على الطلب الضعيف لمنتجاتهم من قبل الصناعات المساندة (downstream)، وزيادة الإمدادات عند دخول مصانع جديدة في كل من الصين ومنطقة الشرق الأوسط حيز العمليات الإنتاجية.
ويقول متعامل من كوريا الجنوبية إن معدلات التشغيل في المصانع الآسيوية، ستُعدل وفقا لموازنات السوق، علما أن وحدات التكسير الإقليمية تعمل بمعدلات إنتاجية أقل من المستويات المقررة منذ بداية الربع الرابع من العام الماضي، لضعف الطلب على المنتجات وتراجع أسعارها، بينما أشار منتج رئيسي في كوريا الجنوبية إلى أنه من الصعوبة إيجاد مخارج «لتسويق» البنزين، ومن ثم سيتردد المنتجون في رفع المعدلات الإنتاجية تبعا لذلك.الجدير بالذكر أن عددا من المصانع في كل من الصين وتايلاند وكوريا الجنوبية واليابان أضافت سعات إنتاجية بمقدار 1.6 مليون طن/العام من البنزين في عام 2008. ووفقا للنشرة المتخصصة في صناعة البتروكيماويات، بات الفائض في إمدادات البنزين يشكل هاجسا للمنتجين والمتعاملين في تجارة البنزين في العام الحالي، خصوصا بعد أن خاضوا معارك صعبة في عام 2008 أمام قضايا مثل فائض الإمدادات وهوامش الأرباح الضعيفة وانهيار الأسعار ومشاكل التسهيلات الائتمانية والطلبات الضعيفة من قبل الصناعات المساندة إلى جانب الأزمة المالية العالمية.وأضاف المتعاملون أن الطلب من القطاعات المساندة، مثل إستايرين مونيمر (SM) والفينول (phenol)، والذي ظل ضعيفا منذ الربع الثالث من العام الماضي، غير مرشح للتحسن في عام 2009، مما سيؤدي إلى تفاقم الوضع في فائض الإمدادات لهذا المنتج، كما أن الأسواق مرشحة لسبات طويل ناجم من الطلب الضعيف من المستخدمين النهائيين مثل قطاع السيارات والمنازل.وفي السياق نفسه، يقول متعاملون إن صادرات البنزين الآسيوي إلى الأسواق الأميركية ستحظى بأهمية أكثر من أي وقت مضى، لكن تذبذب أسعار خام النفط والعطريات علاوة على الطلب الأميركي الضعيف للبنزين سيجعل من الصعوبة التكهن بفتح نافذة أمل لتسويق المنتج.وأضاف المنتجون أن أسواق البنزين الآسيوية يتوقع لها أن تشهد استقرارا للأسعار أو بعض الارتفاع مع حلول موسم الصيف بالولايات المتحدة الأميركية في شهر مايو المقبل، والذي ترتفع فيه أسعار العطريات والطلب أيضا على الغازولين. لكن الفوائد المرجوة من الأسعار، حسب المنتجين، ستكون محدودة مع توقعات قائمة أن موسم الصيف الأميركي سيكون أقل من المستويات المتوقعة على خلفية الركود الاقتصاد الأميركي والأزمة المالية العالمية، مما سينعكس سلبا على إنفاق المستهلكين.