انطلاق احتفالات القدس عاصمة ثقافية

نشر في 22-03-2009 | 00:00
آخر تحديث 22-03-2009 | 00:00
عباس يقلِّد الشهيد فهد الأحمد وسام نجمة القدس
أحمد الفهد يصف زيارته بـ التاريخية والطبطبائي يرى فيها تطبيعاً مع إسرائيل
احتفل الفلسطينيون أمس، ومعهم العرب، بمدينة القدس عاصمةً للثقافة العربية لعام 2009، رغم منع السلطات الاسرائيلية إقامة هذا الاحتفال في المدينة المقدسة.

وأطلق الرئيس الفلسطيني محمود عباس الفعاليات الرسمية للاحتفالية من مدينة بيت لحم في الضفة الغربية، إيذانا بانطلاقها من خمسة مواقع يربطها البث الفضائي، هي القدس وبيت لحم وغزة والناصرة ومخيم «مار الياس» للاجئين الفلسطينيين في العاصمة اللبنانية.

وشارك في حفل إطلاق الفعالية رئيسُ جهاز الأمن الوطني الكويتي الشيخ أحمد الفهد الصباح بصفته رئيس «المجلس الأولمبي الآسيوي»، كما شارك أيضاً وفد شعبي كويتي، الى جانب وفود من المغرب وتونس والامارات العربية المتحدة والاردن، ونخبة من المبدعين في الحقل الفني والثقافي الفلسطيني.

وقلَّد عباس الشهيد الشيخ فهد الأحمد الجابر الصباح، وسام نجمة القدس، «تقديرا لمشاركته الشخصية في النضال الفلسطيني، وتاريخه المشرف في دعم حقوق الشعب الفلسطيني من أجل نيل حريته وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس».

وتسلَّم الوسام، الشيخ أحمد الفهد، بحضور رئيس الوزراء سلام فياض، ورئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية اللواء جبريل الرجوب.

وقال عباس: «هذه زيارة مباركة، ونقدر كل التقدير زيارة الشيخ أحمد الصباح لنا، لأن لها معاني كثيرة، والكويت كانت ومازالت وستبقى داعمة للقضية الفلسطينية ومؤيدة لها». وأضاف أن «المشاركة الكويتية في النضال الفلسطيني كانت على مستوى الدم. الدم الكويتي عُمد على الأرض الفلسطينية، ووجود الشهيد المرحوم الشيخ فهد الذي شارك في الثورة الفلسطينية وجُرح هنا، خير دليل، لذلك نحن نكنُّ كل التقدير والاحترام لخير خلف لخير سلف»، مشيراً إلى أن المشاركة الكويتية في احتفالات القدس عاصمة للثقافة العربية هي «رمز من رموز المشاركة الكويتية في دعم الشعب الفلسطيني».

وقال عباس: «نبعث بكل التحية والتقدير إلى سمو الشيخ صباح الأحمد وإلى الأسرة الكريمة، وإلى الشعب الكويتي العظيم، والحكومة الكويتية التي كان لها، دائما، مواقف مشرفة مع القضية الفلسطينية».

بدوره، قال الفهد: «نحن سعداء اليوم بأن نتشرف بوجودنا على الأراضي الفلسطينية، والسلطة الوطنية بقيادة فخامة الرئيس محمود عباس وجميع الإخوة في السلطة». وأضاف: «تكريم الشهيد نعتبره جزءاً أساسياً من تكريم دولة الكويت، وهو ليس فقط للشهيد فهد الأحمد، وإنما هو تكريم للعلاقات الوثيقة بين الشعبين والبلدين». وكان الفهد، وصف في وقت سابق زيارته للأراضي الفلسطينية بـ«التاريخية»، وأشاد في تصريح -عقب وصوله الى الاردن للعبور الى الأراضي الفلسطينية نقلته «كونا»- بالعلاقات الكويتية- الفلسطينية، مشيراً الى أنها «علاقات خاصة وتاريخية». وأكد أن «القضية الفلسطينية كانت على الدوام وستبقى في قلوب الكويتيين قيادة وحكومة وشعبا».

وزيارة الشيخ أحمد الفهد للاراضي الفلسطينية تعد الاولى من نوعها لمسؤول كويتي رفيع المستوى منذ زمن بعيد.

وعبَّر النائب السابق وليد الطبطبائي، في بيان أصدره أمس، عن «تحفظه» إزاء دخول الشيخ أحمد الفهد إلى «أراضي الضفة الغربية التي لا تزال خاضعة للهيمنة الإسرائيلية في حدودها وأجوائها وكثير من مناطقها»، قائلاً: «الدخول اليها لا يتم الا بإذن وموافقة من الاحتلال، وفي هذا نوع من التعامل غير المباشر مع هذا الاحتلال والتطبيع معه، بما لا ينبغي لمسؤول كويتي القيام به، خصوصاً اذا كان من أفراد الأسرة الكريمة الحاكمة ويرأس جهازاً حساساً».

ورأى الطبطبائي أنه كان بوسع الشيخ أحمد أن «يزور غزة بالتنسيق مع الحكومة المصرية والحكومة الفلسطينية في غزة من دون تدخُّل إسرائيلي». وأضاف: «نرجو ألا تُستغل الزيارة من قبل البعض في الكويت كسابقة ومبرر للقيام باتصالات من أي نوع مع الكيان الإسرائيلي الغاصب».

وفي كلمته الافتتاحية أمس، خاطب الرئيس الفلسطيني «الحريصين على الدفاع عن السلام في المنطقة»، مؤكداً أن «القدس عاصمة لفلسطين وللتآخي والترابط الانساني». وأضاف أن «سياسة التمييز والقهر وسلب الأرض وهدم الأحياء والبيوت، وسياسة تزوير الماضي وتدمير الحاضر وسرقة المستقبل، يجب أن تتوقف كلها، إذا كان السلام يمتلك فرصة حقيقية على هذه الأرض».

وندَّد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بشدة أمس، بقرار السلطات الإسرائيلية منع الاحتفالات في القدس، قائلاً: «القدس عاصمة للثقافة العربية وستظل كذلك، وسنحتفل بها جميعا في العالمين العربي والإسلامي وخارجهما، وسنعمل على الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية للقدس».

back to top