الشرطي في مخيلتي

نشر في 01-03-2009
آخر تحديث 01-03-2009 | 00:00
 مظفّر عبدالله ما يحدث اليوم من أخطاء جسيمة يقوم بها بعض رجال الأمن تؤدي إلى فقدان الثقة بأهم مرفق منوط به تحقيق الاستقرار في المجتمع، وتكرار هذه الأحداث يؤدي إلى شيء أخطر وهو تشويه سمعة رجال الأمن المخلصين وهم بلا شك كثر، وتسبب لهم حرجا كبيرا أمام الناس، وهم يؤدون مهماتهم اليومية.

أول العمود: في ذهن عضو مجلس الأمة في هذه اللحظة أفكار متلاطمة: مواجهة الناس في الدواوين وطلبات إسقاط قروضهم، والقلق من حل المجلس والعودة إلى عبء الحملات الانتخابية، وقضاء احتياجات الناس الخاصة التي لا تنتهي... عليهم بدعاء المضطر.

***

كثرت في الآونة الأخيرة الجرائم التي يشارك أو ينفرد بها بعض رجال الأمن، وكان من بينها حسب الذاكرة قصة موظفة المطار التي تقبض 2500 دينار على تهريب كل مطلوب للعدالة، وقصة شارك فيها ملازم أول في عصابة سرقة المليون ونصف المليون دينار، وقبلها بأشهر قصة موظف أمن الدولة الذي يسرب المعلومات، وبالطبع هناك قصص أكثر في أرشيف الصحف لو أردنا المزيد.

سنقول إن الكويتيين ليسوا ملائكة «على عيني وراسي»، وسنقول إن وزارة الداخلية ستقدمهم إلى العدالة... «آمنا بالله»، وسنقول إن البعض لا يميز بين المباح والمحرم في زيادة مدخوله الشهري... «كله مفهوم»، ولكن تبقى كل هذه التبريرات هروباً من الحقيقة والسؤال الكبير وهو: كيف تتم تربية رجل الأمن في المؤسسات الأمنية؟

مخالفات وجرائم بعض رجال الأمن المتكررة تثير القلق والأسئلة معا: أسئلة حول الرواتب ومستواها؟ وطرق المحاسبة إن كانت تخضع أحياناً لمبدأ «الواسطة» و«طمطمة» الملفات على طريقتنا؟ ونوعية المناهج في كلية الشرطة؟ والقدوة من قبل الضباط الكبار؟ والإعلان عن العقوبة بعد الانتهاء من التحقيق؟

ما يحدث اليوم من أخطاء جسيمة يقوم بها رجل الأمن تؤدي إلى فقدان الثقة بأهم مرفق منوط به تحقيق الاستقرار في المجتمع، وتكرار هذه الأحداث يؤدي إلى شيء أخطر، وهو تشويه سمعة رجال الأمن المخلصين وهم بلا شك كثر، وتسبب لهم حرجا كبيرا أمام الناس وهم يؤدون مهماتهم اليومية... وأتمنى أن نعيش موقف هؤلاء ونتخيل أنفسنا موظفين لحماية الأمن في بلدنا... كيف ستكون ثقة الناس بنا.

كلمة أخيرة نقولها هنا: إذا شعر رجل الأمن بأن القوانين تطبق بحزم داخل مؤسسته، فإنه لن يتجرأ على مخالفة القوانين الأخرى خارجها... يجب وقف قتل القوانين.

back to top